نُذُرٌ وربِّكَ

منذ 2014-01-20
 
 
 
 
نُذُرٌ ورَبّكَ بِالمَصَائِبِ تُنْذِرُ
 
وخُطَىً على دَرْبِ الهَوَى تَتَعثَّرُ
 
فتَنٌ كليْلٍ مُظْلمٍ يَنْدى لَهَا
 
منَّا الجَبينُ فَنَارُها تتَسَعَّرُ
 
ما كنتُ أحْسبُني أَعيشُ لكي أَرى
 
بنتَ الجَزيرَةِ بالمَبَادِئِ تَسْخَرُ
 
تَسْعَي إلي كَشْفِ الحِجَابِ كَأنَّهَا 

في أُمَّةٍ سُلْطَانُها يَتَقَهْقَرُ
 
جَهلتْ بِأنَّا أُمَّةٌ محْكُومَةٌ

بالدِّينِ يَحْرُسُها الإِلَهُ و يَنْصُرُ
 
جهِلتْ بأَنَّ الرَّايةَ الخَضْرَاءَ ما

زَالتْ بِتَوحِيدِ المُهَيْمِنِ تُزْهِرُ
 
جَهِلتْ بِأَنَّا دَوْلَةٌ قَامَتْ عَلَى

تَوحِيدِهَا وبِهِ تعزُّ وتَظْهَرُ
 
جَهِلَتْ بأَنَّ كِتَابَ رَبِّي لَمْ يَزَلْ

فينَا وأنَّ وجُوهَنَا تَتَمَعَّرُ
 
جَهِلَتْ بِأنَّا أَهْلَ دِينٍ ثَابِتٍ

فِي ظِلِّهِ لا يُسْتحَلُّ المُنْكَرُ
 
أُخْتَاهُ يَا بِنْتَ الجَزِيرَةِ رُبَّمَا
 
غَطَّى عَلى عَيْنَيكِ فِكْرٌ أَحْمَرُ
 
ولَرُبَّمَا خَدَعَتْكِ عَلْمَانِيَّةٌ
 
ولرُبَّما أَغْرَاكِ ذِئْبٌ أَغْبَرُ
 
أُخْتَاهُ يَا بنْتَ الجَزِيرَةِ، هَكَذَا
 
وَخَنَادِقُ البَاغِينَ حَوْلَكِ تُحْفَرُ ؟!
 
أوَ هَكذا والحَرْبُ تَضْرِبُ دَفَّها
 
يُلْقَى بَيَانُكِ بالسُّفُورِ ويُنْشَرُ ؟!
 
أوَ هكذا والمُلْحِدُونَ تَجَمَّعُوا
 
منْ حَوْلِنَا والطَّامِعُونَ تَجَمْهَرُوا؟
 
أَنَسِيتِ فَاطِمَةَ الَّتِي لِحِجَابِها
 
خَضَعَتْ فَرنسا وَالعُصَاةُ تَوَتَّرُوا؟
 
ثَبَتَتْ على إيمَانِهَا وتَسَامَقَتْ
 
كالنَّخْلَةِ الشَّمَّاءِ لا تَتَأثَّرُ
 
أنَسِيتِها، أَنَسِيتِ كَيفَ تَحَدَّثَتْ
 
عَنْهَا الوَسَائل، كيفَ عَزَّ المَخْبَرُ؟
 
قدْ كُنتِ أَوْلى أَنْ تَكُونِي قُدْوَةً
 
تَدْعُو إلى إسْلامِهَا وتُبَشِّرُ
 
قدْ كُنْتِ أوْلَى أَنْ تَكُونِي للتُّقَى
 
رَمْزاً يَجِلُّ بِهِ العَفَافُ وَيَفْخَرُ
 
أوَّاهُ يا بِنْتَ الجَزَيْرَةِ هَكَذَا
 
تَتَمَرَّدِينَ، لَبِئْسَ هَذَا المَنْظَرُ ؟!!
 
