إلى الحجاب من جديد

منذ 2002-07-07
إنني أخاطبك اليوم أختي المسلمة ، فأنت التي ارتضيت الله ربا و محمدا صلى الله عليه و سلم نبيا ، و كتاب الله دليلا و منهاجا.

أخاطبك لأنك أنت التي تؤمنين بالبعث بعد الموت و بالحساب يوم الحشر.

أخاطبك اليوم و أنا متفاءل لأن تفتحي قلبك للهدى و لأن تستمعي لنداء الله عز و جل : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم . واعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه إليه تحشرون } ، وإن القلب ليتألم شديد الألم مما وصل إليه تمييع الحجاب عند البعض من أخواتنا و عدم ارتداءه إطلاقا عند البعض الآخر.... و ما هذا إلا نتيجة لبعدنا عن كلام ربنا و عن سنة رسولنا صلى الله عليه و سلم ولبعدنا عن أحوال سلفنا الأماجد.

و من المعلوم أن الحجاب عبادة تبتغي به المسلمة العفيفة الأجر عند ربها ، و ليس مجرد عادة لها الاختيار في فعله أو تركه .
و إن الله الذي نهانا عن أكل لحم الخنزير هو الذي أمر المسلمات بالحجاب و التستر عن الرجال .... فلماذا إذن نطبق بعض أحكام الشرع و نترك البعض الآخر ، أليس هذا هوى متبعاً ؟ ألم تسمعي لقول الله عز و جل : { أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب } .

أختي الكريمة .... أنقذي نفسك من النار من قبل أن يأتي يوم تندمين فيه على أيام أضعتيها في التبرج و الاختلاط و معصية الله ، و أنت تعلمين قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ) .

فالحياة الطيبة هي تلك التي تعيشها المسلمة في ظل الكتاب و السنة ، قال تعالى : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة } ؛ ولا تبالي حينها بما يقوله السفهاء من الناس.... ومنهجها قوله تعالى : { وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و من يعصِ الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا }.وأسوتها في ذلك أمهات المؤمنين و من اقتفى أثرهن من الصالحات ، اللواتي أجاد من وصفهن قائلا

لو كانت النساء مثلهن *** لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب *** و ما التذكير فخر للهلال

فالله سبحانه أمر بالستر و العفاف ، أمرك بالجلباب الساتر حتى لا يؤذيك الفجرة بالنظرات المريبة و بالكلام الساقط القبيح ، و حتى يطهر المجتمع من الفحشاء و الفساد الخلقي.... وما شعورك أختي الكريمة وأنت تقرئين في القرآن هذا الكلام الواضح الصريح الذي أنزل من عند الله العليم الخبير : {يا أيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما}.
قال ابن كثير في تفسيره : " أي : إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر ، لسن بإماء ولا عواهر " . و قال مجاهد : " يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة " . و قال مجاهد في قوله تعالى : {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } : " كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية " . وقال تعالى : {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن } . قالت أمُّـــنــا عائشة رضي الله عنها : ( يرحم الله نساء المهاجرين الأول لما أنزل الله :{و ليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمرن بها)... فقد صدق القائل:

هذا هو الحق ما به خفاء *** فدعني عن بنيات الطريق

فما بالك أختي المسلمة يضيق صدرك من هذه الأوامر السامية التي هي مفتاح السعادة في الدارين.... يقول تعالى: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحَكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما } . فلماذا لا تتبعين من سبقك إلى هذا الدرب ، من الصالحات اللواتي مَنَّ الله عليهن بالهداية ؟ أما قرأت توبة فابيان -أشهر عارضة أزياء فرنسية سابقا- التي قالت : " لولا فضل الله علي و رحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته و غرائزه بلا قيم و لا مبادئ " . و هل سمعت بتوبة هالة الصافي التي قالت : " ترافقني دموع على أيام قضيتها من عمري بعيدة عن خالقي الذي أعطاني كل شيء.... إنني الآن مولودة جديدة ، أشعر بالراحة و الأمان بعد أن كان القلق و الحزن صديقي ، بالرغم من الثراء و السهر و اللهو..."
فلماذا تختارين هذا الظلام الحالك ، درب جهنم و العياذ بالله ؟ قال صلى الله عليه و سلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما ..) وذكر منهما : ( نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها...) (الحديث). و علق على هذا العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله قائلا : " و هذا تحذير شديد من التبرج و السفور ، ولبس الرقيق و القصير من الثياب ، والميل عن الحق و العفة ، و إمالة الناس إلى الباطل " .
وقالت حرم محمد رضا رحمهما الله ، في كتابها [التبرج] : " فأخفي جمالك الفتان أيتها المرأة ، و لا تؤذي النفوس و تغويها و لا تضيعي به الآداب و الأخلاق و تفسديها ، و الزمي حدود ربك و لا تتعديها ، واستري زينتك كما أمرك ربك و لا تبديها.... فما أسعد المرأة التي تشعر بأن جمالها برئ لم يقترف إثما و لم يؤذ أحدا ، و لم يسبب حسرة ، و لم يثر شهوة ، و لم تلتهم لحمها الأنظار ، و لم تلُك عرضَها الأفواه " .

فمالي أراك تارة تستحين من طاعة الله عز و جل ، و تارة تقولين إن الحجاب حجاب القلب و إنما الأعمال بالنيات. فسبحان الله ، أما تقرئين قوله تعالى : { و إذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ، ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن } . أطهر لقلب عائشة و فاطمة و خديجة... - رضي الله عنهن - فهل أنت أطهر قلبا منهن ؟؟ و قد صار الالتزام بالحجاب و آدابه تنطعا و تزمتا عند بعض الجاهلات اللواتي جعلن دين الله آخر ما يفكرن فيه ، فقد شغلتهن عنه آخر الموضات والمجلات الداعرة والمسلسلات الهدامة و الأفلام الماجنة. و كانت هذه أمنية الخبثاء من دعاة تحرير المرأة. و لكن تحريرها من أي شيء ؟ من العفة و الحياء و الطهارة ؟

اسمعي أختي الكريمة ماذا قال إمامهم الخبيث جلادستون : " لا يمكن أن تتقدم بلاد الشرق إلا بأمرين : أن نرفع الحجاب عن المسلمة و نغطي به القرآن " .

فهل تكوني أنت جندية الخبثاء المحاربين للإسلام ؟ و قد صدقك القائل بنصيحته

أختاه لا تركني لقرار مؤتمر الهوى *** فسجية الداعي سجية ثعلب
لا تخدعنك لفظة معسولة *** مزجت معانيها بسم العقرب

شروط الحجاب الشرعي:

  • أن يكون صفيقا (سميكا) لا يشف .
  • وأن لا يكون مبخرا مطيبا
  • و أن يكون فضفاضا غير ضيق.
  • أن لا يشبه لباس الرجال (كلبس البنطلونات مثلا) فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء و المتشبهات من النساء بالرجال). واللعن معناه الطرد من رحمة الله .
  • ومن شروطه أيضا أن لا يشبه لباس الكافرات .
  • و أن لا يكون لباس شهرة.
  • و أن لا يكون زينة في نفسه ، بأن يكون فيه - مثلا - من الألوان الجذابة ما يلفت نظر الرجال و يثير غرائزهم ... قال الشيخ الألباني رحمه الله : " و المقصود من الأمر بالجلباب إنما هو ستر زينة المرأة ، فلا يعقل حينئذ أن يكون الجلباب نفسه زينة...". انتهى كلامه ..

تنبيه لابد منه: الكثير من الأخوات يبدين أقدامهن أو يغطينهن بجوارب تصف ما ورائها و هذا حرام لا يجوز في دين الله عز و جل لأن الأقدام عورة . قال صلى الله عليه و سلم:( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ، فقالت أم سلمة : كيف تصنع النساء بذيولهن ؟ [تعني ما نزل من الثياب على القدمين وما تجره المرأة من جلبابها حتى تغطي به قدمها] قال: يرخين شبرا ، فقالت: إذن تنكشف أقدامهن ؟ قال : فيرخين ذراعا ولا يزدن على ذلك).
فلتحذر أخواتنا المؤمنات من مخالفة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ، و من اتباع أهوائهن حتى لا يبطل حجابهن و هن لا يشعرن. فإن الحجاب لا يعني تغطية الشعر وحده و إبداء محاسن البدن. فالواجب إذن أن نعبد الله بما شرع بدون أن ننقص شيئا . وهذا حال أخواتنا الصالحات الصادقات مع الله عز و جل . نسأل لهن التوفيق و المزيد من العلم و الإيمان .و الله ولي التوفيق , و صلى الله و سلم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 9
  • 0
  • 55,469
  • محب الإسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] قال الله تعالى ( {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما) قال السيوطى فى تفسيره((يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة (ذلك أدنى) أقرب إلى (أن يعرفن) بأنهن حرائر (فلا يؤذين) بالتعرض لهن بخلاف الاماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن (وكان الله غفورا) لما سلف منهن لترك الستر (رحيما) بهن إذ سترهن..فالحجب في اللغة هو: المنع. قال ابن فارس: « الحاء، والجيم، والميم، أصل واحد، وهو: المنع. يقال: حجبته عن كذا؛ أي منعته. وحجاب الجوف: ما يحجب بين الفؤاد وسائر الجوف». فالحجاب يحجب الشيء عن الشيء حساً ومعنى، ومن الحسي منه: حجز المحجوب عن رؤية المحتجب. ومنه قوله تعالى: - {كلا إنهم عن ربهم يؤمئذ لمحجوبون}؛ أي عن النظر إليه تعالى. - وقيل للواقف بباب السلطان: حاجبا. لأنه يحجب الناس عن رؤية الملك إلا بإذنه. وبه يعرف أن الحجاب هو: الحاجز الفاصل بين الشيئين فصلا كاملا. كما في قوله تعالى: {وبينهما حجاب}؛ أي بين الجنة والنار، أو أصحابها، يفصل بينهما فصلا تاما. هذا هو معنى الحجاب، ويشترط فيه أن يكون كاملا، حتى يصح المعنى، أما حجب بعض الشيء دون بعضه، فليس حجابا للشيء. هذا المعنى اللغوي يوافق المعنى الشرعي لحجاب المرأة؛ فحجاب المرأة هو: الحاجز الذي يفصل بينها وبين الرجل الأجنبي، يمنع من اطلاعه على شيء، من بدنها ومحاسنها.
  • هند بوضرقة

      منذ
    [[أعجبني:]] صراحة كل ما قلتموه كافي و نتمنى من الله عزو جل ان يهدي كل النساء و ان قول ذلك الاجنبي ان ما سيقدم الدولة هو عدم الحجاب فهدا مس لروح الدين و اكبر تناقض هنا انهم يقولون ان دينهم يدعوا الى التسامح بين الديانات اذن لماذا ينهكون حرياتنا و مبادئنا انهم يدعون اذن الى التعصب الديني ان الله خالقهم و هو من سيخلصهم
  • منى

      منذ
    لم يعجبني: انا مع راي الاخت بوانة من السعوديةاذ ان البنطلون الواسع يحمي الساقين من الظهورومن الطقس البارد
  • ريما

      منذ
    لم يعجبني: ياختي بوانه كيف تريدين ان يواكب الدين العصر بتغير شروط الحجاب اذا اردنا ان نتساهل بالدين لكي لاينفر احد.... فها هو الله امر الرسول صلى الله عليه وسلم ان لايتساهل بشيء من الاحكام ليقبل الكفار ديننا بقوله (لاانا عابد ماعبدتم ولا انتم عابدون مااعبد )فلا هواده في احكام الدين ولااستسلام لتطورات العصر ومواكبه الاجيال الا على ضوء الشريعه السمحه لم يبق من الدين شيء على حاله وربي حينما امر بشيء علم انه يصلح لكل زمان ثم بالله عليك مانوع الستر الذي في البنطال هل لانه يستر ويغطي اللحم (اذا كان كذلك فما مشكله الملابس الطويله الساتره اليست بالله اكثر سترا ) على الاقل هي لاتصف تفاصيل الافخاذ والحوض والسيقان والله مهما وسعت لن تكون كالملابس الواسعه الغير مقسمه تقسيمه البنطال ... ثم ان كان ولابد فافعل كما تفعل الكثير من الحريصات مممن يلبسن البنطال تحت جلابيبهن لزياده الستر ,, حبيبتي بوانه زادك الله فقها في الدين وارجو ان اكون اعطيتك جوابا شافياواتمنى ان يصلك الرد وبارك الله بك ونفع بك الامه
  • نور الإسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] نحن خلقنا لعبادة الله وطاعته فما أجمل أن نتقيد بشرعه ونسعى لما يرضيه . جميع ماورد فيه من الخير الكثير ولله الحمد..<br > فجزاكم الله أعلى الجنان
  • أمنية

      منذ
    لم يعجبني: لم يذكر شيئا عن النقاب
  • سعيد

      منذ
    [[أعجبني:]] كل ما جاء بالمقالة جميل وأتمنى من كل امرأة تؤمن بالله ورسوله أن تطيعهما وتتبع أمر الحجاب تقبل الله منكم
  • جنة

      منذ
    [[أعجبني:]] المقالة تشرح الحقيقة تماما عندما بدأت أرتداء الحجاب فى سن الرابعة عشر لم أشعر إلا بالسعادة والآن عندما أرى ماسمونه الحرية فى الغرب لا أجد سوى حياة حيوانات يفعلون كل ما هو قذر باسم الحرية
  • نجلاء أحمد

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبنى استشهادكم بالآيات القرآنية للتدليل على صحة قولكم. [[لم يعجبني:]] أنه لايوجد فى مقالكم ما يدل على أن الواجب هو لبس النقاب أم الخمار وما حكم التى تلبس الخمار وتظهر وجههاوكفيها.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  • بوانة

      منذ
    لم يعجبني: البنطال ليس تشبها بالرجال لأن الأن أصبح من زي المرأة البنطال و هو أكثر حشمه من الفستان أو التنورة و أنا أرى أن تحريم مثل هذة الأشياء هو تصعيب و فيها مشقة على الفتيات حيث أن أغلب الفتيات اليوم يرتدبن البنطال وهو تنفير رغبوا ولا تنفروا و الدين يسر و ليس عسر وعلى فكرة أنا و الحمد لله محجبة و لكن عندما قرأت جزئية شروط الحجاب و البنطال شعرت بالضيق من طريقة التفكير و لو لم أكن محجبة لكنت صرفت نظر عن الموضوع الرجاء أن تكون المواضيع مواكبة للعصر لأن الإسلام مواكب لكل العصور و طالما أنني ارتدي البنطال دون نية التشبة بالرجال بل بنية التستر و خوفا من ظهور الساق ما المشكلة إذا؟؟؟ الاصل النية و جزاكم الله خير

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً