وقفة مع المولد
من قصيدة (عناقيد الضياء) في ديواني (عناقيد الضياء).
إني أرى بِدَعَ الموالد أصبحت *** داءً يهدّدُ منهجَ الأخيارِ
وأرى القِبابَ على القبور تطاولتْ *** تُغري العيونَ بفنّها المعماري
يتبرّكون بها تبَرُّكَ جاهلٍ *** أعمى البصيرةِ فاقِدِ الإبصارِ
فِرَقٌ مُضلَّلةٌ تُجسِّد حبَّها *** للمصطفى بالشّطْحِ والمزمار
أنا لستُ أعرفُ كيفَ يجمعُ عاقلٌ *** بين امتداحِ نبيّنا والطّار
إني أقول لمن يُخادعُ نفسَه *** ويعيش تحتَ سنابكِ الأوزارِ
سلْ كلّ من رفعوا شعار عقيدةٍ *** وبها اغتنوا عن رَفْعِ كلّ شعارِ
سلْهم عن الحبّ الصحيح ووَصْفِه *** فلسوفَ تسمعُ صادقَ الأخبارِ
حُبّ الرسول تعَلُّقٌ بصفاته *** وتخَلُّقٌ بـخـلائقِ الأطهارِ
حبُّ الرسول حقيقةٌ يحيا بها *** قَلْبُ التّقيِّ عميقةُ الآثارِ
إحياءُ سنّتهِ إقامةُ شرعِه *** في الأرض دَفْعُ الشّكِّ بالإقرارِ
إحياءُ سُنّتِه حقيقةُ حُبِّه *** في القلبِ في الكلمات في الأفكارِ
لك يا رسولَ الله في أعماقنا *** قِمَمٌ من الإجلالِ والإكبارِ
عَهْدٌ علينا أنْ نصونَ عقولَنا *** عن وَهْمِ مُبتدعٍ وظَنِّ مُمَاري
علّمْتنا معنى الولاءِ لربنا *** والصّبْرِ عند تزَاحُم الأخطارِ
ورسَمْتَ للتوحيد أكْمَلَ صورةٍ *** نفَضتْ عن الأذهان كلَّ غبارِ
فرجاؤنا ودعاؤنا ويقيننا *** وولاؤنا للواحد القهّارِ
- التصنيف: