لماذا أعدم عبد القادر الملا

منذ 2013-12-18

كانت منطقة البنغال جزءاً من باكستان. وفي عام 1971م، أعلن حزب "رابطة عوامي" الذي يضم اليساريين والعلمانيين رغبته في الانفصال عن باكستان، ودعمته الهند بكل قوتها، وعارض الانفصال "الحزب الوطني البنغالي" الذي يضم الحركات الوطنية والإسلامية وأهمها الجماعة الإسلامية البنغالية


كانت منطقة البنغال جزءاً من باكستان. وفي عام 1971م، أعلن حزب "رابطة عوامي" الذي يضم اليساريين والعلمانيين رغبته في الانفصال عن باكستان، ودعمته الهند بكل قوتها، وعارض الانفصال "الحزب الوطني البنغالي" الذي يضم الحركات الوطنية والإسلامية وأهمها الجماعة الإسلامية البنغالية. وأخيراً نجح الانفصال، وأسست دولة بنغلادش واختير مجيب الرحمن أول رئيس لها، واعتقل مجيب الرحمن الآلاف من معارضي الانفصال واضطهدهم، وأخيراً تم الاتفاق بين باكستان والهند وبنغلادش على تسوية الأمور وأفرج عن المعتقلين وانتهت القضية.

وتداول الحزبان الكبيران "عوامي" و"الوطني" السلطة في دولة ذات نظام رئاسي ديمقراطي أي أن الحاكم الفعلي هو رئيس الوزراء. وفي عام 2008م، وصل إلى السلطة حزب عوامي وأصبحت زعيمته "حسينة واجد" ابنة مجيب الرحمن رئيسة للوزراء، وتوصف حسينة بأنها علمانية متطرفة تسعى لحكومة الحزب الواحد ومحو المعارضة.

وَجدت حسينة وحزبها أن القوة الكبرى التي تقف في طريقها هي "الجماعة الإسلامية" بما لها من تأثير ونفوذ في البلاد، فأخذت تضطهدها وتضيق عليها وتعتقل أعضاءها، وتحارب مؤسساتها المنتشرة في أنحاء البلاد.

وأخيراً، أثارت الحكومة قضية الانفصال التي حدثت منذ أكثر من 40 سنة وطالبوا بمحاكمة قادة الجماعة الإسلامية بحجة أنهم ساعدوا القوات الباكستانية في ذلك الوقت وارتكبوا جرائم حرب. فاعتقلت القادة الإسلاميين، وأعلنت الحظر على أية ممارسات سياسية إسلامية، واتخذت كل الوسائل لإضعاف المعارضة الإسلامية.

وكان من ضمن القادة الإسلاميين المعتقلين عبد القادر الملا (65 سنة) مساعد الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ثم رأت الحكومة أن هذا السجن رحيم، فحكمت عليه بالإعدام شنقاُ، ونفذت الحكم في 12/12/2013 الجاري، متجاهلة نداء تركيا الدولة الوحيدة التي دعت للإفراج عن الشيخ.

وستبقى كلمات الشيخ قبل إعدامه نبراساً ينير الطريق للمظلومين في العالم، حيث قال لأسرته قبل إعدامه: "هذا تكريم وتشريف لي أن أموت شهيداً لأني بريء وأحمل فكراً إسلامياً، وكل قطرة من دمي ستعجل بسقوط الظالم المستبد وستزيد الحركة الإسلامية قوة ونشاطاً".

رحم الله الشهيد -كما نرجو ذلك- الشيخ عبد القادر الملا وأسكنه فسيح جناته، وانتقم من ظالميه.

زيد خضر


 

المصدر: صفحة الدكتور عبد الرحمن بن صالح العشماوي .على فيس بوك
  • 1
  • 1
  • 2,011

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً