زنجبار بستان أفريقيا الشرقية

منذ 2007-07-31

حين يبدأ المرء الحديث عن أوجاع وآلام أمتنا الإسلامية يتيه في بحر من الحيرة التي يلج فيها بسبب تعدد القضايا وتنوعها وتباينها في درجة الخطورة والقسوة. فمن بلاد تغتصب ومسلمون يقتلون ودين تفرق عنه بنوه إلى صمت مستفز وعجز مخزٍ عن دفع ما يدور في دائرة الإسلام والمسلمين من مآسي ونكبات.

 إن هذا الصمت القاتل الذي يحوم رغم الخناجر المغروسة في جسد الأمة لا ينتج عنه إلا موت صامت لا يسمع لصاحبه تأوه أو حتى صراخ. ولعل أقسى الجراح وأثخنها هو البلاد الإسلامية في أفريقيا والتي تنتزع من بين أيادي المسلمين وهم لا يدرون.

 فالمسلمون هناك يواجهون موجات عارمة من حملات التقتيل والتنصير والتفتيت الاجتماعي والتجهيل المتعمد والفقر والأمراض المتفشية. ومن هذه البلاد الإسلامية بلاد عدّها المؤرخون البوابة الشرقية لأفريقيا بل ولقّبت ببستان أفريقيا الشرقية؛ تلك هي زنجبار التي تبلغ نسبة المسلمين فيها 98% من مجموع السكان البالغ عددهم مليون نسمة!

 فبعد أن طغت الهوية الإسلامية على هذه البلاد بدأت الحركات التنصيرية تتغلغل في زنجبار حتى إن عدد الكنائس بلغ كنيسة لكل مائة نصراني بل وانتشرت الكتب النصرانية والإنجيل مترجمة باللغات المحلية انتشارا واسعا بحيث تصل إلى أيادي المسلمين الذين يفتقرون إلى العلم الديني وفهم القرآن بعد أن سادت اللغة السواحلية مقابل محو اللغة العربية، بل وصل الأمر إلى حد إجبار المسلمات على الزواج من النصارى وبذلك يتمكنوا من سلخ المجتمع عن دينه والقضاء على الروح الإسلامية في مجتمع زنجبار. ولم يكتفِ المستعمرون البريطانيون بهذا بل وأغرقوا الكتب العربية والمصادر الإسلامية في المحيط الهندي الذي تقع زنجبار على ضفافه.

 ولم تقف مآسي زنجبار إلى هذا القدر ولكن ضمها إلى تنجانيقا عام 1964م وخضوعها لجمهورية تنزانيا نتج عنه أن صارت نسبة المسلمين 35% مقابل 45% من النصارى والبقية من ديانات مختلفة. ورغم هذه التعددية الطائفية إلا أن المسلمون تحت سيادة مسيحية بحتة يعانون في ظلمتها من قمع حقوقهم في التعبير والسيادة وصنع القرار فنسبة المسلمين في مراكز صنع القرار لا تتعدى الـ 5% وبالتالي فإن عباد الصليب يتحكمون بالمسلمين وما يحق لهم وما لا يحق بل إن التحيز للنصارى واضح جدا فالوظائف الحكومية استحالت غالبيتها إلى النصارى وحرم الشباب المسلم من فرص التعليم والمنح الدراسية والحياة الأكاديمية التي يتمتع بها النصارى بلا حدود. ولكن هذا لم يثنِ المسلمون في زنجبار عن التعلق بالإسلام والإقبال على تعلم أحكامه واللغة العربية رغم ما يواجهونه من تحديات.

 وإن كانت النصرانية قد ارتدت قناعًا يغطي نواياها الحقيقية في مواجهة الإسلام في كثير من البلاد إلا أنها في تنزانيا تبدو واضحة جلية فمن سلسة الأحداث التي تشهد على حملة التنصير وهضم حقوق المسلمين اعتقال الشيخ الإمام محمد الخامس في منتصف شهر أغسطس 2001م بتهمة الإساءة إلى المسيح عليه السلام وذلك لأنه نفى أن يكون المسيح إلهًا! ورغم أنه قد قال ذلك في مسجد يحيط به المسلمون إلا أن ذلك اعتبر انتقاصا من مقام سيدنا عيسى عليه السلام! أليس هذا قلب رسالة التوحيد التي يدين بها المسلمون فمال التوحيد يصبح جريمة يعاقب عليها المسلم، أليس هذا قمعا للحريات الدينية؟!

 إن هذا الاعتداء يأتي ضمن مسلسل مخطط له يهدف إلى محو الهوية الإسلامية وتهديد الوجود الإسلامي في تنزانيا. ورغم غياب المسلمين في أقطار العالم عن هذه المجريات فإن مسلمو تنزانيا قد أعلنوها مدوّيةً في عنان السماء "الإسلام لا يُذل، والمسلمون لا يقبلون الهزيمة، ومن بارزنا فسنلقِّنه درسًا لا ينساه".

الملتقى

هداية

  • 11
  • 0
  • 9,593
  • شهد

      منذ
    [[أعجبني:]] اقوم بعمل بحث عن زنجبار في عهد سعيد بن سلطان واستفدت كثيرا مما قرات شكرا
  • ابو عزيز

      منذ
    [[أعجبني:]] الفقر في زنجبار متفشي بشكل يكاد اشبه بالوباء المساجد منتشرة بكل الجزيرة والتعليم الأسلامي موجود بقوة ولله الحمدولكن للأسف تعليم سطحي غير متعمق وكأنه تحصيل حاصل لأن الشعب مصاب بإحباط كبير نتيجة الفقر ونتيجة عدم وجود فرص العمل التي استولى عليها النازحون من من أرض افريقيا (دار السلام) امضيت اسبوع بين اخوه وشعب ودود لاينقصه الا المال وكم تمنيت ان تلفت اليه باقي الدول الأسلاميةوان لاتنسى هذي البلاد الجميله والتي هي فعلا بستان بهي
  • احمد محمود

      منذ
    [[أعجبني:]] معلومه عن زنجبار التى اعيش بها من خمسة اشهر
  • الصعيبي

      منذ
    [[أعجبني:]] انتشار الاسلام بامر الله في اوروربا وامريكا ففي امريكا يسلم شخص في كل 10 دقائق وفي المانيا انتحر قسيس بسبب انتشار الاسلام وعدم تمكن الكنيسة من مقاومة ذلك وكل ذلك من فعل كيد الكائدين فيقلبه الله نفعا للاسلام والله فعال لمايريد [[لم يعجبني:]] صمت وتفكك المسلمين رغم ان الله شرفهم بهذا الدين الا انهم ابتغوا العزة بغيره فاذلهم الله
  • ياسين

      منذ
    [[أعجبني:]] مقال رائع نشكر الموقع لتسليط الضوء على هذه البلدة المسلمة الطيبة. [[لم يعجبني:]] من ينصر زنجبار فالنصرانية تمحو هوية المسلمين هناك وجمع المسلمون لايبالون بذلك بحكم أن الزنجباريين يتبعون المذهب الإباضي وأنهم خوارج وفي الحقيقة أن المذهب الإباضي مذهب سني سليم من البدع وقدلقي شتى ألوان التهميش. فلنراجع أنفسنا قبل أن نتهم غيرنا ...نسأل الله أن يحفظ اخواننا الزنجباريين المخلصين.
  • ابو الوليد اليافاوي

      منذ
    [[أعجبني:]] جميع المقال
  • ادريس محمد على

      منذ
    [[أعجبني:]] لفت الانتباه من قبلكم الى معناة و اضطهاد اخواننا فى زنجبار. [[لم يعجبني:]] تقصيرنا اتجاه اخواننا المسلين فى العالم و خاصة فى القارة الافريقية,فارجو و اتمنى من حكومات الدول السلاهية ان تفعل شى بدل ان تقف موقف المتفرج.
  • ابن زيدان

      منذ
    [[أعجبني:]] الموضوعية الإيجاز ذكر المصادر
  • ابراهيم

      منذ
    [[أعجبني:]] قد ألفت انتباهي هنا بالجزائر اقبال بعثات الطلبة الزنجباريين للالتحاق بالمعاهد الإسلامية حيث لم تعجزهم المسافة الطويلة التي تقدر بـ 7000كم ولا تكاليف السفر ولا الجو الحار والبارد للمناطق التي يزاولون بها دراستهم ولا اختلاف اللغات وترى فيهم الشباب والصغار يقبلون على التعلم بكل جدية وسعادة فهم بحق شباب الإسلام وفقهم الله سبحانه و لنا فيهم عبرة لطلبة البلدان العربية والإسلامية.
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] معرفة شيى عن اخواننا الاقليات فى البلاد المضطهدين فى اغلب دول العالم (وما نقموا منهم الا ان يؤمنو بالله العزيز الحميد) [[لم يعجبني:]] بينت لى كم نحن مهملون فى حقوق اخواننا المسلمين الواجب علينا نصرتهم و نثبتهم على دين الله الحق

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً