يكذبون عليكم

منذ 2006-08-04

أزعجني كثيراً ما يقوله النصارى عن الإسلام، وعن نبي الإسلام محمد، صلى الله عليه وسلم. وحسبتُ الأمر جملة من كلام السفهاء وعامة الناس، إلا أنني وجدت الأمر يُلْبِسُه بعضهم ثوب العلم، ويُظْهِره لهم على أنه (الحقيقة) التي يخفيها المسلمون طيلة ألف وأربعمائة عام!!

 

وبعد التدبّر وجدتُ أنهم يكذبون عليهم؛ ودعني أعرض عليك بعض المشاهد لترى ما أرى!

 

وقفتْ إحداهن تتكلم بصوت تخنقه العبرات، تُحدِّثُ إخوانها عن محمد صلى الله عليه وسلم، وتقول: إن محمداً (صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم) كان يتمنى أن يؤمن بعقيدة التثليث وكان يصرخ بأعلى صوته -تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- ويقول: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (1) [الزخرف:81]، ولكنه -هي تقول- للأسف لم يجد من يقنعه بعقيدة التثليث، ولو وجد لآمن من فوره وانتهت المشكلة!!

 

ماذا تريد هي الآن؟

 

تريد أن تقول لقومها أن سبب كفر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعقيدة التثليث هو أنه لم يجد من يحدثه بها!!

وهي تكذب، ولا شك في هذا! تكذب وهي تعلم أنها تكذب!!

 

فذات الآيات التي نقلت منها تتكلم عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وتقرر أنه عبد الله ورسوله بآيات صريحة لا لبس فيها ولا غموض بأقوى أدوات الحصر (النفي والاستثناء) . {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الزخرف:59].

 

ومعلوم عند كل قساوسة النصارى، بل وعامتهم، أن القرآن الكريم نفى أن يكون لله صاحبة وولداً، أو أن يكون الله تجسّد في أحد مخلوقاته، وهذا كلام مشهور يعرفه الخاصة والعامة، فكيف ينفي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ذلك وهو لا يعلم شيء عن عقيدة التثليث؟

 

ومشهور جداً عند قساوستهم وعامة المهتمين منهم أن نفراً من نصارى نجران جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وناظروه وناظرهم وأبهتهم. وفي القرآن الكريم سورة باسم آل عمران، وفيها آيات طوال تتكلم عن المسيح عليه السلام، وعن وفد نجران، وهم يستشهدون ببعض هذه الآيات في بعض شبهاتهم.

 

فلا يمكن أن يقال إلا أن هذه المرأة تكذب وهي تعلم أنها تكذب؛ فقط لتضل قومها!

وقد طلب بعض الدعاة الذين حضروا المجلس الرد عليها ولم تسمع؟

لِمَ؟

لأنها لا تريد الحق ابتداءً؛ وإنما فقط تكذب لتضل قومها!!

 

ومنهم من تدّعي أنها كانت مسلمة، وأنها كانت تحفظ القرآن، وتقوم الليل، وبلغت في الإسلام أعلى الدرجات الروحانية ولكنها لم تجده الدين!!

 

واسمع ماذا تقول لتعلم أي كَذًوب هي!!

 

وقفت في إحدى المناظرات -والجمع غفير- تقول: أنا استدل بما ورد في ابن كثير والقرطبي والطبري وكذا وكذا... ولم أذهب لمصحف مسيلمة وأنقل منه، ولو ذهبت إليه ونقلت منه لرأيتم عجبا عُجاباً. قرآن مسيلمة -هي تقول- وما أدراك ما قرآن مسيلمة؟! يدحض كل ما جاء به محمد (وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم).

هذا قولها، وهو موجود بصوتها!!!

 

وأسألكم بالله: هل سمعتم أن لمسيلمة مصحفا أو قرآنا يتلى؟!

إن كل من قرأ عن الإسلام ساعة يعلم أنها كذوب(2).

 

وكبيرهم شنودة، وقف ذات مرة يغمض عينيه، ويعقد جبهته، يكسوه قبح المعصية.. وقف يخاطب جموع قومه من السذّج يقول لهم -والمحاضرة مسجّلة متداولة- إن الإسلام يذمّ نوعاً واحداً من النصارى، وهم الذين قالوا بأن لله أبُنَا، ويتلوا عليهم الآيات التي تقول بهذا. مثل قول الله تعالى: { قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص:1-3]، وقول الله تعالى من سورة مريم: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً . أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً . وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [مريم:88-92].

 

أما نحن -هو، يعني ومن على شاكلته من الأرثوذكس، بنص القرآن لسنا على خطأ، لأننا لا نقول بأن الله اتخذ صاحبة ولا ولداً. وإنما نقول بأن المسيح هو عين الله!!

وتعالى ربنا وتقدس عما يقول شنودة ومن معه.

 

أرأيتم كيف يكذب على قومه؟

 

ويا أهل الكتاب... يا من تسمعون لشنودة.. يكذب عليكم والله!

فالقرآن يذم نوعين من النصارى: من قالوا بأن لله صاحبة وولداً، ومن قالوا بأن الله هو المسيح بن مريم. والقرآن صريح في ذلك، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72].

وكلاهما قد ذَمَّ في سورة واحدة في آيات متجاورة، فكيف قرأ شنودة هذه ولم يقرأ تلك؟؟!!

 

ومنهم من راح يبحث في الإسلام عشرين عاماً -إي والله! وكنت أنا من يحاوره- وعاد ليقول أن الأمر كله كذب، فما كان محمداً، وما وضَعَ القرآن إلا الأمويون، وما حارب القرشيون إلا نكاية في الغسساسنة ورغبة في الاستيلاء على الشام، وما استعمل لفظ المهاجرين إلا في القرن الثاني الهجري.

 

انظر إلى هذا الكذوب! إنه باحث! وإنه دكتور في (الإسلاميات)!!

 

وهناك كلام آخر ولكنه مبتذل رخيص لا يرقى لمستوى الرواية، وإلا لنقلته لكم لتعلموا أن الرائد كذوب، وأن القوم أسلموا قِيادهم لمن غشّهم.

 

لذا إنني أقول بعد تتبع لشبهات النصارى حول الإسلام، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، والوقوف عليها جميعها تقريباً. إننا لا نواجه شبهات حقيقية ولكن نواجه عقلية مجرمة هي التي تفتعل الشبهات.

 

-------------------------------------------------------------------

الهوامش:

 

(1) كانت تنطق العابدين بالرفع، ولكنني ما أحببت أن أكتبها مغلوطة.

 

(2) بنص الكتاب المقدس يعتبر مسيلمة الكذاب أحد الدلائل على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم! فعندهم أن الأدعياء الكذبة يموتون قتلى، ولا يكتب لهم النصر في الحياة، وهذا حدث لمسيلمة الكذاب، ونفس الشيء حدث مع (بولس) رسول النصرانية، فقد مات مقتولاً مشرداً لم يؤيده الرب بنصرة في حياته، أما محمداً صلى الله عليه وسلم فقد مات على فراشه، وهو محفود محشود له أصحاب يحفّونه يقول ويسمع لقوله... ولكن أين من يعقل؟؟!!

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 9,423
  • احمد السيد

      منذ
    [[أعجبني:]] انصح من اهتم بالموضوع ان يقرأ كتاب الكاتب والمؤرخ هلال العيسى المسمى المدعون فقد غطى جانبا مهما جدا في قصة مسيلمة وسجاح وذكر شيئا كثيرا من قرانهم المزعوم
  • assad

      منذ
    [[أعجبني:]] الحقائق المسروده في هذا المقال والتنبيه لالاعيب النصارى الضالين الحاقدين الذين اتبعوا ابائهم واجدادهم دون اعمال العقل وبيان كذبهم وافترائهم فعذا المعهود عنهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً