كيف يستغل الآباء أيام العشر؟
أيام العشر فرصةٌ إيمانيةٌ تربويةٌ مهمة، يمكن للآباء استغلالها إيجابياً على أحسن الوجوه لتوصيل رسائل إيمانية تطبيقية لأبنائهم وتثبيت مفاهيم أخلاقية وسلوكية قد لاتتاح في غير تلك الأيام.
أيام العشر فرصةٌ إيمانيةٌ تربويةٌ مهمة، يمكن للآباء استغلالها إيجابياً على أحسن الوجوه لتوصيل رسائل إيمانية تطبيقية لأبنائهم وتثبيت مفاهيم أخلاقية وسلوكية قد لاتتاح في غير تلك الأيام.
وتتميز الرسائل الإيمانية التربوية في هذه الأيام أنها ترسخ في ذاكرة الأبناء ووجدانهم، وترتبط بجميل الذكريات، فيصعب نسيانها، وتتجدّد كل عام كلما عادت تلك الايام.
كما تتميز تلك الأيام تربوياً بوجود بيئة إيمانية عامة تُعين الآباء وتساعدهم وتُقلّل من جهدهم لتثبيت المفاهيم.
وتُعد أيام العشر من ذي الحجة فرصة تربوية يستطيع كل مربٍ أن يستغلها في التوجيه إلى معالي الفضائل والأخلاق، كما يستطيع أن يجعلها منطلقاً صحيحاً لتجديد نفسي سنوي لأبنائه على مستوى الإيمان والتوبة والعمل الصالح.
وفي ذلك يستطيع الآباء الاستفادة من هذه النقاط في توصيل ما يريدون لأبنائهم مع الإهتمام بالتطبيق العملي التنفيذي لها:
أولاً: التأكيد على صيام العشر كلها أو أكثرها أو حتى بعضها بشكلٍ أسري جمعي، مع الإفطار الجمعي للأسرة جميعاً، مع الطاعات أثناء النهار.
ثانياً: عرض المعلومات الفقهية الخاصة بالعشر فيما يتعلق بالأضحية وما يتعلق بسلوك المضحي من عدم أخذ شيء من رأسه أو أظفاره وسبب ذلك والحكمة منه، يمكن أن يُكلِّف الأب بعض أبنائه بتحضير تلك المعلومات وعرضها على الأسرة بعد الإفطار مثلاً أو في وقتٍ مناسب مع اختيار أهمها وتعليقه على الحائط.
ثالثاً: توصيل مفهوم مشاركة الحجيج شعورهم وسلوكهم من التجرّد لله سبحانه والإقبال عليه عز وجل، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق المشاركة في المناقشة حول كيف تكون مشاركة الحجيج مع تشجيع المتحدِّث وتقبُّل كلماته بصدرٍ متسع رحب.
رابعاً: إحياء معنى الزهد في النفوس في تلك الأيام، مع الإهتمام بالفقراء والمحتاجين، ويمكن تطبيق ذلك بحيث أن يكون الإفطار متواضعاً، وأن تهتم الأسرة بتوزيع الأطعمة على الفقراء قُبيل الإفطار.
خامساً: التأكيد على ذكر الله سبحانه، واستغلال الفرص لبث قيمة الذكر في نفوس الأبناء، وكيف أن الذكر فضيلة عظمى وأن الجهر به من سنن تلك الأيام، ويمكن أيضاً فتح نقاشاتٍ حول قيمة الذكر وفضله.
سادساً: للأب أن يدعو أبناءه إلى لزوم المساجد لأوقات قد تطول بعض الشيء وينتظرون من خلالها الصلاة بعد الصلاة، ويتلون من خلالها القرآن، ويتحينون الفرصة عند الإفطار في كل يوم للدعاء الصالح والمناجاة.
سابعاً: يمكن المشاركة في بعض الأعمال التي تنشئ روح التضحية والبذل كالاجتماع على صناعة طعام للصائمين، ودعوة الفقراء لذلك الطعام الذي قد أعدّوه بأنفسهم وتعِبوا في إعداده وتعاونوا على الإنفاق عليه من أموالهم الخاصة.
ثامناً: تناسب هذه الأيام أن يُجدِّد الأب دعوته لأبنائه لتحسين أخلاقهم وتغيير عاداتهم المرفوضة إلى أخلاق تتشبه بأخلاق نبيهم صلى الله عليه وسلم، وعادات إيمانية طيبة.
تاسعاً: تتأكد في هذه الأيام دعوة الأب أبناءه نحو التواضع للخلق، وذم الكِبر والعجب مذكِّراً إياهم كيف أمر الشرع أن يستوي الناس في الحج في ثيابهم وسلوكهم وكلامهم وأهدافهم، وأن يتركوا الدنيا والعلو فيها وكيف يستوون في الرغبة فيما عند الله يوم عرفة فلا فضل لأحدٍ على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.
عاشراً: توجيههم نحو السيطرة على النفس وعلى شهواتها ورغباتها وترك الترفُّه والتنعم ما استطاعوا إلى ذلك والاخشوشان -التقشف- عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: « » (أخرجه السيوطي في الجامع الصغير؛ [3196])، وتشبهاً بالمُحرِمين الذين لا يجوز لهم الترفُّه بحال ولا التنعُّم بشيءٍ من المتاع الممنوع منه المحرَّم، بل ضبط للنفس ورباطة للجأش وبُعدٌ عن شهوات الفرج والجنوح نحو المعاصي: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ} [البقرة من الآية:197].
خالد روشه
- التصنيف:
- المصدر: