عقيدة أهل السنة والجماعة 1

منذ 2007-08-19

التعريف:

أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة، المجانبون لطرق أهل الضلال.

كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة», فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي»، حديث حسن أخرجه الترمذي وغيره.

وقد سموا "أهل السنة" لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وسموا بالجماعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق «هم الجماعة». ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة, وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية.

أصول عقيدة أهل السنة والجماعة:

• هي أصول الإسلام الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق ولذلك فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي:

1ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح.

2ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحاداً.

3ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.

4ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين زاعما أنه منه.

5ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.

6ـ العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيّاً بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.

7ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.

8ـ العصمة ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الإجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.

9ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات - شرط موافقتها للشرع - أنها ليست مصدراً للعقيدة ولا للتشريع.

10ـ المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.

11ـ يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس.

12ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.

التوحيد العلمي الاعتقادي:

1ـ الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل؛ ولا تكييف؛ ونفي ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11]، مع الإيمان بمعاني ألفاظ النصوص، وما دلّت عليه.

2ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً، وأما تفصيلاً، فبما صحّ به الدّليل من أسمائهم وصفاتهم، وأعمالهم بحسب علم المكلف.

3ـ الإيمان بالكتب المنزلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب إتباعه دون ما سبقه.

4ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله - صلوات الله وسلامه عليهم وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر.

5ـ الإيمان بانقطاع الوحي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.

6ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.

7ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك: بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء، فعال لما يريد.

8ـ الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل شيء من ذلك.

9- الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة؛ كما جاء تفصيله في الأدلة الصحيحة.

10ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا.

11ـ كرامات الأولياء والصالحين حقّ، وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجاً، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها.

12ـ المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.

• التوحيد الإرادي الطلبي (توحيد الألوهية):

1ـ الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.

2ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحبّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، ملكًا مُقرّبًاً، أو نبيًّا مرسلاً، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم.

3ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.

4ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره .

وتشريع ما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت، واتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتبديل شيء منها كفر، ومن زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر.

5ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر.

فالأول: كتجويز الحكم بغير شرع الله، أو تفضيله على حكم الله، أو مساواته به، أو إحلال (القوانين الوضعية) بدلا عنه.

والثاني: العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله.

6ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر، وإما ضلال، بحسب درجته.

7ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أنّ أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.

8ـ اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة.

9ـ الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يُقرّب إلى الله تعالى من الطاعات المشروعة.

* والتوسل ثلاثة أنواع:

أ- مشروع: وهو التوسل إلى الله تعالى، بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.

ب- بدعي: وهو التوسل إلى الله تعالى بما لم يرد في الشرع، كالتوسل بذوات الأنبياء، والصالحين، أو جاههم، أو حقهم، أو حرمتهم، ونحو ذلك.

جـ- شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائط في العبادة، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك.

10ـ البركة من الله تعالى، يَخْتَصُّ بعض خلقه بما يشاء منها، فلا تثبت في شيء إلا بدليل. وهي تعني كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته لزومه.

والتبرك من الأمور التوقيفية، فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل.

11- أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:

أ- مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.

ب- بدعي: يُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتجصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدّ الرّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع.

جـ- شركيّ: ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك.

12ـ الوسائل لها حكم المقاصد، وكل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الابتداع في الدين يجب سدّها، فإن كل محدثة في الدين بدعة, وكل بدعة ضلالة.

المصدر: الندوة العالمية للشباب الإسلامي
  • 5
  • 2
  • 16,639
  • العزام

      منذ
    [[أعجبني:]] سهوله العبارات [[لم يعجبني:]] إن حديث ( ما أنا عليه وأصحابي ) لا يصح من حيث السند وقد ذكرتم أنه حست رواه الترمذي وغيره، بينما ضعفه الإمام الترمذي فكيف صار حسنا بعد أن كان ضعيفاً ؟! نعم لا إشكال من حيث المعنى .اوالحديث الذي قد يصل إلى رتبة الحسن في هذا الباب هو بلفظ( الجماعة )وشكر
  • ابو المقداد

      منذ
    [[أعجبني:]] سبحان الله ترتيبا، واختصارا، سبحان الله نسأل الله الثبات على الدين، وأن نموت على إعتقاد أهل السنة والجماعة ومشكورين احبتى فى الله
  • Eyad Al-Hassan

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيكم جاري التصحيح (طريق الاسلام)
  • أبو أحمد السكندرى(عبدالله زايد

      منذ
    [[أعجبني:]] الكلام على التوحيد دون باب الأسماء والصفات [[لم يعجبني:]] وذه تعقيب على ألأخ حسن من مصر أولا أخى الفاضل لا داعى لكلام على وفق مذهب الأوامر الربانية فى كتاب الله واضحة صريحة فى التسبيح والتنزيه والوصف بالأسماء الحسنى قال مولانا فسبح باسم ربك العظيم والتبيسح هوالتنزيه والوصف وقال مولانا سبحانه قل هو الله أحد. الله الصمد لم يلد ولم ولد ولميكن له كفوا أحد.......السورة وهى صفة الرحمن وأوامرها صريحة فى أن طريق وصف الله الأسماء الحسنى ولايجب الزيادة بحال عليها ومن زاد على ذلك ووصف بالمتشابه(اليد . والنزول ,غيره) فقد خالف ما أمر الله به ولذلك كان جمهور السلف يردون علمها إلى الله مراده كما ثبت عن الإمام الشافعى آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله وطائفة منهم على التأويل الإمام مالك وغيره كما بين ذلك الإمام النووى والإمام ابن حجر فى كتبهم وغيرهم من العلماء والمتشابه أخى الفاضل معطل لدلالات الأسماء الحسنى ورجا من ليس له علم فليلزم الله أعلم وجزاكم الله خيرا
  • احمد مصطفي

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم ارزقنا صراطك المستقيم واجعلنا من اهل السنة ومن اتباعها وهم علي الحق
  • ابو عبد الله

      منذ
    [[أعجبني:]] اخي في الله بارك الله فيك وجعلهافي ميزان حسناتك ان شاء الله ونفع الله بك
  • د.حسن رمضان

      منذ
    [[أعجبني:]] اخى الكريم ان الواردعن السلف الصالح فى ايات الصفات هو انهم يعرفون المعنى ولكن يفوضون الكيفية وهذا ظاهر فيما ورد عن الامام مالك-رحمه الله-وكذلك ورى عن السيدة عائشة -رضى الله عنها-عندما سئل عن الاستواء فقال:الاستواء معلوم، والكيف مجهول،والايمان به واجب،والسؤال عنه بدعة.وعلى ذلك يتبين انالسلف كانوا يمرون المعنى ولكن لا يتعرضون للكيفية فمعنى اليد ثابت ولكن الله اعلم بالكيفية وكذلك فى كل اية او حديث ورد فيه صفة من صفات الله تعالى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً