وأنا لا أثق إلا في رحمتك
وعزتك وجلالك يا سيدي ومولاي لولا ما أعلمه من كتابك ومن سنة رسولك ما تجرأت على رفع يدي بالدعاء، ولولا ما أخبرتنا به عنك وأخبرنا به رسولك صلى الله عليه وسلم ما خطر لي أن لئيمًا مثلي له فرصةً أخرى أو له طاقة أمل..
مهما قلتُ عن خجلي من نفسي.
مهما قلتُ عن شعوري بالذُّل والمهانة بسبب ما فعلتُه وأفعله في حقك.
مهما قلتُ عن ندمي.
مهما قلتُ عن رغبتي في أن أفتح صفحة جديدة معك.
وأن أسلك مسارًا مغايرًا ومختلفًا في علاقتي بك.
كلما نظرتُ خلفي يُخجلني لؤمي وغدري وخيانتي.
يسحقني عجزي عن التعبير عن الأسف والأسى.
غرَّني حلمك وأغوتني نفسي، وأوقعني الشيطان في حبائله.
كنتُ كل يوم أزدادُ جُرمًا وعتوًا وأنت تُمهِلُني وترزقني وترفق بي.
كلما نظرتُ في تاريخ علاقتي بك لا أرى من جانبي إلا خلف الوعد ونقض العهد، ولا أرى منك إلا المغفرة والعفو والحلم والصفح والإمهال.
كلما نظرتُ خلفي لا أرى مني إلا كل قبيح ولا أرى منك إلا كل جميل.
اليوم غلبني الحياءُ من نفسي والحياءُ منك.
اليوم وأنا أُفكّر في كل هذه النِّعم وكل هذا الستر وكل هذا الإحسان.
أقول لنفسي: أما آن أوان الهجرة؟
أما حان موعد الظعن إلى مولاكِ؟
أما تستحين؟
أما ترين كل هؤلاء المبتلين والمعوزين؟
أما ترين هذا الذي يشتاق إلى ولدٍ وقد وهبكِ الله الولد؟
أما ترين ذاك الذي يُناضل طول اليوم لأجل عشرين جنيهًا وأنتِ لو سقطت منكِ ورقة بمائة ربما لا تشعرين؟
أما ترين ذاك الذي كل أمنيته أن يقضي حاجته؟
أو ذاك الذي يتمنى أن يأكل ما يشتهي؟
أما تستحين؟
أما تخجلين؟
أما آن أوان الاستقامة؟
وعزتك وجلالك يا سيدي ومولاي لولا ما أعلمه من كتابك ومن سنة رسولك ما تجرأت على رفع يدي بالدعاء، ولولا ما أخبرتنا به عنك وأخبرنا به رسولك صلى الله عليه وسلم ما خطر لي أن لئيمًا مثلي له فرصةً أخرى أو له طاقة أمل.
اللهم إن نفسي تستعصي عليَّ ولا حول لي معها ولا قوة لي بها إلا بك.
اللهم إني أُحبّ الهجرة إليك وأرغب فيما عندك، وأتوق إلى أن أكون لك خالصًا مخلِصًا مخلَصًا لولا نفسي وشياطين إنس وجن.
اللهم خذني منهم إليك وانصرني عليهم بك ولا تكلني إلى غيرك طرفة عين ولا أقل من ذلك فإنك إن تكلني لغيرك تكلني إلى عجز ونقصٍ وخطيئة.
وأنا لا أثقُ إلا في رحمتك.
- التصنيف: