العودة: نختلف مع حزب الله ولكن نرفض عدوان "إسرائيل"

منذ 2006-08-01

مع تطورات الأحداث الجارية التي تشهدها الساحة العربية اليوم في ظل الحرب المشتعلة في لبنان، طالب فضيلة الشيخ سلمان العودة ـ المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم ـ بتوحد الصف أمام "إسرائيل" العدو الإنساني المشترك الذي يدمر كل مقومات الحياة. وأضاف العودة مؤكداً: "إن حق الأزمة أن نؤجل خلافاتنا لوقت آخر". لكنه استدرك قائلاً: "إننا نختلف مع حزب الله، وهو خلاف جوهري وعميق كما هو خلافنا مع الشيعة الذي لا يمكن أن يلغى، لكن هذا الوقت ليس وقت الخلاف والشقاق، فعدونا الأكبر هم اليهود والصهاينة المجرمين الذين لم يفرقوا في عدوانهم حتى بين الأطفال والمحاربين".

وفي حلقة الجمعة من برنامج "الحياة كلمة" قال الدكتور العودة إن الحياة ليست وجهاً واحداً، والوصول إلى نهاية الضعف هو بداية القوة، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني الذي يحاصر من كل النواحي لم يعد لديه ما يخسره، وهذه قوة بحد ذاتها لا يملكها العدو المقابل الذي يمتلك كل الأسلحة والعتاد.

و شدد الشيخ العودة على أهمية التفاعل مع الأزمة دون أن تتحول إلى عائق أمام إنتاجنا وعملنا. وأضاف: "من الخطأ الكبير أن ننشغل في صراعات جانبية حول مفاهيم الأزمة وجوانبها، وننسى العدو الأصلي".

وفي ثنايا حديثه وصف الشيخ سلمان الحالة الإسلامية العامة بأنها تمر بحالة تخلف وضعف حقيقي، مؤكداً أن "هناك أزمة حقيقية في العالم الإسلامي، وجزء من الأزمة أننا لا نعترف بها وإذا اعترفنا بها ألقينا المسئولية على غيرنا". وأضاف: "دعونا نعترف أن الله حَكَمٌ عدل، وأن القدر يجري وفق حكمة ربانية والبلاء من داخل أنفسنا قبل كل شيء، فنحن في حالة لا تؤهلنا لأن يمنحنا الله نصره".

ويرى الشيخ سلمان العودة أن حالة التخلف التي يعاني منها العالم الإسلامي مردها إلى أزمتين: "أزمة في التفكير، وأزمة في السلوك". وقال: "إن الإحساس المفرط بالمؤامرة هو كفر بالنفس وبمسئوليتها، وهذا جزء عاداتنا الخاطئة في التفكير". وأردف: "نحن نحتاج إلى توبتين وليست توبة واحدة، توبة من أخطاء التفكير، وتوبة من أخطاء السلوك والعمل". وختم الشيخ حديثه قائلاً: "نحن بحاجة إلى تنادي عام على مستوى الأمة، وصوت موحد يرفع قضاياها ولو في جوانب جزئية".

الرياض - الإسلام اليوم - عبد الله الرشيد: 26/6/1427 22/07/2006

المصدر: الإسلام اليوم

سلمان بن فهد العودة

الأستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم -سابقًا-

  • 3
  • 0
  • 8,436

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً