مشروع تصفية أهل السنة بلبنان

منذ 2014-01-24

منذ الحملات الصليبية المتتالية على العالم الإسلامي بعد اعتبار الغرب أهل السنة عدوهم الأول والأخطر، وهو يعمل على توجيه ضرباته الفكرية التغريبية -بعد فشل حملاته العسكرية- ضد هذا التيار العريض من العالم العربي والإسلامي، في محاولة لتفكيكه وإضعافه أولاً، ومن ثمَّ العمل على تصفيته والقضاء عليه كما هو جار على قدمٍ وساق في هذه الأيام ثانياً.

 

منذ الحملات الصليبية المتتالية على العالم الإسلامي بعد اعتبار الغرب أهل السنة عدوهم الأول والأخطر، وهو يعمل على توجيه ضرباته الفكرية التغريبية -بعد فشل حملاته العسكرية- ضد هذا التيار العريض من العالم العربي والإسلامي، في محاولة لتفكيكه وإضعافه أولاً، ومن ثمَّ العمل على تصفيته والقضاء عليه كما هو جار على قدمٍ وساق في هذه الأيام ثانياً.



ومن يطلع على خارطة العالم العربي من أقصى الشرق إلى المحيط بالغرب، يُدرك أن مرحلة تصفية أهل السنة قد بدأت فعلاً، بتحالف غربي صفوي واضحٍ وفاضح، يستهدف استئصال وجودهم في الدول العربية، بدءً بالعراق الذي يعمل المالكي بدعمٍ غربي واضح على تصفيتهم بعد إقصائهم من العملية السياسية نهائياً، مروراً بسوريا التي تشهد وقوع مجازر بحق أهل السنة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وليس انتهاء بتهجير أهل السنة باليمن على يد الحوثيين، أو استهداف التيار الإسلامي بمصر من خلال اعتبار جماعة الإخوان المسلمين إرهابية. وإذا كان الدور الصفوي الإيراني في هذا المشروع واضحاً في جميع الدول العربية، عبر عملاء إيران وبؤرها المزروعة فيها، فإنَّه أشد وضوحاً وأكثر وقاحةً في لبنان وسوريا، من خلال التدخل الصفوي العلني السافر في كلا البلدين.



أما في سوريا فإن مشاركة ما يُسمى "بحزب المقاومة والممانعة" الصفوي بكل عتاده وجنوده وأسلحته في قتل أهل السنة في سوريا، ناهيك عن الحرس الثوري الإيراني وأحزاب شيعية عرَاقية ويمنية في الحرب الدائرة هناك ضد أهل السنة خير دليل على ذلك.

وأما في لبنان فقد تم زرع كيانٍ صفوي مسلح داخله باسم "حزب الله"، وتم إعداد بعض المسرحيات العسكرية الهَزلية بين هذا الحزب والكيان الصهيوني عام 2006م لتكريس وجود هذا الحزب تحت مسمى "المقاومة والممانعة"، ليقوم بعد ذلك بمهمته الحقيقية والأساسية التي ظهرت بوضوح بممارسته الوصاية على لبنان من خلال مصادرة قراره السياسي وتعطيل تكوين أي حكومة لا توافق أجندته الإيرانية، إضافةً للمشاركة في القضاء على أهل السنة في لبنان بجميع الوسائل السياسية والعسكرية.



لم يكن "حزب الله" وحده المتآمر على أهل السنة بلبنان، بل هناك فئةٌ من الجيش اللبناني تنتهج نفس النهج وتسعى لنفس الغاية والهدف، بدعمٍ غربي إقليمي واضح، كما عبَّر عن ذلك تيار أهل السنة في لبنان، الذي أكد على وجود فئة في الجيش اللبناني تخضع للمشروع الصفوي الإيراني وتنفذ أجندته في لبنان.



و قد أصدر تيار أهل السنة في لبنان بياناً في أعقاب وقوع جريمةٍ جديدة بحق أهل السنة بلبنان، تمثلت باغتيال "مازن أبو عباس" الذي قتل في منطقة "كامد اللوز"، معتبراً أنها جريمةً مكتملة الأركان تضع المؤسسات العسكرية والأمنية على المحك من حيث ثقة المواطنين بأدائها وولائها.

ومن أهم ما جاء في هذا البيان: "إن الجيش الذي تقطر بنادقه من دمائنا وحدنا في صيدا وعكار وطرابلس وعرسال ومجدل عنجر وكامد اللوز لا يمكن أن يكون جيشاً لكل الوطن، يا عقلاء المؤسسة العسكرية لا سبيل لاستعادة الثقة بكم إلا بدفع ثمنها: شفافية، وعدالة، ومسؤولية".



وأضاف البيان: "لم يعد من شكٍ لمن لديه مسحةٌ من عقل أن هناك جهة باتت معروفةً في المؤسسة العسكرية تخضع للمشروع الإيراني الصفوي وتنفذ أجندته عبر سياسة الإخضاع والتركيع الممنهجة التي تُمارس بحق شباب وقيادات وكوادر أهل السنة في لبنان قتلاً واعتقالاً بالحجة التي يرددها أصحاب هذا المشروع: الإرهاب والتكفير".



بهذه الدعوى الباطلة تجري استباحة دماء أهل السنة عبر التصفية الجسدية مرةً أو من خلال إلقائهم في غياهب السجون واصدار الأحكام القضائية الجائرة بحقهم مرات ومرات، وذلك في كافة المناطق اللبنانية دون استثناء ويتم رمي كل من ينبري للدفاع عن حقوق أهل السنة بتهم التكفير والإرهاب.



والحقيقة أن هذا الكلام واقعٌ ملموس ومحسوس، فبينما يطوي النسيان والإهمال جرائم "حزب الله" الكثيرة بحق أهل السنة بلبنان، يُلاحق أفراد أهل السنة فيها على ممارستهم حق الدفاع عن أنفسهم ووجودهم المهدد.
فبينما يقوم الجيش اللبناني -بمساعدة صفوية- بملاحقة ومهاجمة الشيخ أحمد الأسير وجماعته بسبب رفع صوتهم للدفاع عن أهل السنة بسوريا، ممن يتم ذبحهم على يد بشار وأعوانه من شيعة لبنان، يتغافل هذا الجيش عن ولوغ "حزب الله" بدماء الشعب السوري وتدخله السافر في الثورة القائمة هناك.



وبينما يلاحق أفراد أهل السنة من قِبل هذا الجيش باسم مكافحة الإرهاب ومقاومة التكفير، ويفتح النار على الواحد منهم لأتفه الأسباب ولأبسط درجات الاشتباه، يُترك المسؤولين عن تفجيري طرابلس دون ملاحقة أو محاكمة، رغم أن التفجير أَودى بحياة العشرات من أهل السنة، ناهيك عن الجرحى والأضرار المادية.

إنها السياسة العامة المتبعة هذه الأيام مع ملف أهل السنة بلبنان خصوصاً والعالم العربي عموماً، فالسني متهمٌ ومجرم وإن ثبتت براءته!! وغير السني بريء حتى لو ثبتت إدانته ووثقت جريمته!!
 

 

  • 0
  • 0
  • 1,244

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً