ومضات دعوية

الدعوة الصامتة للدين تكون بالأخلاق وحُسن المعاملة مع الناس وتقديم القدوة والأسوة لهم وبهذا تُفتّح قلوب بعض ممن كنا نظن أنَّ قلوبهم ماتت، فادعُ إلى دينك أخي ولا تعجز.

صباح الأمل والتفاؤل، يوم جديد، اجعله يوم طاعة ودعوة للحق ولو ساعة.

الدعوة تحتاج إلى همة، وربَّ همة أحيّت أمة.

أبو بكر رضي الله عنه دعا بعد إسلامه إلى الإسلام فأسلم على يديه ستةً من الصحابة كلهم من العشرة المبشرين بالجنة فيهم عثمان بن عفان، كلهم في ميزان حسناته، فماذا قدمنا نحن لدِيننا؟

تدبُر القرآن والتأمل في معانيه يملأ القلب والعقل نوراً وإيماناً فتجد السلوك والأخلاق على أفضل ما يكون بتلقائية وعفوية ودون تكلف فلا يصدر منك إلا كل خير ولا يُسمع منك إلا كل جميل وطيب، التدبر والتأمل في القرآن مطلب هام نرجو أن يتحقق.
يوم أنْ كانت الدعوة هي هَمُّ الأمة الأول كان انتشار الإسلام وفتح البلاد وقلوب العباد له، ومنذ أن تكالبت الأمة على الدنيا وصارت كغيرها تلهث وراءها ونسيت الدعوة ضعُف انتشار الإسلام وضاعت بلادٌ كان الإسلام فيها عزيزاً وصُدَّ كثير من الناس عن الإسلام.

بادر بالخير وادع له، وكن دائماً في المقدمة، واصبر على الأذى، وتحلى بالهمة العالية، وكن صاحب مبدأ، مهما كلفك ذلك، وقل كلمة الحق، وكن صادقاً أميناً، لا تخلف وعداً، ولا تغدر بأحدٍ، وصاحب الطائعين المصلين، وكن مع الذاكرين، وانفق على المحتاجين؛ بهذا تكن من الفائزين.

ترى لو جلسنا قليلاً لننظر فيما مضى من عمرنا، ثم جاء في خاطرنا هذا السؤال: ماذا قدمت لديني؟ كيف ستكون إجابتنا؟!

أخي وأختي سَنُسأل هذا السؤال يوم القيامة، فلنعد له جواباً من الآن.
مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الجنسية تدمرك من الداخل، وتقضي على مروءتك، وتصبح فيما بعد أسيراً لها، فاحذر فالأمر جد خطير ولا تكن عبداً لشهواتك، واعلم أنَّ هذا باب إذا فُتح يصعب غلقه فيأتي عليك وقت تشاهد لا لمتعة تبغيها، وإنما لتعود صرت عليه ورغبةً أصبحتُ لا تستطيع إسكاتها!!!

تذكر نعم الله عليك واسعَ إلى شكرها بالإقرار بها واستعمالها في الطاعة وإياك أن تكون من الجاحدين لها أو ممن يستعين بها على المعصية، إذا كنت في نعمةٍ فارعها فإن المعاصي تُزيل النعم، وصنها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم.

خذ بالأسباب إلى أبعد مدى واترك الأمر إلى مُسبب الأسباب فربنا قال للسيدة مريم هُزي إليك بجذع النخلة وهي في أوجاع الولادة والأمر صعب عليها والله قادرٌ على أن يطعمها بدون سبب ولكن لنتعلم التوكل على الله.

استعن بالله ولا تعجز، لا تترك هذه الحياة إلا ولك بصمةٌ فيها وأثر، كان الصحابي يأخذ بيد أخيه ويقول له: "هيا بنا نؤمن ساعة، الدال على الخير كفاعله".


محمد محمود عبد الخالق