من يَحْمِلْ معي ؟
لا يخفى على حضراتكم أن المنصرين يتيممون الطبقة التي تجهل دينها ، وهم الذين يفتعلون الشبهات حول الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستغلين جهالة المتلقي
مما لا يخفى على متابع أن حملات التنصير تنتشر في جميع بقاع العالم الإسلامي من أندونسيا إلى المغرب العربي مرورا بالجزيرة العربية . وكلنا نشتكي التنصير .
جُلُّ الجهود المبذولة في التصدي للتنصير ـ على قلتها ـ تنصرف للحديث
عن الأمور الحركية ، مثل الكلام عن عدد الجماعات و الجمعيات التي تعمل
في مجال التنصير ، والأماكن التي ينتشرون فيها ... برامجهم ...
ميزانيتهم ... من يدعمهم وعدد من تنصروا ... ومن عادوا . . . إلخ
.
وكذا التصدي لما يصدر من النصارى من حين لآخر من بذاءة يُنَفِّثُون
بها عما في قلوبهم من حقد يكون غالبا حركيا أيضا ... نتنادى للمقاطعة
... والكتابة للمسئولين . . . ونحاكم القوم إلى أعرافهم فيخاطبهم كثير
من ( المثقفين ) باسم ( الحرية ) التي تكفلت بها ( الديمقراطية ) و(
التسامح ) مع الأديان الذي ينادي به دينهم ... الخ ـ ودينهم ليس فيه
تسامح مع الآخر ودونكم كتابهم ( المقدس ) ، والواقع شاهد ثرثار لا يكف
الحديث ولكن من يسمع ويعقل ؟! ـ . والبعد العلمي في التصدي لهذه
الحملات المسعورة ينحصر في بيان كذب القوم في دعواهم حول القرآن ، أو
حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يتطرق إلى منطلقات القوم
وعقائدهم الفاسدة إلا من طرف خفي وبإشارات يفهمها المتخصصون فضلا عن
العلمانيون . . . نثور قليلا ثم نهدأ ... كنار السعفة .
نعم . هناك جهد أكاديمي لا يمكن إنكاره يتجه نحو نقد دين النصارى ...
نقد كتابهم ( المقدس ) وشرائعهم .. إلا أنه حبيس المدرجات ويخاطب به
طلبة درجات التخصص العليا ( الماجستير أو الدكتوراه ) .
وقليل من هؤلاء المتخصصين من يُستفاد بعلمه في التصدي لهذه الحملة
المسعورة .
إخواني وشيوخي الكرام !
لا يخفى على حضراتكم أن المنصرين يتيممون الطبقة التي تجهل دينها ،
وهم الذين يفتعلون الشبهات حول الإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه
وسلم ـ مستغلين جهالة المتلقي ، ولا يخفى على حضراتكم أن دين النصارى
يحمل مَعراتٍ لو علمها الناس لانصرفوا عنه من فورهم ، كاتهامهم لعدد
غير قليل من أنبياء الله بالزنا بل والكفر بالله ، وتشبيههم ربهم
بالدودة واللبؤة وأن رب الأرباب خروف تعالى الله عما يقول الكافرون
علوا كبيرا ، وفيه تشريعُ الرِّق ، وفيه أمر بقتلٍ وحرقٍ ونحو ذلك مما
يرمون به الإسلام . وكلام ( الكتاب المقدس ) بعهديه القديم والجديد
على المرأة مما يضحك منه الصبية ويصلح للفكاهة في مجالس السمر . إلا
أن المنصرين أخذاهم الله يجتزئون من الكتاب ما يحلو لهم مما يحسن صورة
باطلهم ، ويجتزئون من الدين الإسلام ما يحلو لهم مما يقبح دين الله عز
وجل في أعين المستهدفين بحملات التنصير .
والحال هكذا : فلم لا تتبنون دراسة نقدية ـ في شكل مقالات أو رسائل ـ
تتناول دين النصارى وتقارن بينه وبين الإسلام ؟ مما يصلح أن يخاطب به
عوام الناس . والهدف هو نشر ثقافة مضادة للتنصير بين الناس . هذا طريق
قصير وجيد للتصدي للتنصير .
المستهدفون من هذا الطرح هو عوام الناس من المسلمين ، وكذا عوام الناس
من النصارى . فالصورة الآن أن ( المبشرين ) ـ وكذا دعاة العلمانية
والتغريب ـ وصلوا لعدد غير قليل من عوام المسلمين وخاطبوهم بباطلهم ،
والصورة الآن أننا لا نستطيع الوصول لعوام النصارى بعد أن جلسنا ولم
نخاطبهم بالإسلام وانحصر خطابنا . . . ولم نخاطبهم بحقيقة دينهم الذي
لبَّسه عليهم النصارى .
نتكلم عن الحوار مع ( الآخر ) ، فهيا ، ها هو الآخر اليوم ينظر بماذا
سندافع عن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقرآننا العظيم ... ينظر ماذا
سنقول ؟
وها هو ( الآخر ) يجلس معنا على الشبكة العنكبوتية ، ونستطيع أن
نخاطبه من شرائط الكاسيت وبعض المحطات الفضائية .
إخواني وشيوخي الكرام :
نزل الكفر بساحتنا الفكرية واستباح حصوننا العقدية ، حتى وصل إلى
مناهجنا التربوية ، ورسمت الأيدي الآثمة مفاهيم الأمة وتصوراتها كما
يحلو لها .
فأين التوحيد الصحيح في أذهان عوام الناس ؟ وأين مفهوم الحجاب الشرعي
الصحيح من عوام الناس ؟ وأين الولاء ؟ وممن البراء ؟ وفيما سعي الناس
اليوم جملة ؟
وها هم اليوم يتعدون على أقدس ما عندنا
... قرآن ربنا بالأمس وشخص نبينا صلى الله عليه وسلم ـ اليوم . فمن
يحمل معي على القوم لنردهم عن حصوننا الفكرية ... عن ديننا وعرض
أمهاتنا ـ أمهات المؤمنين ــ ، ونسائنا وأطفالنا وشبابنا ؟ من يحمل
معي ؟
- التصنيف:
القصار
منذحسن بن حبيب
منذأبو عبد الله
منذاحمد هبو عبد الرحمن -البرازيل
منذابوسليمان
منذياسر المصرى
منذمُحمد أبو البراء
منذوليد عبد العزيز
منذمحمد منصور
منذابوياسر
منذ