إنَّ الْتِزَامَكِ بالحِجَابِ تَمَاسٌكٌ
 
والسَّعْيُ في نَزْعِ الحِجَابِ تَدَهْوُرُ؟
 
إنِّي لأَسْأَلُ عَن رِجَالِ عَشِيرَتِي
 
أينَ الثَّـبَاتُ، وأينَ أَيْنَ الجَوْهَرُ ؟
 
أينَ الأبُ الرَّاعِي، وأينَ الزَّوجُ في
 
بيتٍ بهِ تَنْهَى النِّسَاءُ وَ تَأْمُرُ ؟!
 
أين القِوَامَةُ يا رجَالُ أمَالَكُمْ
 
شرَفٌ أَلَيْسَ لكُم إِبَاءٌ يُذْكَرُ ؟؟
 
أينَ الحَيَاءُ، أَضَيَّعَتهُ ثَقَافَةٌ 
 
غَربيَّةٌ تَئِدُ الحَيَاءَ وَتَقْبُرُ ؟؟
 
أينَ العُقُولُ، أما لدَيْكُم حِكْمَةٌ

أين القُلوبُ، أَمَا تُحِسُّ وتَشْعُرُ ؟؟!
 
إنْ عُدَّتْ الفِتَنُ العِظَامُ فِانَّما

فِتَنُ النِّسَاءِ أشَدُّهُنَّ وَأَخْطَرُ
 
إنِّي لأَسْأَلُ كَيفَ يَصْمدُ جُندنَا

وقُلُوبهُم بِلِظَى التَّوَجُّسِ تُصْهَرُ؟
 
يخْشَونَ دَعْوَى السَّافِرَاتِ تَهُدُّ مَا

بنَتِ المَكَارم في البِيوتِ وتَكْسِرُ
 
"يا خَادِمَ الحرمين" أخْشَى أنْ نَرَى

يوماً تُسَلُّ بِهِ السُّيوُفُ وتُشْهَرُ
 
أخْشَى عَلى أوْطَانِنَا من فِتْنَةٍ

فِتَنُ البِلادُ أمَامَها تُسْتَصْغَرُ
 
"يا خادِمَ الحَرمين" عينُ قَصِيدَتي

تَبْكي وقَلْبُ مَشَاعِرِي يَتَفَطَّرُ
 
رَمْلُ الجَزِيرَةِ كادَ يطْحَنُ بَعْضَهُ

مِمَّا جَرَى وَنَخِيلُها يَتذَمَّرُ
 
وجِبالُها الشُّمُّ الرَّوَاسِي تَشْتَكِي

منْ سُوءِ ما كَتَبَ البُغَاةُ وسَطَّرُوا
 
"يا خادم الحرمين" أخْشَى أنْ أَرَى

عِقْدَ التَّلاحُمِ في الجَزِيرَة يُنْثَرُ
 
فالنَّارُ تأكُلُ كُلَّ شيءٍ حولَهَا

والقِدْرُ منْ فوقِ الأَثَافِي يطْفِرُ
 
اضْرِبْ بِسَيفِ الحَقِّ رَأسَ رَذِيلَةٍ

أبْوَاقُها كالسُّوسِ فِينَا يَنْخُرُ
 
اضْرِبْ مَصَادِرَهَا التِي دَفَعَتْ بِهَا

فَلَسَوفَ تَفْنَى حِينَ يَفْنَى المَصْدَرُ
 
اضْرِبْ ـ برَبِّكَ ـ لا تَدَع في أَرْضِنَا

صوتاً يُنَادِي بِالضَّلالِ وَيَجْهَرُ
 
فبِلادُنَا بينَ البِلادِ تَمَيَّزتْ 

بالدِّينِ يَمْنَحُها الثَّباتَ ويَعْمُرُ
 
قدْ يَهْدِمُ السَّدَّ المشيَّدَ فَأْرةٌ 

ولقَدْ يُحَطِّمُ أُمَّةً مُتَهَوِّرُ
 
 
المصدر: عبدالرحمن العشماوي
  • 3
  • 0
  • 8,186

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً