أم محمد الرنتيسي: (11) ألف طالبة في الجامعة، (9) آلاف منهن ملتزمات

منذ 2006-08-04

سهاد عكيلة

 

سبحان من جعل أرواح المؤمنين تتلاقى على بعد في المسافات وعوائق في الوصول، ضممتها إلى صدري، وكأنني أضمّ قطعة من بلدي، قائلة لها: دعيني أشم رائحة فلسطين، إنها الأخت الفاضلة زوجة القائد الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي رحمه الله تعالى.

 

الأمَةُ الفقيرة إلى الله -كما عرّفت بنفسها- رشا صالح أحمد العدلوني، تبلغ من العمر 50 عاماً، هذا ما قالته عند بداية لقائي معها، لها من البنات أربع، ومن الأبناء اثنان أكبرهم 32 عاما وصغرهم 22، و14 حفيداً... ولا زالت الأخت أم محمد طالبة علم (سنة رابعة أصول دين) في الجامعة الإسلامية.

 

وتتابع قائلة: أكرمني الله بأن أكون داعية، لجميع الفئات، ثم رئيسة دائرة العمل النسائي في (المجمع الإسلامي).

 

جاء هذا الحوار على هامش لقاء عام جمعني بها، إذ حاضرت في النساء اللاتي جئن متشوقات للتعرف على زوجة أسد فلسطين رحمه الله تعالى.

 

جلست معها وسط جمهرة من الشابات العاملات في الحقل الإسلامي، استأذنّني في الاستماع إلى الحوار الذي كان سريعاً؛ نظراً لازدحام برنامجها باللقاءات، وجاء على الشكل التالي:

 

- أخت أم محمد.. ما هو مفهومك للدعوة؟

- حقيقة، إن مفهومي للدعوة الذي أوصله إلى الجميع (عام وخاص) يكمن في تطبيق شريعة الإسلام بشموليتها، ولو سألتني: ما الفرق بين العام والخاص؟ أقول: الفرق أنني أقسو أكثر على الخاص لأنه يمثل القدوة الحسنة، ويمثل الإسلام بالصورة الحقيقية.

 

- ما مدى إقبال شريحة الشابات على العمل الحركي؟

- هذه الفئة بفضل الله سبحانه وتعالى مقبلة بنسبة 90% على العمل بالمفهوم الحركي، ولهن دور فاعل على جميع المستويات فمثلا: إن عدد طالبات الجامعة الإسلامية 11000 طالبة، 9000 منهن ملتزمات.

 

- من خلال تجربتنا في العمل مع الطالبات تواجهنا مشكلة عدم موازنة هذه الشريحة بين العمل الدعوي وبين متطلبات التخصص، فكيف تتعامل الطالبة في فلسطين مع هذا الواقع؟

- حقيقة، الأمر ليس كذلك عندنا، هناك شمولية في المفهوم الإسلامي، ولا تعارض -عند الأخت- بين التخصص والعمل في الدعوة؛ هي تعود من المدرسة والجامعة لتذهب إلى المؤسسة لتشارك في مختلف ميادين العمل.

 

- ماذا عن مستوى التربية العقائدية والحركية والجهادية الذي تتلقاه المرأة في صفوف حماس؟

- منذ البداية وحتى يومنا هذا لا يقل الاهتمام بالمرأة والفتاة عن الرجل.. نعم، التربية متوازية، لقد وضع شيخنا الفاضل أحمد ياسين: "النساء شقائق الرجال" أمام عينيه في التربية، فربّى... وربت الأجيال من بعده على هذا الأساس.

 

- كيف ستزاوج حماس بين المقاومة والسياسة في ظل الضغوط الموجودة حالياً: داخلياً وإقليمياً ودولياً؟

- منذ البداية حماس كانت تجاهد في كل المجالات: الإدارية والأكاديمية والدعوية والاجتماعية، والمقاومة.. وقد نجحت في كل ذلك، وهي بإذن الله وإرادته ستكمل المشوار بقوة رغم كل الضغوط، لماذا؟ لأنها تحمل رسالة، وهذه الرسالة لا يستطيع أحد أن يغيّرها لا حماس ولا غيرها، لأنها ربّانية، وحماس حملتها في البداية ولن تتنازل عنها مهما كان هناك من ضغوط.

 

- كلمة أخيرة للمرأة المسلمة.

- على الأخت المسلمة أن تتيه فخراً لأنها تنتمي إلى هذا الإسلام العظيم، الذي أعطى المرأة حقوقاً لم تعط للمرأة لا في الجاهلية القديمة ولا في جاهلية القرن العشرين، ثم عليها أن تبحث عن طبيعة الرسالة المنوطة بها. وقبل أن أوصى أخواتي أوصي نفسي بأن نطبّق قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [آل عمران:200]. والله يا أخواتي إن المؤامرات التي يُحيكها أعداء الإسلام كثيرة، ولا يصح أن يكونوا أكثر صبراً ومرابطة منا، ونحن نتميز عنهم بالتقوى إن شاء الله حتى نصل إلى الفلاح.

المصدر: مجلة "منبر الداعيات" نقلا عن مجلة النور العدد 254
  • 0
  • 0
  • 9,337

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً