بين العسكر، والشعب، والخديعة

منذ 2013-09-30

أُكرِّر، وأُنبِّه، وأُشدِّد على الانتباه بأن هناك كمين متوارث، نُستدرَج إليه غالبًا وهو إظهار وكأن الصراع بين المؤسسة العسكرية، والتيار الإسلامي.


أُكرِّر، وأُنبِّه، وأُشدِّد على الانتباه بأن هناك كمين متوارث، نُستدرَج إليه غالبًا وهو إظهار وكأن الصراع بين المؤسسة العسكرية، والتيار الإسلامي.

ونحن ودون أن ندري وبحسن النية المعتادة؛ نساهم بشكلٍ كبير في عمليات التأهيل النفسي المستمرة من قبل العملاء لشحنٍ وهمي لعقول العسكريين ضد فصيلٍ بعينه، ربما هو الأقرب له عاطفياً، بمعنى الشعارت المتوارثة ضد الأحكام العسكرية موضوعة بعنايةٍ فائقة؛ بحيث تُكرِّس في الأذهان أن العسكرية هي أيديولوجية في ذاتها في مقابل الإسلامية أو مقابل اليسارية أو الليبرالية أو... إلخ.

والحقيقة أن العسكريين عبارة عن مجتمع وظيفي ضمن نسيج المجتمع يتكون من أيديولوجيات متعددة تُماثِل الموجودة في المجتمع بمعنى أن هناك عسكريين متدينين، وعسكريين علمانيين، وعسكريين ليبراليين، وعسكريين شيوعيين... إلخ.

فالعسكريين مجموعة وظيفية كما ذكرنا؛ ربما تكتسِب سلوكياتٍ خاصةٍ -بحكم طبيعة عملها-، مثلها مثل تأثير المجتمعات الوظيفية الأخرى على أصحابها كالأطباء والمهندسين والممثلين... إلخ؛ إلا أنها لا تبني أيديولوجية كاملة لها نسقٌ فكريٌ متكامل لرؤيةِ أمور الحياة.

وعليه أرى؛ أن ما يحدُث هو ثغرة فصل هذا المجتمع الوظيفي كهوية منفصلة عن باقي المجتمعات، مما يُكرِّس حالة نفسية وتركيبة خاصة وحالة انتقائية لدى العاملين بهذا المجتمع الوظيفي، ومن ثم يَسهُل توظيفه والسيطرة عليه وتوجيهه بشكلٍ مُنعزلٍ عن المجتمع، وهذا ما حدَث فعلًا.

أما التصوُّر الصحيح؛ هو أن هذا المجتمع الوظيفي الذي أهلّه المجتمع لامتلاك قوةً شرعية للدفاع عن الوطن، من الممكن أن يُسيطر عليه بعض الفاسدين المنتميين إلى أيديولوجية معينة لتوجيه الجيش في الطريق الخطأ.


إذًا فالقضية سترجع إلى الصراع الحقيقي الأيديولوجي أي أن ما يحدُث الآن أن بعض العسكريين العلمانيين يوجِّهون هذا المجتمع الوظيفي لمواجهة أيديولوجيا مخالفةٍ للعلمانية.

مثل أن يُسيطر أطباء علمانيين على مجتمع الأطباء ويُوجهون هذا المجتمع إلى بعض الممارسات العلمانية في الطب مثلاً عمليات الاجهاض، وخلافه؛ ويواجهون بشراسةٍ التيارات المخالفة لهم.

لذا أدعو كل الإسلاميين والتحالف الوطني لدعم الشرعية وكل القوى الوطنيةٍ؛ الانتباه إلى تلك الخديعة وتغيير بعض المفاهيم والمصطلحات التي تُوظَّف الآن لتمزيق الوطن ولتضليل الناس.

- فليسقط حكم العسكريين العلمانيين.

- وليسقط حكم العسكريين الفاسديين.

- وليسقط حكم العسكريين الشيوعيين.

- وليسقط حكم العسكريين الخونة والعملاء.

- بل وليسقط الخونة في كل مكان.

ولتحيا العسكرية المصرية، ولتحيا القيم الأصيلة المنطلقة من قِيم الدين والهوية والأرض والعِرْض تحت راية التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 28
  • 0
  • 2,143

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً