طمأنة الصهاينة بدل الرد عليهم!!
اهتمام "حزب الله" تحول إلى سورية بدلًا من "إسرائيل" فقط، وأنه أصبحت موارد "حزب الله" تستنزف في معارك سوريا".
في كل مرة يقوم فيها الكيان الصهيوني بالاعتداء على سورية، كان طاغية الشام يتوعد اليهود بالرد في الزمان والمكان المناسبين، ويبدو أن هذا الرد لن يأتي أبدًا مهما طال بالمواطن السوري العمر، فالزمان المناسب لهذا الرد هو خارج الزمان، والمكان المناسب هو داخل الأراضي السورية على السوريين أنفسهم بدلًا من اليهود كما هو حاصل في هذه الأيام.
فقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي أربع غارات فجر اليوم استهدفت مواقع تدريب للجيش النظامي السوري، ومقرًا للقيادة العسكرية، وبطاريات مدفعية تابعة للواء 90 في مدينة القنيطرة، وكذا في منطقة الطريق السريع بين دمشق والقنيطرة، دون أن يحرك النظام السوري ساكنًا، اللهم إلا بمزيد من القصف على شعبه الأعزل في عدة مناطق متفرقة يسيطر عليها الثوار.
وبغض النظر عن حقيقة منفذ عملية الانفجار الناجم عن قنبلة كانت مزروعة على الطريق قرب السياج الحدودي بالقرب من بلدة مجدل شمس القريبة من خط وقف إطلاق النار من هضبة الجولان بين "إسرائيل" وسورية، والذي أصاب دورية "إسرائيلية" كانت تمر هناك، وأسفر عن إصابة خمسة من أفراد الجيش "الإسرائيلي" بينهم ضابط حالته حرجة، فإن الغموض وكثير من الشكوك تحوم حول هذه العملية من عدة وجوه.
ومع أن أصابع الاتهام اليهودية توجهت إلى عناصر من حزب الله اللبناني بمساعدة النظام السوري، إلا أن تاريخ العلاقة بين اليهود والرافضة والنصيرية يؤكد عكس ذلك تمامًا، ويشير إلى أن جميع العمليات العسكرية أو حتى الحروب التي نشبت خلال السنوات السابقة بين الطرفين كانت مفتعلة وشكلية لخدمة مصالحهما، أما الرافضة من حزب الله وإيران ونظام الحكم السوري فلتأكيد أسطورة الممانعة والمقاومة التي خدعوا بها كثير من شعوب المنطقة العربية والإسلامية، وأما اليهود فلتأمين حراسة حدودهما الشمالية الذي يقوم بها نيابة عنها كل من حزب الله في لبنان وطاغية الشام في سورية.
وعلى فرض صحة هذه العملية فإنها عبارة عن طوق نجاة لخرافة وأسطورة مقاومة وممانعة الرافضة والنصيرية، بعد أن انكشف زيفها عالميًا وافتضح أمرها إسلاميًا، ولا يستبعد أن تكون العملية مدبرة أو على أقل تقدير ليست مفاجئة لليهود في "إسرائيل".
وعلى عكس المرات السابقة حيث كان النظام السوري يتلقى الضربة العسكرية والصفعة اليهودية دون أي تعليق أو حتى اعتراف بها، خرج بيان هذه المرة عن القوات المسلحة النصيرية يعترف بتلك الغارات، ويعترف بسقوط قتيل واحد من جنوده وإصابة سبعة آخرين بجروح فقط، محذرًا من "أن هذه المحاولات البائسة للتصعيد وتوتير الموقف من خلال تكرار هذه الأعمال العدوانية من شأنها أن تعرض أمن المنطقة واستقرارها للخطر، وتجعلها مفتوحة على كل الاحتمالات"، وكأنه يستجدي إعادة الهدوء إلى الحدود بينه وبين الكيان الصهيوني التي حافظ عليها طوال أربعة عقود من الزمان.
بل إن حزب الله اللبناني كان أكثر صراحة ووضوحا هذه المرة، وكفانا مؤنة التأكيد على عمالته وتآمره مع اليهود على أهل السنة، فقد بعث الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني الشيعي حسن نصر الله برسالة طمأنة إلى "الإسرائيليين" بأن حدود لبنان مع "إسرائيل" هادئة، وأن اهتمام الحزب موجه لسورية، وذلك من خلال الكشف عن وثيقة محضر لقاء جمع بين فيصل المقداد وزير خارجية الأسد، وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي.
وقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط من خلال المحضر قول بوغدانوف: "كان لي لقاء في بيروت مع محمد رعد وحسن نصر الله، حيث اجتمعت مع الأخير في منتصف الليل، واستمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة فجرًا.
قال لي: إن الأصدقاء في سورية هم الذين يحتاجون السلاح الآن، وتستطيعون أن تنقلوا لـ"الإسرائيليين" أن أهدأ مكان في الدنيا هو على الحدود اللبنانية الجنوبية، لأن كل اهتمامنا منصبٌّ على ما يجري في سورية، وأنه لا توجد لدينا نية لفعل شيء في هذه المنطقة (الحدود اللبنانية - الإسرائيلية)".
وأضاف بحسب المحضر: "أدركت أن هذا لمصلحة "إسرائيل"؛ لأن اهتمام "حزب الله" تحول إلى سورية بدلًا من "إسرائيل" فقط، وأنه أصبحت موارد "حزب الله" تستنزف في معارك سوريا".
وبغض النظر عن دقة عبارة "أن اهتمام حزب الله قد تحول إلى سورية بدلًا من "إسرائيل فقط"، فلم يكن يومًا اهتمام هذا الحزب مضايقة اليهود أو إزعاجهم على حدودهم الشمالية، بل على العكس من ذلك تمامًا، إلا أن المحضر يكشف عن شدة عداء الرافضة لأهل السنة، وأن عداؤهم يفوق أي عداء آخر، بل ربما لا يكون لهم عدو حقيقي إلا هم، ولعل أكبر دليل على ذلك ما يجري في كل من سورية والعراق من قتل وتهجير لأهل السنة على يد الرافضة.
إنه عصر افتضاح حقيقة الشيعة الرافضة التي كشف سترها وعراها تمامًا وأظهرها على حقيقتها ثورة الأحرار في سورية.
فهل ما يزال بعض أهل السنة يصدق أن الرافضة قد تعادي "إسرائيل" أو تقوم بأي عدوان عليهم إلا إذا كان مفبركًا أو متفقًا عليه مسبقًا؟!!
17/5/1435هـ
- التصنيف:
- المصدر: