شبهة ورد حول عذاب النار ونعيم الجنة

منذ 2014-02-19

الإيمان ليس دافعه هو الرهبة والرغبة كما أن حب الله ليس بالرغبة والرهبة, إلا أن الرغبة والرهبة هما سياجان يمنعان الإنسان من المعصية بالجوارح الذي تترتب على نقص الإيمان. فكما أن الإيمان بالقلب هو نتيجة الحب بالقلب (حب الرحمن ورضاه وبغض غضبه) والاقتناع بالعقل, فإن الامتناع عن معاصي الجوارح حال ضعف هذا الإيمان يفيد فيه الترهيب والترغيب بعذاب ونعيم الجوارح المتمثلة في النار والجنة.

الشبهة: "نحن نؤمن بالله ونعبده حبا فيه وخوفا من غضبه ليس خوفا من ناره ولا طمعا في جنته.

الرد: بالطبع الإيمان ليس دافعه هو الرهبة والرغبة كما أن حب الله ليس بالرغبة والرهبة, إلا أن الرغبة والرهبة هما سياجان يمنعان الإنسان من المعصية بالجوارح الذي تترتب على نقص الإيمان. فكما أن الإيمان بالقلب هو نتيجة الحب بالقلب (حب الرحمن ورضاه وبغض غضبه) والاقتناع بالعقل, فإن الامتناع عن معاصي الجوارح حال ضعف هذا الإيمان يفيد فيه الترهيب والترغيب بعذاب ونعيم الجوارح المتمثلة في النار والجنة.

{لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ[الزمر: 16].

وأيضا فإن معاصي الجوارح تُضعف إيمان القلب وضعف إيمان القلب يخفض الحاجز بين المؤمن وبين معاصي الجوارح, لذا فوجود الترغيب والترهيب لازم لكسر تلك الحلقة المفرغة.

هذا أمر, الأمر الآخر أن توقير الله وحبه وخشيته يستتبعون تلقائيا الخوف من ناره والتلهف إلى جنته, لأن الله هو واضع هذه النار وتلك الجنة, فهما منه وليسا من غيره, وهما نتيجة غضبه ورضاه على الترتيب, لذلك فإن المؤمن يخاف النار ويرغب في الجنة ولا ينتقص هذا من إيمانه شيئا.

وقد أثنى الله تعالى على الراهبين والراغبين في أكثر من موضع من القرآن:

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ[الأنبياء: 90].
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ[الرعد: 21].
{أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[الإسراء: 57].
{يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان: 7].

ونلاحظ هنا {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} إن الله فرق بين الخشية والخوف, فالخشية من الله والخوف من عذاب الله.
خلاصة القول أن الخوف من النار والطمع في الجنة ليسا سببين للإيمان لكنهما نتيجتان له وحافظتان له.

والله أعلم 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 2
  • 0
  • 3,141

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً