من مَعالم الوجود الإسلامي في شِبْه الجَزيرة الإيطالية بعد أُفُول نَجْم الإسلام عنها (2)

منذ 2014-02-19

هذه خاتمة سلسلة صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في إيطالية، حَرَصنا فيها على تعريف المسلمين بما قد يَخْفَى من مَظاهر العِزَّة في تاريخنا الإسلامي، لعلَّها تَسْتَنْهِض ما سَفُلَ من الهِمَم، وتُقَوِّي ما ضَعُفَ من العَزائم

صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في إيطالِيَّة (36)

 

أما الظَّرْف التاريخي الثالث: فقد ذكر أبو الفضائل الحَمَوي في التاريخ المنصوري[1]، والحِمْيَرِي في الرَّوْض المِعْطار[2]  المُلابَسات التي كانت سببًا في إخراج الإمبراطور فريدريك الثاني لطائفة عظيمة من المسلمين من صِقِلِّيَّة إلى إيطاليا؛ وهي ظهور قائد مسلم، يُدْعى ابن عَبَّاد في جزيرة صِقِلِّيَّة، وتَمَلُّكه لبعض مُدنها، وحُصونها[3]، وتَعَذُّر انتزاع ذلك منه، ثم استمرار بعض أقاربه[4] بعد وفاته[5] في السَّيْر على نَهْجه الرَّافض للوجود النصراني في الجزيرة، مما أَدَّى بالإمبراطور إلى نَقْل طائفة كبيرة من المسلمين -والظاهر أن أغلبهم من الجند- إلى مدينة لوشيرة بإقليم بوليا؛ خَوفًا منهم.


ومع وجود اختلاف كبير في سياق القصة عند كل مصدر من المصدرين المذكورين، غير أن تأريخهما لتلك الأحداث متقارب[6]، وهو على كل حال بعيد جدًا عن تأريخ المصادر الأوروبية التي نقل عنها المستشرق الصِّقِلِّي أماري[7]؛ فإنها تؤرخ ثورة ابن عباد بما يتقدم عن تأريخ المصدرين العربيين الإسلاميين بنحو قرن، وربع القرن، أو ما يزيد، مع الاتفاق على اسم الثَّائر المسلم في صِقِلِّيَّة، وهو إشكال ليس بالهَيِّن، لاسيما مع عدم وجود أي إشارة إلى قيام أحد أبناء ابن عَبَّاد المذكور، أو أحفاده بقتال النورمان، وخَلَفِهم على حُكْم الجزيرة من الأَلْمان[8] بل ما ذكروا إلا ابن عَبَّاد واحد، ولا يُسْتَخْلَص من كلامهم أي إشارة إلى وجود أُسْرة كاملة، قائمة بأمر الدفاع عن الإسلام في صِقِلِّيَّة، تُحْمِل اسم ابن عَبَّاد.


 

والذي يبدو -والله أعلم- أن تأريخ المَصْدَرَيْن الإسلاميين لثَوْرة ابن عَبَّاد هو الصواب، وأن الثَّائر الذي حَمَل على عاتقه جهاد النُّوْرمان بعد دخولهم صِقِلِّيَّة هو رجل آخر، خَلَط المؤرخون الأوروبيون بينه وبين ابن عَبَّاد، الذي جاهد الوجود النَّصْراني الأُوروبي في صِقِلِّيَّة بعد ذلك بما يزيد على القَرْن.[9]


 

وعلى كل حال؛ فقد كانت تلك الأحداث سببًا في نَقْل طائفة كبيرة من مُسْلِمي صِقِلِّيَّة إلى قَلْب شِبْه الجزيرة الإيطالية؛ حيث قام الإمبراطور فريدريك الثاني بتلك الخُطوة[10]؛ خَوفًا من ثَوْرتهم عليه، واحتياجًا لإمكاناتهم العسكرية.


 

قال ابن سعيد المغربي في كتاب الجغرافيا: وفي جَنوبي هذا البحر -أي البحر الأدرياتي الذي يُسَمِّيه ببحر البُنْدقية- مدينة روما، قاعدة البابا، وتقع في هذا الجزء مدينة لوشيرة، التي أَسْكَن الإنبرور فيها المسلمين الذين أخرجهم من صِقِلِّيَّة، انتهى.


 

وقال الحِمْيَرِيُّ في الرَّوْض المِعْطار[11] عن مدينة لوجارة[12]: مدينة من بلاد الروم في البَرِّ الكبير[13]، كان طاغية صِقِلِّيَّة[14]  نقل إليها من بَقِي بصِقِلِّيَّة من المسلمين؛ إذ كانوا له جُنْدًا، وعُدَّة لأعدائه، يجد نَفْعَهم، فنَقَلَهم إلى هذه المدينة؛ تَحَوُّطًا عليهم؛ لحاجته إليهم، وتَخَوُّفًا منهم؛ إذ كانوا أعدادًا جَمَّة، فعَمَروها، ومَدَّنُوها، وصارت لهم بها أحوال عظيمة، وكانوا أَنْجادًا، وطال مقامهم بها أَعْصارًا، إلى أن اختلفوا، وتَحَزَّبوا، وافترقت كلمتهم، وآل أَمْرُهم في هذا العهد القريب إلى أن أَجْلاهم عنها صاحب صِقِلِّيَّة الآن، فتَحَكَّمَتْ فيهم النَّوائب، وتَشَتَّت أَمْرُهم، فأُخْرِجوا، وأُسِروا، وتَفَرَّقوا في البلاد، فمنهم من ذهب إلى المَشْرق، ومنهم من صار إلى إفريقية، وافترقوا في بلادها، وصارت مدينة لوجارة رُوْمِيَّة، ولم يَبْق فيها منهم أحد[15].


 

وقد ذكر المستشرق رتزيتانو في تعليقه على ذلك الخبر[16]  أن إخراج المسلمين من مدينة لوشيرة قد وقع على يد الملك شارل الثاني سنة 700 هـ[17].


 

خاتمة:

 

هذه خاتمة سلسلة صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في إيطالية، حَرَصنا فيها على تعريف المسلمين بما قد يَخْفَى من مَظاهر العِزَّة في تاريخنا الإسلامي، لعلَّها تَسْتَنْهِض ما سَفُلَ من الهِمَم، وتُقَوِّي ما ضَعُفَ من العَزائم، والحمد لله رب العالمين.


 

[1] التاريخ المنصوري (ص99-101).

 

[2] الروض المعطار في خبر الأقطار (ص41،40)

 

[3] قال في التاريخ المنصوري: وهو الحاكم عليها، وسلطانها على جبالها، وغيرها، وبعض وطاها،انتهى. وهو تعبير قد لا يخلو من المبالغة؛ إذ الظاهر أنه كان متحصنا في بعض القلاع والحصون هو ومن معه فحسب.

 

[4] عند الحميري أنها ابنته، وأنها كانت معه بنفس الحصن الذي يسمى أنطالة، وأنها واصلت التحصن فيه بعد غدر النصارى بأبيها، وإغراقه، حتى يئس منها الإمبراطور، وعرض عليها الزواج، لما رآه منه شجاعتها، ولكنه أبت أشد الإباء، وواصلت ما كانت فيه، ثم سَمَّت نفسها عندما قارب النصارى على إسقاط الحصن، وهو فعل قد يجيزه بعض أهل العلم لمن خشيت على عرضها من الانتهاك، وعند صاحب التاريخ المنصوري أنه كان خَتَنه، أي زوج ابنته،أو زوج أخته، وهو يطلق على الأول أكثر، وسياق القصة عند الحميري يُشْعر أن ابنته المذكورة لم يكن لها زوج، فإما أن يكون قد مات، وإما أن تكون غيرها، والجمع بين القصتين متعذر على كل حال.

 

[5] قال في التاريخ المنصوري عن وفاته: دخل إلى ابن عباد ولد القاضي، قاضي صقلية، وقال له: المصلحة أن تخرج إلى طاعة الملك، وكان ابن عباد متمرضًا في نفسه من القتال والسهر، فقال: والله لا فعلت ذلك؛ خوفًا من العار، فلما كان صبيحة تلك الليلة، خرج القاضي، وابن عباد معه إلى الإنبرور - أي الإمبراطور - وحضر بين يديه، فانتهره، وضربه برجله، وفيها المهماز، شَقَّ جنبه، وتركه في خيمة ناحية، ثم بعد سابع يوم قتله، وشق بطنه، وأخذ ماله، وربط أولاده في أذناب الخيل، وتملك الإنبرور الجزيرة،انتهى.

 

[6] قال أبو الفضائل الحموي في التاريخ المنصوري (ص99) في حوادث سنة عشرين وستمائة: وفيها دخل الملك الأنبرور إلى جزيرة صقلية وكان بها قائد من المسلمين وهو الحاكم عليها وسلطانها على جبالها وغيرها وبعض وطاها،انتهى. وقال الحميري في الروض المعطار (ص40) عن أنطالة: حصن عظيم ومعقل منيع من حصون جزيرة صقلية فيه تحصن محمد بن عباد القائم بأمر المسلمين في جزيرة صقلية، فلما كانت سنة ست عشرة وستمائة عقد الصلح مع الأنبرور طاغية جزيرة صقلية وغيرها على أن يدخل تحت طاعته ويأخذ جميع أمواله وذخائره ويجهزه في قطائع إلى ساحل إفريقية ولا يقتله.

 

وأما الحميري، فقال: لما كانت سنة ست عشرة وستمائة، عقد الصلح مع الإنبرور، طاغية جزيرة صقلية، وغيرها، على أن يدخل تحت طاعته، ويأخذ جميع أمواله، وذخائره، ويجهزه في قطائع إلى ساحل إفريقية، ولا يقتله، وأبت ابنته أن تدخل في هذا الصلح، وامتنعت في هذه القلعة، وقالت لأبيها: أنا فداك، فإن لقيت خيرًا اتبعتك، وإن كان غير ذلك، فلا بد أن أنكي أعداءك، وآخذ بثأرك على قدر الاستطاعة، ولما جذفت به القطائع، وغابوا عن العيون، قال له الموكلون به: إن السلطان قد وفى لك، ولم يحنث في يمينه، وها نحن قد توجهنا إلى إفريقية، وهو لم يقتلك، ونحن نغرقك، ونريح دين المسيح منك، فالذي صنعت في هذه الجزيرة مثله لا ينسى، ثم غرقوه، وعادوا بجميع أمواله إلى الإنبرور، وحمدت ابنته رأيها، وزادت بصيرة في الامتناع بذلك المعقل المعانق للسحاب، وجعلت تُغادي شن الغارات، وتراوحها بمن خاف غدر الإنبرور من فرسان المسلمين، ورجالهم،انتهى.

 

ومن الجدير بالذكر: أن القصة التي أوردتها المصادر الأوروبية لابن عباد تذكر أنه مات غرقًا، ولكن حينما كان يقاتل الجيوش البحرية لروجر الأول النورماني.

 

[7] انظر: العرب في صقلية للدكتور إحسان عباس (ص132،131). وملخص القصة عنده: أنه لما تتابع سُقوط مُدن صِقِلِّيَّة في أيدي النُّورمان واحدة بعد أخرى، ظهر في مدينة سرقوسة -وكانت من أكبر مدن صقلية وأكثرها حصانة ومنعة- رجلٌ يُسَمَّى ابنُ عَبَّاد، قاد مَسيرة الجهاد ضدهم، وألحق الهزيمة بابن روجر النورماني في إحدى المعارك، واستطاع في سنة 1081م أن يشتري بالمِنَح والوعود حاكم مدينة قطانية من قِبَل روجر، فسَلَّمه المدينة، فاتسع سُلْطانُه، حتى أثنى عليه مؤرخ نورماني واصفًا إياه بالدَّهاء، والجُرْأة، والمهارة في القيادة، وإتقان الخِدعة في الحرب، مما اضطر روجر أن يوجه إليه اهتمامه، غير أنه انصرف عنه فترة، وانشغل بغيره.

 

ولم يكتفِ ابن عَبَّاد بدفع صَوْلَة النُّورمان عن الجزيرة، بل توجه سنة 1084م إلى قِلَّوْرِيَة، ونَهَب مدينة ريو، ونقطرة، وعاد ظافرًا، فرأى روجر أنه لابد من جَولة حاسمة مع ابن عباد، فقابله عند سرقوسة أسطولٌ قوي سنة 1085م، وأخذت سُفُن ابن عَبَّاد تغرق واحدة بعد أخرى، وكلما غَرَقت به واحدة، وَثَب منها إلى واحدة لم تغرق، ولكنه زَلَّت به القَدَمُ، فتَلَقَّاه البحر، ويقال: إن روجر أرسل جُثَّتَه إلى الأمير تميم بإفريقية.

 

ولم يُشِر الدكتور إحسان رحمه الله تعالى إلى مخالفة ما نقله أماري إلى ما ورد في التاريخ المنصوري، والروض المعطار، مع كونه قد حقق الثاني، وذكر في هامشه وجود القصة في الأول، فلعله ألف كتاب العرب في صقلية قبل الاطلاع على ما في الكتابين عن هذه القصة، أو أنه رجح كفة المصادر الأوروبية في ضبط وقائع القصة، وملابساتها.

 

[8] لأن فريدريك الثاني كان ألمانيًا وكان أبوه قد تزوج من أميرة صقلية، هي وريثة العرش هناك، وكان إمبراطوريًا رومانيًا مقدسًا كما يقولون، خَلَفًا لأبيه، وقد تقدمت الترجمة له مفصلة في الحلقة الرابعة من هذه السلسلة المسماة (الاسْتِعْراب النُّورْمانِي تَسامُح أم نَفْعِيَّة)؟

 

[9] نقل الدكتور إحسان عباس في كتابه العرب في صقلية (ص149) عن بعض المصادر الأوروبية أن اللُّمْبارْدِيِّون النصارى في الجزيرة كادوا يُبِيْدون المسلمين في بَلِرْم، مستغلين قيام ثورة على مايون وزير وليام الأول، منتصف عام 1160م، وأعملوا فيهم القتل، إلا قليلًا منهم نَجَوا بأنفسهم، ولَجَؤوا إلى الغابات، والجبال؛ لتُخْفِيَهم عن أنظار النصارى، في حين لجأ آخرون إلى قلعة في جنوبي صِقِلِّيَّة، يسكُنها بعض إخوانهم في الدين.

 

وذكر (ص154،153) أن المسلمين ثاروا مرة أخرى بعد وفاة وليام الثاني سنة 1189م؛ لشِدِّة ما لَحِقَهم من أَذى، وما أرهقهم من إساءة، وراحوا يحتلون القلاع في الجبال، وعلى السواحل، حيث ارتكب النصارى مذابح كبيرة، راح ضحيتها العديد منهم، فثارت المعارك بينهم وبين المسلمين في الشوارع، وفاضت الدماء في المدينة، واعتصم من نجا من المسلمين بين الجبال، واستمرت ثورة المسلمين من نهاية 1189 إلى أكتوبر من سنة 1190، ثم عاد بعضهم إلى بيوتهم، وهاجر آخرون إلى إفريقية، وأما أهل الأرياف، فبقوا مُعْتَصمين في الجبال، وأعطيت أراضيهم للإقطاعيين المدنيين والدينيين،انتهى بتصرف.

 

وهذا يبين قيام عدة ثورات لاحقة في فترات زمنية تالية، وتاريخ الثورة الأخيرة متأخر عن ثورة ابن عباد حسب المصادر النصرانية بمائة عام، أو أزيد قليلًا، فربما يكون ظهور ابن عباد حسب روايات المصادر الإسلامية في تلك الفترة الأخيرة، لاسيما وقد ذكروا في الثورتين اللتين وقعتا في 1160م، و1189م أن المسلمين لجؤوا القلاع في الجبال، والسواحل، واحتلوها، بل ذكروا في الثورة الأولى كما مر أنهم لجأ بعضهم إلى قلعة في جنوبي صِقِلِّيَّة، يسكُنها بعض إخوانهم في الدين.

 

وقد يقوي هذا الاحتمال: أن الرجل الذي ثار عقب احتلال النورمان للجزيرة قد أسماه المؤرخ الأوروبي ملاترا باسم Benaver، وأن المستشرق الصقلي أماري كان يظنه رجلا مسلما آخر جاهد النورمان اسمه ابن بريدة، جاء ذكره في أشعار الشاعر ابن حمديس، الذي مدح جهاد أهل سرقوسة للنورمان، ثم عدل أماري عن ذلك، والظاهر أن الدكتور إحسان عباس تبعه في رأيه، مع العلم أن الدكتور إحسان عباس لما أنزل كلام مؤرخي النصارى على ابن عباد، قال: ولا تذكره المصادر العربية، وقال: ومن العجيب أن ابن حمديس لا يذكره، على شدة العلاقة بين قصائده وأعمال البطولة الأخيرة في سرقوسة. انظر: العرب في صقلية (ص131). فهذا كله مما يقوي الظن في خطأ من أنزل كلام المؤرخين الأوروبيين في المجاهد الذي قام بأمر الجهاد في صقلية زمان دخول النورمان على ابن عباد المتأخر عن ذلك بأزيد من قرن وربع، والله أعلم.

 

[10] وقع في بعض المصادر أن النورمان هم من قام بنقل نحو عشرين ألفًا من مُسْلِمي صِقِلِّيَّة إلى جنوبي إيطاليا، وهو خطأ. انظر: الأقليات الإسلامية في أوروبا لسيد عبد المجيد بكر ص(114،113).

 

[11] الروض المعطار في خبر الأقطار ص(514).

 

[12] هي مدينة لوشيرة Lucera الواقعة في إقليم بوليا بجنوبي إيطاليا. وانظر: تعليق إحسان عباس على الروض المعطار، وقد أحال على تعليقات المستشرق رتزيتانو على هذه المادة، وهو الذي نشر منتخبات من كتاب الروض المعطار خاصة بالجزر والبقاع الإيطالية، وطبعت بمجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة.

 

[13] هذا التعبير يطلق على إيطاليا، ويقال عنها أيضًا: الأرض الكبيرة، ويرد استخدامه أيضًا في حوادث الأندلس وما يتعلق بها من تواريخ في حق فرنسا، وربما استخدم في حق الجزء المتصل ببعضه اتصالًا كبيرًا من القارة الأوروبية، فلا تدخل فيه إسبانيا والبرتغال، ولا يدخل فيه البلاد الإسكندنافية، والله أعلم.

 

[14] قال إحسان عباس في الحاشية: يعني فردريك الثاني (الانبرور)، ثم أحال على مادة أنطالة Entella، قال: فإن ثورة ابن عَبَّاد كانت هي السبب في نقل هؤلاء المسلمين إلى لوجارة، انتهى. وقد استخرج المستشرق بروفنسال النص المذكور في مادة أنطالة عن ابن عباد، وابنته، وقيامها بالجهاد في وجه فريدريك، ونشره مترجمًا بمجلة Orienete Moderno 1954. وهو نَصٌ جدير بالتأمل والدراسة؛ رفعًا للهِمَم الخَسِيْسة.

 

[15] لا شك أن خروج المسلم من دار الكفر إلى دار الإسلام هو الخير والصلاح، وإن فقد شيئًا من مَتاع الدنيا، بل لو فقدها جميعًا، فرَعْيُ الإبل عند أهل الإيمان خَيْرٌ من رَعْيِ الخنازير.

 

[16] في نشرته لمنتخبات من كتاب الروض المعطار خاصة بالجزر والبقاع الإيطالية الذي طبعته مجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة، وعنه إحسان عباس في تعليقه على الموضع المذكور آنفًا من الروض المعطار، وكذا ذكر ذلك في مقدمة الكتاب، ص(7).

 

[17] هو ملك صقلية شارل دي أنجو الثاني الذي انتزع الجزيرة من مانفريد ابن فردريك الثاني عام 1266م بعد هزيمته عند بينيفنتو، وقتله، وكان شارل هذا قد أجبر المسلمين على التَّنَصُّر أو الرحيل.


 

  • 1
  • 0
  • 3,958

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً