إفريقيا الواعدة والحِراك التنصيري
يتحتَّم على المعنيين بهموم هذه الأمة النظر بعين الاهتمام إلى حال الرجل الإفريقي الذي يخضع لأكبر جريمة استغلال من قِبَل النصارى، يتم فيها المساومة على الحياة مقابل ترك ما يدين به الشخص -الإسلام أو غير الإسلام- والدخول في ملكوت الرب ودين المحبة -زعمًا!-، تحت شعار "التنصير مقابل الغذاء والدواء".
مقدمة:
الكتابة في الشأن الإفريقي تحتاج إلى خبرة كبيرة بطبيعة هذه القارة متعدِّدة الثقافات واللغات والأعراف والأعراق، متعدِّدة الديانات والمِلل والمذاهب.
فإفريقيا قارةٌ عجوز تزخر بالأعاجيب والغرائب، والإحاطة بمشكلاتها وأسباب هذه المشكلات وحلولها ليست بالأمر الهين، فعلى الباحث في هذا الشأن الرجوع قد المستطاع إلى مصادر أصيلة، شديدة التخصص في هذا الشأن، أو النزول بشكلٍ ميداني، ورصد الظاهرة دون واسطة.
ومن أخطر المشكلات وأكثرها تأثيرًا في ساحة هذه القارة مشكلة التنصير وما يسبقها وما يلحقها من تدابير وإجراءات من قبل حملات المنصِّرين، ومن يقفون خلف هذه الحملات؛ فقارة إفريقيا مرتع خصيب لآلاف المنصِّرين منذ أمدٍ بعيد، لهذا صارت هذه القارة من أكثر بقاع الأرض انشغالًا واشتعالًا بأنشطة التنصير، ورجالاته، وأموال المنصِّرين، ودجل القساوسة، ومكر الساسة.
ولست أزعم أني من الملمِّين بشؤون الهمِّ الإفريقي على اتساعه، لذا اخترت الحديث عن مشكلة التنصير، وغارة المنصِّرين، على هذه القارة المنكوبة من خلال دورية -فصلية- متخصصة في الشأن الإفريقي، زخرت بعشرات المقالات والأبحاث في هذا الشأن، سيما حركات التنصير وواقع المسلمين ومشكلاتهم وقضاياهم.
وهذه الدورية هي دورية "قراءات أفريقية"، فعلى قلة شهرة لهذه الدورية المتخصصة، إلا إنها تعد من أكثر المنابر الفكرية اهتمامًا وعرضًا وتحليلًا لشؤون القارة الإفريقية؛ حيث تُعنى بنشر الدراسات الوصفية والتحليلية والاستشرافية فيما يخص الرجل الإفريقي وقضاياه وهمومه، معتمِدة في ذلك كله على رؤية إسلامية منضبطة.
وتُعَد مسألة التخصص ونشر الدراسات الإقليمية الدقيقة من أهم ما يُميِّز هذه الدورية؛ فترى على صفحاتها كتاب من السودان ومن نيجيريا وأثيوبيا والصومال والسنغال وأوغندا ومن كافة الأقطار الإفريقية وغير الإفريقية ممن لهم اهتمام بالشأن الإفريقي والإسلام والمسلمين في بلدان هذه القارة...
التنصير.. الاحتلال: أيهما يخدم الآخر؟
نبدأ مقالنا بسؤال طرحه الباحث الدكتور بيان صالح حسن[1] في مقال له بدورية قراءات إفريقية، يقول فيه: "هل كان التنصير ممهِّدًا للاحتلال أو كان الاحتلال مساعِدًا للتنصير؟ وهل كان التنصير مقصودًا لذاته أو اتخذ سُلَّمًا للوصول إلى مآرب أخرى؟" (مقال: تبديد الأوهام: الأهداف الحقيقية للتداعي على إفريقيا - دورية قراءات إفريقية - العدد التاسع، ص: [32]).
وبعد معالجةٍ لتعريف مصطلح التنصير خلص الباحث إلى نتيجة مفادها: "أن الوقائع والأحداث تؤكد تلازم الاحتلال والتنصير، وتجعل منهما وجهين لعملة واحدة، وصنوانًا لا يفترقان، سواءً كان الاحتلال غزوًا عسكريًا، أو نفوذًا سياسيًا، أو اتخذ صورة من صوره الأخرى المختلفة... وهذا ما يشهد به التاريخ وواقع الحال دون مواربة" (مقال: تبديد الأوهام: الأهداف الحقيقية للتداعي على إفريقيا - دورية قراءات إفريقية - العدد التاسع، ص: [34]).
وإجابة على السؤال الآخر: بيَّن الباحث أن التنصير لم يكن مقصودًا لذاته؛ وإنما كان ذريعة لتحقيق مصالح أخرى، كالحصول على المواد الخام، وتوفير السوق المستهلِكة للمنتجات، وأشار الباحث خلال ذلك إلى كلام ريتشارد داودن في كتابه (إفريقيا.. الأسرار والمعجزات) الذي يُشير فيه صراحةَ إلى هذا الرأي.
يقول داودن: "وحتى يومنا هذا... ظلَّت أوروبا تفرِض مقاليد الهيمنة على إفريقيا، لقد غزاها الأوروبيون باسم المسيحية تارةً، وباسم الحضارة تارةً، وباسم التجارة تارةً أخرى.. ونحن نتصوَّر أن رسالة الدين وحكاية نشر الحضارة والمدنية إنما كانت ذرائع ليس إلا.. ساقتها قوى الاستعمار بعد وصول النظام الرأسمالي في الغرب إلى مرحلة حاسمة..." (مقال: تبديد الأوهام: الأهداف الحقيقية للتداعي على إفريقيا - دورية قراءات إفريقية - العدد التاسع، ص: [35]).
إفريقيا والحِراك التنصيري:
في ورقةٍ بحثيةٍ له؛ يُشير الدكتور محمد جاه الله[2] إلى نقطة جوهرية في قضية التنصير في إفريقيا، وعليها أُسس هذه الورقة، حيث أوضح أن قارة إفريقيا لم تَعد كما كانت في نظرة قدامى الأوروبيين، المستعمرين منهم والمنصِّرين، لم تَعد مجرد منطقة يتحتم تأمينها بُغية الوصول إلى خيرات جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية، كما تُحدَّثنا كتب الجغرافيا؛ وإنما أصبحت إفريقيا هدفًا في حدِ ذاته، بعد أن اتضح أنها قارة واعدة بالموارد الطبيعية والبشرية المختلفة، خصوصًا بعد أن أخذ الإسلام، ومعه الثقافة الإسلامية واللغة العربية، في القرون الأخيرة، ينتشر في الأقاليم المختلفة لقارة إفريقيا ويتبوأ مكانة متميزة.
مشيرًا إلى أن عملية تحويل إفريقيا المسلمة إلى قارة مسيحية حلم قديم تقوده البابوية، وتدعمه الدول المسيحية ومجلس الكنائس العالمي، وكل الجهات المعادية القوية التي تعمل ضد الإسلام وعقيدته ودعوته في هذا العصر، منذ عهد الحروب الصليبية، ويستمد هذا المخطَّط قوته من الإمكانات الضخمة التي تُسخَّر له، ومن الدعم المادي الكبير الذي يُقدَّم له سنويًا لدعم أنشطته وإرسالياته في مختلف دول العالم (الحِراك التنصيري في الأقاليم الأفريقية - قراءات إفريقية - العدد العاشر - ص: [5]).
المنظمات الإنسانية (الأجنبية)، وبذور التنصير:
في ورقةٍ له[3] يُشير الدكتور أيمن شبانه[4] المتخصص في الشأن الإفريقي إلى الدور الخطير الذي تلعبه المنظمات الأجنبية العاملة في المجال الإنساني، موضِّحًا أنها تسعى إلى تدمير العقائد الدينية والقيم الاجتماعية، وطمس هوية الشعوب الإفريقية... إذ تستغل بعض هذه المنظمات الأزمات الإنسانية خصوصًا في مخيمات اللاجئين والنازحين، في القيام بكثير من النشاطات التنصيرية تحت شعار "الخبز مع الصليب"، كما أن العاملين في تلك المنظمات يعمدون إلى نقل أسلوب حياتهم في الغرب إلى الدول الإفريقية، حيث يمارسون كثيرًا من التصرُّفات والسلوكيات التي تُمثِّل تهديدًا للقيم الإفريقية، خصوصًا في المجتمعات الإسلامية.
ففي النيجر: استغلت المنظمات الإنسانية ظروف المجاعة في تنصير مواطني هذه الدولة التي يدين أكثر من 98% من شعبها بالإسلام، عن طريق دعم الأقلية البلاد، وتوطين عناصر من المنصِّرين الكونغوليين في بعض مدن النيجر، بخاصةٍ العاصمة نيامي، ليُشكِّلوا بؤرًا تنصيرية عديد في هذه الدولة.
وفي الصومال: شاركت بعض هذه النوعية من المنظمات في تنصير مسلمي الصومال، وتدمير القيم الاجتماعية للسكان، وذلك باحتساء الخمور، وممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، والاحتفال بالأعياد الوطنية الأجنبية والمناسبات الدينية والاجتماعية الغربية.
وأوضح الباحث محمد فرج مصباح[5] أن التنصير قد ركَّز على محتاجي إفريقيا وفقرائها واستغلال حاجتهم إلى الخدمات التعليمية والصحية والغذائية والكساء، وذلك بتقديم التعليم وفتح المدارس وفتح المستشفيات وتقديم الدواء والعلاج، إضافة للإغاثة والغذاء وحفر آبار المياه.
مشيرًا إلى دور المستعمِر في توظيف النصارى الأفارقة في الوظائف العليا، وتقديم الدول الأوروبية لإعاناتٍ كبيرةٍ للمنصِّرين بواسطة المنظمات الكنسية الأوروبية، وتوجيه المساعدات إلى أماكن تمركُز النصارى (التنصير في إفريقيا، السودان نموذجًا - قراءات إفريقية - ص: [21]).
وإلى الدور الإنساني متمثِلًا في الخدمات الطبية أوضح الأستاذ الدكتور يونس عبدلي موسى[6] في بحثٍ له عن التنصير في كينيا، أن المنصِّرين يَستغلون هذه المهنة في التنصير مشيرًا إلى مقولة لأحد الباحثين الغربيين، يقول فيها: "لقد وجدنا نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونسائها نصارى".
وأكَّد عبدلي هذا التوجه بقوله: "لو تجوَّلت في المدن والقرى والأرياف الكينية لوجدتَ عجوزة أو عجوز يُقدِّم خدمات طبية في تلك المناطق مجانًا، حيث تكون الفرصة سانحة حتى يُبشِّر هذا الطبيب أو الطبيبة بين أكبر عدد ممكن من المسلمين، وأكبر شاهد على ذلك مدينة مرتي التابعة لمحافظة اسيولو، والتي تقع في كربتُولا" (التنصير في شرق إفريقيا: أهدافه، أساسياته، ومقاومته "كينيا نموذجًا" - قراءات إفريقية - العدد السادس عشر - ص: [8]).
إعلام الخداع، وفنون التزييف:
أشار الشيخ رفاعي سرور رحمه الله في المقال الختامي من العدد العاشر لدورية قراءات إفريقية؛ إلى قوة تأثير السينما في الناس، وكيف تؤثر في أفكارهم ومعتقداتهم وآرائهم وتوجهاتهم أكبر من أي قوة أخرى، واستشهد على ذلك بكلام للمؤرخ الأمريكي "بانو فسكي"، يقول فيه: "إن السينما قوة تستطيع أن تصوغ بها، أكثر من أن تصوغ أية قوة أخرى، والآراء والأفكار والسلوك لأكثر من 60% من سكان الأرض، وهذه النسبة تتجاوز ثلاثة مليارات نسمة من البشر، فأية وسيلة أخرى لها قوة التأثير بهذه الدرجة؟! إن تأثير الإعلام وقتي أما تأثير السينما على الناس فإنه بعيد المدى، وهي تؤثر في نمط حياة البشر" (المكر الصليبي في إفريقيا - قراءات إفريقية - العدد العاشر- ص: [125]).
وعن مخطَّط العمل الإعلامي التنصيري؛ أشار الشيخ رفاعي إلى أن الكنيسة ومؤسساتها انطلقت في اهتمامها بهذه الوسائل من حقيقة مهمة أكدتها كثيرًا، وهي أن هذه الوسائل إنما تساهم بصورةٍ فعَّالة في تثقيف العقل، والترويح عنه، وتساعد على انتشار ملكوت الله وتدعيمه، وعلى هذا الأساس وارتكازًا إلى هذه المعتقدات، وانطلاقًا منها؛ شهدت ساحة التنصير العالمية طوال السنوات الثلاثين الماضية -وحتى الآن- عشرات المؤتمرات الإعلامية التي ضمَّت صحفيين وإذاعيين وخبراء إعلام وأساقفة من كل أنحاء العالم، والتي بحثت موضوع وسائل الإعلام وتطوير استخدامها، والتوسُّع في إنشاء مؤسساتها ونشاطاتها في مجال التنصير (المكر الصليبي في إفريقيا - قراءات إفريقية - العدد العاشر- ص: [125]).
التنصير في إفريقيا بين المد والجزر:
خصَّصت دورية قراءات إفريقية العدد الرابع عشر للحديث عن ملف التنصير، فقدَّمت فيه من خلال عدد من الأبحاث قراءة استشرافية لمنظومة التنصير (المنصِّرين، ووسائل التنصير، والمتنصِّيرين)، فتناول الملف بالرصد لتحليل أنشطة المنظمات التنصيرية واستغلالها للمؤسسات التعليمية والصحية في الدعوة لعقيدتها، مع سرد لنماذج عملية في كل من إريتريا وجنوب السودان، كما تحدَّث الملف عن المساعدات التي يُقدِّمها الفاتيكان للنشاط التنصيري، علاوة على السرد التاريخي لحياة مؤسسي التنصير في إفريقيا، وسعى الملف من جانب آخر إلى بيان دور المنظمات والهيئات الخيرية الإسلامية في مواجهة التنصير، وأثر سوء سلوك المنصِّرين وفاعلية المسلمين في القضاء على حلم تنصير القارة السمراء، كما قدَّم الملف قراءة لمستقبل التنصير في إفريقيا فض ضوء تلك المتغيرات الجارية على الساحة.
ضعف الدور الإسلامي وتنامي الحِراك التنصيري:
في المقال الافتتاحي من ملف "التنصير في إفريقيا بين المد والجزر" أشار الدكتور أيمن شبانه إلى العلاقة بين الدور الإسلامي في إفريقيا والحِراك التنصيري، موضِّحًا أن المنصِّرين لم يكن بمقدورهم القيام بنشاطهم التنصيري إلا في ظل ضعف الدور الإسلامي في الدول الإفريقية، راسمًا خطة للمواجهة تتمثل في تبني حكام الدول الإسلامية لمشروع (حضاري - ثقافي) ينهض بأوضاع المسلمين الأفارقة، مع العمل على نشر اللغة والثقافة العربية في القارة، وعدم الاكتفاء بتقديم مواد الإغاثة الإنسانية فحسب؛ وذلك من خلال ترجمة الكتب الدينية، ونشر التعليم الديني، وتقديم المنح الدراسية للطلاب الأفارقة.
ونوَّه شبانه أيضًا إلى أهمية تكوين روابط إسلامية في الدول ذات الأقلية الإسلامية، أو التي يتوزَّع فيها المسلمون بشكلٍ متناثر، كما هو الحال بالنسبة لكينيا التي أدَّى تناثر توزيع المسلمين فيها إلى إفقادهم التأثير في مجريات الأمور في البلاد؛ بالرغم من كونهم يُمثِّلون أكبر تجمع ديني في كينيا 35% من السكان (التنصير في إفريقيا بين مطرقة التعليم وسندان الصحة - قراءات إفريقية - العدد الرابع عشر- ص: [26-27]).
مستقبل التنصير والتنصير المسلح في إفريقيا:
أشار الدكتور بدر حسن شافعي إلى أن التنصير لم يُحقِّق مستوى الطموحات التي كان يستهدفها الفاتيكان بتنصير القارة السوداء بحلول عام 2000م، بل إن مستوى التمدُّد والانتشار للتنصير ربما يتراجع خلال الفترة القادمة مقارنة بالفترة الماضية 1910م- 2010م، وقد اعتمد شافعي في بناء هذا الرأي على تقرير بحثي صادر عن أحد المراكز الكنسية الأمريكية...
ولعل هذا الرأي ما دفع الدكتور شافعي إلى الحديث خلال ورقته البحثية عن ما يُعرَف بالتنصير المسلح، فعرض لنماذج من التنصير المسلح في إفريقيا، الذي ينتهج الأسلوب القسري العسكري، من خلال دعم بعض الحركات السياسية ذات التوجهات الدينية، من أجل الوصول إلى الحكم من ناحية والتمكين للنصرانية من ناحيةٍ أخرى.
فعرض الكاتب لنموذجين من نماذج التنصير المسلح، أولهما التنصير المسلح في جنوب السودان، الذي يهدف إلى تحويل جنوب السودان إلى دويلة مسيحية؛ يمكن فصلها وضمها بعد ذلك إلى دول الجوار الجنوبي؛ في إطار ما يُعرَف باسم "دولة التوتسي النصرانية الكبرى" والتي تضم أوغندا، وجنوب السودان، وأجزاء من رواندا، وبوروندي، والكونغو الديمقراطية بزعامة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني الذي يُقدِّم نفسه بوصفه راعي الكنيسة في إفريقيا.
ومن أمثلة الحركات الدينية المتمرِّدة -المسلحة- حركة الأنانيا، فلقد كان للدعم الكنسي لحركة الأنانيا فضلًا عن الدعم الصهيوني دور مهم في تحولها إلى ميليشيا عسكرية غير منظمة تفقد التدريب والتسليح الجيد وتنتشر بشكلٍ عشوائي في مدن الجنوب دون قيادة مركزيو إلى ميليشيات منظمة ذات قدرات تدريبية وتسليحية عالية، وكان لها ولمثيلاتها دور كبير في عملية الانفصال.
وفيما يخص الحركات الأوغندية؛ أشار الباحث إلى جماعة "جيش الرب" الكنسية التي يتزعمها القس جوزيف كوني... وهي حركة مسلحة ظهرت في البداية كطائفة صغيرة منتصف الثمانيات من القرن الماضي تقريبًا بزعامة شقيقته، وتُدعى "أليس لاكوينا" التي ادَّعت أنها على اتصال بالروح القدس الذي أمرها بإزاحة موسيفيني من الحكم وتنصيب نفسها مكانه (مستقبل التنصير في إفريقيا - قراءات إفريقية - العدد الرابع عشر - ص: [71]).
خاتمة:
إفريقيا قارة واعدة... لذا فهي محطٌ لأنظار الجميع، سِيما حركات التنصير والتشيُّع، والتنصير أشد؛ لقِدم وجوده في هذه القارة، وكثرة أتباعه، وكثرة النفقات عليه من قبل المنظمات التنصيرية في الشرق والغرب...
لذا؛ يتحتَّم على المعنيين بهموم هذه الأمة النظر بعين الاهتمام إلى حال الرجل الإفريقي الذي يخضع لأكبر جريمة استغلال من قِبَل النصارى، يتم فيها المساومة على الحياة مقابل ترك ما يدين به الشخص -الإسلام أو غير الإسلام- والدخول في ملكوت الرب ودين المحبة -زعمًا!-، تحت شعار "التنصير مقابل الغذاء والدواء".
وقبل الانفلات من هذه التطوافة السريعة على بحوث مجلة قراءات إفريقية، لا يفوتني شكر القائمين على هذه المجلة وكُتَّابها؛ على جهودهم الطيبة في تقديم قراءة واعية للمشهد الإفريقي، سِيما المشهد الإسلامي، بشكلٍ موضوعي يعتمِد على قوة الطرح، والتخصُّص، والمهنية العالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
[1]- (باحث بالرئاسة العامة للإفتاء - دكتوراه في علم الدعوة - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
[2]- (مركز البحوث والدراسات الإفريقية - جامعة إفريقيا العالمية).
[3]- (المنظمات الإنسانية في إفريقيا - دورية قراءات إفريقية - العدد السابع، ص: [79]).
[4]- (مدرس العلوم السياسية - معهد البحوث والدراسات الإفريقية - جامعة القاهرة).
[5]- (باحث مصري).
[6]- (أستاذ الفقه وأصوله بجامعة إفريقيا العالمية، الخرطوم، فرع زنجار - تنزانيا، وباحث في شؤون شرق إفريقيا، وعضو بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو اللجنة التأسيسية لاتحاد علماء إفريقيا).
رمضان الغنام
كاتب إسلامي مصري التحصيل العلمي: "باحث بالدكتوراه"، تخصص الدراسات الإسلامية، جامعة طنطا.
- التصنيف: