المرجعية وأهميتها

منذ 2014-03-11

معنى المرجعية: هو الرجوع إلى المرجع في كل عمل وعدم الانحراف عنه...

معنى المرجعية:

هو الرجوع إلى المرجع في كل عمل وعدم الانحراف عنه ويمكن تفصيل آلية المرجعية في خطوات كالتالي:

أ- هي أن يرجع النظام إلى المرجع ليُقارِن نفسه به.

ب- يلاحظ مدى انحرافه عن المرجع.

ج- يستفيد بهذه الملاحظة ويبني عليها عمل تصحيحي يؤدي لتقليل انحرافه عن المرجع.

د- أن يكون العمل التصحيحي مناسب وفي وقته فلا يكون أقل مما ينبغي ولا مبالغ فيه ولا يكون في وقت غير مناسب.

و- يعود مرة أخرى إلى المرجع ليختبر صحة الخطوات السابقة وهكذا لكل عمل.

أسباب فساد العمل:

هي ببساطة واحد على الأقل من هذه الآتي:

أ- غياب المرجع بالكلية.

ب- عدم نقاء المرجع أو عدم ثباته وقد يكون المرجع نقياً وثابت؛ ولكن يوجد في طريقه ما يُحرِّفه أو يُشوِّشه أو يقطعه وهذا يؤدي إلى نفس النتيجة.

ج- عدم الرجوع إلى المرجع.

د- عدم القدرة "أو عدم الرغبة" على ملاحظة مدى الانحراف عن المرجع.

هـ- عدم الاستفادة بملاحظة الانحراف عن المرجع؛ وذلك بألا يُبنى عليه عمل تصحيحي.

و- عدم الاعتدال في كم وكيف ووقت العمل التصحيحي؛ وذلك يؤدي إلى عدم استقرار النظام لأنه سيكتشف في الخطوة القادمة أنه أقدم على عملٍ غير مناسب، فيحاول تصحيح هذا بعمل غير مناسب أيضاً في الاتجاه المعاكس، ويؤدي هذا إلى عدم الاستقرار بل إلى التذبذب.

ز- عدم العودة مرةً أخرى إلى المرجع لاختبار مدى صحة الخطوات السابقة.

تطبيق مفهوم المرجعية في العلم:

هذا ما يُسمَّى بأنظمة (التغذية العكسية السالبة) وهي تغذية عكسية لأن النظام يعود بمعلومة العمل الذي عمله إلى المرجع، ليُقارِنه به وهذا المرجع يجب أن يكون محدَّداً ويتميز بالنقاء. وهي سالبة لأن هذه العملية تؤدي إلى نقصان الانحراف وليست زيادته، ويُفسِد هذه الأنظمة واحد على الأقل من المفسدات المذكورة أعلاه.

تطبيق مفهوم المرجعية في حياة الناس:

المرجع في حياة الناس نوعان:

أ- مرجع من تأليف الناس؛ وهذا مرجع غالباً لا يؤدي إلى الاستقامة، حيث أنه يمكن أن يتغير أصله مع الزمن بدون إحساس الناس لهذا التغير، وقد قال الله تعالى: {أَرَأَيْت مَنِ اتَّخَذَ إِلَهه هَوَاهُ أَفَأَنْت تَكُون عَلَيْهِ وَكِيلًا} [الفرقان:43].

ويشذ عن ذلك؛ أن يكون هذا المرجع البشري له مرجعية عليا إلهية، وذلك مثل ابتداع الناس لقوانين لا تتعارض مع الدين، بل وتتفِق مع روحه مثل قوانين المرور وغيرها.

ب- مرجع الإله الخالق؛ ويتميز هذه المرجع بأنه:

أولاً: محايد وغير محابي لجهة على أخرى.

ثانياً: يتكفل الله بتجديده عندما يُحرِّفه الناس، أو عندما يفقد صلاحيته لحياة الناس، ويتكفل بحفظه من التحريف إذا كان آخر مرجع للناس إلى يوم القيامة.

ثالثاً: أن مصدره هو الله، الذي خلق الإنسان وهو أدرى به، وبالمرجع الذي يصلح له.

رابعاً: أنه كما أن منشأه من جهة أعلى من الإنسان؛ فإن المرجعية التي تستخدمه تؤدي بالناس إلى غاية أسمى من الحياة الدنيا وهي الجنة.

ما يُفسِد مرجعية الناس المبنية على المرجع الإلهي هو الدين... هو ما يُفسِد أي مرجعية كما هو مذكور أعلاه ويمكن تخصيصه كما يلي:

أ- غياب الدين بالكلية.

ب- وجود ما يُحرِّفه (حرفياً أو تفسيراً أو استخدام أوامره في غير مواضع استخدامها المرادة من الله)، وقد قال الله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة:13].

أو يُشوِّشه -يُلصِق به ما ليس منه ويُقنِع الناس أنه من الدين- أو يمنع من وصوله للناس ويحدثنا الله عن هذا بقوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:114].

ج- عدم الرجوع إلى الدين.

د- عدم القدرة "أو عدم الرغبة" على ملاحظة مدى الانحراف عن الدين.

هـ- عدم الاستفادة بملاحظة الانحراف عن الدين وذلك بألا يُبنى عليه عمل تصحيحي -وهذا يقع فيه الكثير من الذين يعلمون ولكن لا يُطبِّقون- فلنحذر من هذا لأنه سبيل النفاق.

و- عدم الاعتدال في كم وكيف ووقت العمل التصحيحي -التطرُّف!- ويكون نتيجة لهذا عدم الاستقرار بل والانهيار في بعض الأحيان.

ز- عدم العودة مرة أخرى إلى الدين لاختبار مدى صحة الخطوات السابقة وعدم المداومة على اتخاذ المرجعية في كل عمل.

والله أعلم.

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 6
  • 0
  • 24,560

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً