أيها المؤمنون..إنّكم ممتحنون!
«إذا ضيعت الأمانة فارتقب الساعة» قاعدة نبوية أشبهُ ما تكون بسنة كونية مشروطة في محيطنا البشري.
« » قاعدة نبوية أشبهُ ما تكون بسنة كونية مشروطة في محيطنا البشري. حين تدير البصرَ من حولك لتصطدم بالواقعِ المرّ تجدُ أن الأسئلة المختارة تتهافتُ أتنطبقُ علينا تلكَ القاعدة! وهل أصبحنا في الزمان الذي نرتقب فيه الساعة؟ إنَّ التلازم الوثيق بين فعل الشرط وجوابه وهذه العلاقة الشديدة الواضحة من ترتب الساعة على ضياعِ الأمانة لأكبر مهوِّل على أنَّ أمّة ضاع فيها هذا المبدأ لهي أمة اختلَّت موازينها بالفساد فطاشتْ بها الأقدار.
إنّ الأمانة في هذه القاعدة النبوية العظيمة لم تكنِ لتقتصر على رد الودائع إلى أصحابها -على عظم شأنها- فحسبْ، بقدر كونها تلكَ الأمانة بمفهومها الواسع وإطارها الشامل الذي يضمّ كلَّ ما تحت يدك وجميعَ ما ستسأل عنه؟! تلكَ الأمانة التي فَرِقت السماوات والأرض من حِملها وتكفَّل الإنسان بجهله أن يحملها على ثقلها فنيطت به. وهي في الوقت ذاته ذلك المعنى العميق الذي أجملهُ معلم البشرية الأول صلوات ربي وسلامه عليه بقوله: « ». وأيّ دلالة أكبر وأعمّ من أن يتكرر لفظ العمومِ أكثر من مرة ولا يستثنى منه أحد!
حين يضيع الوالدان أمر أبنائهم ويُتركون كمن يلقى في التيّار ليسبح ضدّه، فتلك أمانة! عندما تسلَّم عقول أبنائنا إلى من يتلاعب بها وتدفعُ أرواح الناس إلى غافلٍ يفرط بها! حينما توكلُ الأمور إلى غير أهلها وتعطى المناصب لمن لا يستحقّها! جميعُ ذلكَ وغيرهُ من الأمثلة التي باتت أكثر من أن تحصى فهل نتداركُ الوقتَ لنعلمَ أنّها أمانة سنمتحن بها!
إنَّ (الأمانة) في ديننا تشكِّل حجر الزاوية لكل عمل يناط الإنسان به على كافة الأصعدة والمستويات في المجتمع بلا استثناء من أرفع مستوى إلى أدناه، وحالما يهتزُّ ذلكَ الحجر أو يتزحزح في بناء الفرد فإنّ هذا مؤذن بالعد التنازلي لانهيار المجتمع وتهاوي الأمة!
وحتى نصيب كبد الحقيقة كان لزاماً على كل واحد منّا أن يلتفت إلى نفسه ليسألها: عندما يتحطّم مبدأ كبير وعظيم كهذا على صخرة المصلحة الشخصية أو التفريط أو التغافل واللامبالاة بالمسؤولية، ترى أي حال نكون عليه؟! وإلى أي الطرق تسير أمتنا؟!
أسماء الغامدي
- التصنيف:
أحمد جمال
منذ