دقائق السعادة الحقة

منذ 2013-12-03

أتحدث ههنا عن لحظات الخلوة بالله سبحانه وبذكره، ولحظات التفكّر في جميل صنعه وكثير نعمه وواسع فضله سبحانه وتعالى، تلك التي أنصح كل قلبٍ طاهر أن يقتنصها من يومه، وأن ينتزعها من بين براثن شغله وانشغاله، ومن بين دقائق الحياة الدائرة المزعجة.


أتحدث ههنا عن لحظات الخلوة بالله سبحانه وبذكره، ولحظات التفكّر في جميل صنعه وكثير نعمه وواسع فضله سبحانه وتعالى، تلك التي أنصح كل قلبٍ طاهر أن يقتنصها من يومه، وأن ينتزعها من بين براثن شغله وانشغاله، ومن بين دقائق الحياة الدائرة المزعجة.

إنها لحظات الحياة الحقة، التي لا شيء يساويها في هذه الدنيا قدراً وقيمةً ومكانة أُثاقلها بأنفس النفائس، وأَزنها بكل غالٍ في الحياة.

وبينما الناس في شغلهم، تنسل أنت من بينهم، وكأنك تجيب داعياً دعاك، تخرج سائراً لا تلوي على شيء من الحياة، إلا على هدفك الكريم، الخلوة بذكر الله سبحانه، فتصلي في مُصلاك، وتقعد لتذكر الله سبحانه كما علّمك رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم ملتزماً بطريقته وسنته، وتتلو أذكار المساء أو الصباح، وتقرأ وردك القرآني، وتتمتم شفاهك بالتسبيح والتحميد والتهليل له سبحانه.

فإذا بك تجد نفسَك المفقودة بين مدعكة الحياة اليومية، وتجمع شملك المتناثر بين ألوان الجواذب المختلفات، تجمع يديك وترفعهما برجاء مخلص من قلب نقي مُلَبٍّ للنداء.

إنها استراحة إيمانية يومية يكررها الصالحون في الغداة والعشي، بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر، وربما زادوا على ذلك، ولاشك أنهم سيزيدون في جوف الليل الآخر وعند السحر، حيث ينام الخلائق إلا الذين يحملون هَمَّ اللقاء القريب، ويرتجون الجنة ويهربون من النار.

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناً" (أخرجه مسلم).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين (أو أكثر) من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربع (رقاب) من ولد إسماعيل» (رواه أحمد وحسنه الألباني).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: رآني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أُحرِّك شفتَيَّ فقال لي: «بأيِّ شيءٍ تُحرُّك شفتَيْك يا أبا أُمامةَ»، فقلتُ: "أذكرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ" فقال: «ألا أخبرُك بأكثرَ وأفضلَ من ذكرِك باللَّيلِ والنَّهارِ». قلتُ: "بلى يا رسولَ اللهِ". قال: «تقولُ سبحانَ اللهِ عددَ ما خلق، سبحانَ اللهِ ملءَ ما خلق، سبحانَ اللهِ عددَ ما في الأرضِ [والسَّماءِ]، سبحانَ اللهِ ملءَ ما في الأرضِ والسَّماءِ، سبحانَ اللهِ عددَ ما أحصَى كتابُه، سبحانَ اللهِ ملءَ ما أحصَى كتابُه، سبحانَ اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ، سبحانَ اللهِ ملءَ كلِّ شيءٍ، الحمدُ للهِ عددَ ما خلق، والحمدُ للهِ ملءَ ما خلق، والحمدُ للهِ عددَ ما في الأرضِ والسَّماءِ، والحمدُ للهِ ملءَ ما في الأرضِ والسَّماءِ، والحمدُ للهِ عددَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ للهِ ملءَ كلِّ شيءٍ» (أخرجه النسائي وابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).


خالد روشه
 

  • 0
  • 0
  • 1,910

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً