دموع مجدي حسين .. وخضروات اليمن

منذ 2007-08-15

وهذا يعنى ببساطة قتل متعمد للشعب تحت سمع وبصر الجميع ثم إهدار المليارات من أموال الشعب للصحة والعلاج، كل ذلك وممنوع الإقتراب من الحصن الحصين للوزير الهمام رمز العار.

وأخيراً زرت اليمن السعيد ذات التاريخ التليد والحضارة العريقة ...ولفت نظري أنّ أهلها شعب طيب كريم الخلق، ذو طابع فطري بسيط وطفت فى بعض بلدانها وتمتعت بقممها ولاسيما كوكبان بلد الإمام، ورأيت جبالها الخضراء وطبيعتها الخلابة، وأكلت من خيراتها ولفت نظري طعم خضرواتها الطازجة النقية، وأنّها ذات مذاق مميز وطعم فطري طبيعي كفطرة أهلها الطيبين حيث لم يمسه الكيماوي ولا المبيدات القاتلة، ولم يصله بعد مايسمى بالهندسة الوراثية وبراشيم إستطالة الخلايا وما شاكل ذلك، لم يصب بعد الحجم الكبير والطعم الماسخ والأمراض المستوره من خلال هذه الواجهة الهشة البشة ذات الخطر المحدق والشباك المنصوبة .

ولست أدري لماذا يطل علي دائماً صديقي الحبيب الأستاذ / مجدى حسين هشاً تارة وكأنّه يغبطني على ما أنا فيه من متعة أكل خضراوات اليمن، وباكياً مرة أخرى في صمت، تخيلته كذلك بشكل مركز وحكت لي دمعته مأساة شعب مصر - شعب النيل العظيم، ذات الخيرات الواسعة والبركات الوافرة الذى كان مضرب المثل فى خضرواته وأصبح الآن مضرب المثل فى المزروعات الضارة الفاسدة والأمراض العميمة التى ضربت كل بيت إمّا بالسرطان أو الفشل الكلوي أو فيروس C.

إنّها حرب شعواء إستهدفت إضعاف شعب عظيم نشرت الأمراض المستعصية والأوباء الموجعة على سمع ومرأى من الجميع إنّ دمعة مجدي حسين تحكي قصة (يوسف والي )، تحكي قصة الإدانة الكاملة لنشر البذور المسرطنة وإبادة السلالات الأصيلة للزراعة في مصر، تحكي قصة تواطئ نظام بشكل غريب عجيب جعلت من مجدي حسين الذي حمل لواء الدفاع عن الأمّة في هذه القضية الخطيرة والتي تمس صلب الأمن القومي الداخلي للشعب سجيناً داخل زنزانه منفردة لأنّه تطاول على رأس الأمر (يوسف والي ).

وضحك النّاس وسخروا وتعجبوا من القوة والمنعة التي يتمتع بها وزير جلب لبلده الأمراض والدمار، وقالوا أنّه بند من البنود السرية لإتفاقات ( كامب ديفيد )، لابد من الحفاظ على هذا الوزير الذي قيل أنّه من أصول يهودية، لابد من إتمام الخطة بشكل محكم مسيطر .. إبعاد مصر عن كل العرب، بل توظيفها كجندي أمريكي يحمي المصالح الأمريكية اليهودية بالمنطقة وإضعاف جيشها وتفريغه من طاقاته الفاعلة وتسريح ضباط في سن مبكر ثم إضعاف شعبه بالأمراض المزمنة التي تنتهي غالباً بالوفاة.

وهذا يعنى ببساطة قتل متعمد للشعب تحت سمع وبصر الجميع ثم إهدار المليارات من أموال الشعب للصحة والعلاج، كل ذلك وممنوع الإقتراب من الحصن الحصين للوزير الهمام رمز العار.

يحكى أنّ فلاحاً مصرياً بالفيوم قابل الوزير في أحد المساجد أثناء حملتة الإنتخابية لعضوية مجلس الشعب وقال له ببساطة : " كيف أعطيك صوتي وأنت الذي قتلت أخي بالسرطان ".

إن رموزاً كثيرة من مساعدي (يوسف والي ) إتهموا وحوكموا وسجنوا، والجميع أقرّ بما قاله مجدي حسين سلفاً في مقالاته بالشعب والذي سجن من أجلها والتي أصبحت كأنّها المعلوم من الدين بالضرورة ...ولكّن ممنوع الإقتراب أو التصوير من ( يوسف والي )، إنّه يملك حصانة غير تقليدية ويمكنكم التعرف عليها من خلال تل أبيب.

إنّ دمعة مجدى حسين التى طلت في مخيلتي تحكي مأساة شعب يأكل المرض رغماً عنه لأنّه سيموت جوعاً، إنّ الخضار الطازج يباع بعشرة أضعاف الخضار العادي ولا يملك ثمنه إلاّ خاصة الخاصة بمصر.

إنّ دمعة مجدي حسين تشكو إلى ربّها نظام فاسد حمى الطواغيت ورفض محاكمة من أمرضوا شعباً بأكمله.

إنّ دمعة مجدي حسين وصرخاته وسجنه رفع حرجاً شرعياً عن شعب بأكمله كان ينبغي أن يصرخ ويرفض هذه المهزلة لضرب أكبر قوة عربية فى الشرق الأوسط .

إنّ أساليب قتل الشعوب ممكن أن تكون بالصاروخ كالعراق ويمكن أن تكون بالبذور المسرطنة والهندسة الوراثية الحاملة للأمراض كمصر.

وأخيراً بين طربي بأكل خضراوات اليمن الطازجة اللذيدة وبين دموع مجدي حسين التي تخيلتها بإعتباره صاحب واقع يحكي قضية ومأساة شعب، رأيتني أتوقف عن الإستمتاع بطعم خضروات اليمن كي أتحسس عبراتي التي حولت الطعم إلى علقم واستصرخ شعب مصر كي ينتبه وعلى الأقل يدعو معي على الظالمين .. كل الظالمين.

ولتسلمي يا مصر .


بقلم
م/ محمود حسونه

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 8
  • 0
  • 8,532

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً