(حسون) مصر
عرفت المجتمعات المسلمة في مختلف عصورها أفرادًا محسوبين على أهل العلم، ممن يميلون مع السلطة ويفتون الحُكَّام بما يلائم أهواءهم. وعلماء السوء هؤلاء يعلمون أكثر من سواهم الوعيد الشديد لكل من يُحَرِّف الكلم عن مواضعه، ويخون أمانة العلم التي هي ميراث النبوة الزاكي. ومع ذلك لا يتعظون ولا يرتدعون. كما أن سوء ذكراهم بين الناس لا يوقظ فقهاء بغلة السلطان الجدد..
عرفت المجتمعات المسلمة في مختلف عصورها أفرادًا محسوبين على أهل العلم، ممن يميلون مع السلطة ويفتون الحُكَّام بما يلائم أهواءهم. وعلماء السوء هؤلاء يعلمون أكثر من سواهم الوعيد الشديد لكل من يُحَرِّف الكلم عن مواضعه، ويخون أمانة العلم التي هي ميراث النبوة الزاكي. ومع ذلك لا يتعظون ولا يرتدعون. كما أن سوء ذكراهم بين الناس لا يوقظ فقهاء بغلة السلطان الجدد.. فمن يذكر أسماء (العلماء) من هذه الزمرة حتى في الأزمنة القريبة؟ وأكثر الناس لا يعرفون من أججوا فتنة خلق القرآن لكنهم جميعًا يعرفون الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة يومئذٍ والذي تصدى لها حتى كتب الله تعالى لها أن تنطفئ وتندحر.
وفي وقتنا الراهن يتصدر هذه الفئة الضالة المُضِلَّلة مفتي العصابة النصيرية المتسلطة على سوريا أحمد حسون، حتى أصبح مضرب الأمثال. ولذلك ما إن افتضحت مخازي مفتي مصر الأسبق علي جمعة مؤخرًا، حتى راح الجميع يلقبونه: حسون مصر.
فقبل يومين أيّد جمعة مفتي قتل المتظاهرين المصريين المناهضين للانقلاب العسكري، ووصفهم بالخوارج وكلاب النار، كما وصف الرئيس المعزول محمد مرسي بالإمام المحجور عليه. وقال جمعة في شريط مسرب تداوله نشطاء عبر الإنترنت مخاطبًا عددًا من قيادات الشرطة والجيش: "اضرب في المليان، وإياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم، بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا ونحن نصاب بالعار منهم ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب".
وأضاف في الكلمة التي حضرها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم: "ناس نتنة ريحتهم وحشة في الظاهر والباطن والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا. يقولون الشرعية فأي شرعية والإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته، فهذا الإمام محجور عليه يعني معتقل، والمصيبة أن أمره قد ذهب إلى القضاء فسقطت شرعيته إن كانت قد بقيت له شبهة شرعية، وهو لم تبق له شبهة شرعية".
وأشار جمعة إلى أن الرؤى قد تواترت بتأييد الجيش والشرطة من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قبل (أولياء الله)، وأنه رأى الزبالة والنجاسة والرعب في مسجد الفتح، وكأن الله أنزلها في أولئك، في إشارة إلى رافضي الانقلاب. وختم كلمته قائلًا: "الحضور الكريم رضي الله عنكم وأرضاكم، اضرب في المليان وإياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج"، مؤكدًا أن الدين معهم والله معهم ورسوله معهم والمؤمنون معهم والشعب بعد ذلك ظهير لهم!!
وكان تسريب سابق لمقطع فيديو قد أظهر علي جمعة وهو يحض الجنود على قتل المعتصمين في رابعة العدوية ونهضة مصر، وذلك قبيل فض اعتصام أنصار مرسي ومناهضي الانقلاب العسكري، حيث قتل عدة مئات من المصريين على أقل التقديرات.
ولو نظر المفتي الدموي علي جمعة إلى موقف كبير النصارى في مصر لاتعظ قليلًا، فذاك الماكر يحقق أهدافه الخبيثة من الانقلاب من دون أن يهبط إلى درك جمعة وقرينه شيخ الأزهر أحمد الطيب. ومن المفارقات أن الاثنين من بقايا نظام المخلوع حسني مبارك.
بل إن بعض المراقبين يرجحون أن الانقلابيين أنفسهم هم الذين يتولون تسريب مقاطع الفضائح لعلي جمعة، بعد أن استنفدوا أغراضهم منه بغسل أدمغة الضباط الكبار في الجيش والشرطة، ولا سيما أن المكان الذي تحدث فيه مفتي القتل مرتين مكان عسكري 100% ويحظى بسيطرة أمنية فائقة، الأمر الذي يجعل من احتمال التسرب غير المتعمد شبه مستحيل.
ويرى بعض الخبراء أن الهدف من تسريب هذه المقاطع الفاضحة قد يكون استفزاز الشباب الغاضبين لاستدراجهم إلى العنف، أو إقدام جهات رسمية على تصفية جمعة وإلقاء التبعة على المعارضين للوضع الجديد!! ويستدل هؤلاء بمصرع الشيخ محمد حسين الذهبي في عهد أنور السادات على يد جهاز استخباراتي واتهام جماعة شكري مصطفى يومئذ تمهيدًا لتصفيتها؟!
مهند الخليل
- التصنيف:
- المصدر: