الرسالة التي أبكتني!

منذ 2014-03-31

لا تنسونا من دعائكم فلعل دعوة بصدق منكم تخلصني مما أنا فيه من أسر.. إنما أشكو بثي وحزني إلى الله.. أدركوا البنات.. أدركوا الشباب.. أدركوا الأطفال.. أدركوا المسلمين...

اخترت لكم اليوم رسالة من تلك الرسائل قد لا تكون أكثرها تأثيرًا ولكنها نموذج لا زلت احتفظ فيه لأستشهد بها بعد أن استأذنت صاحبتها بشرط عدم ذكر الاسم أو أي بيانات قد تكشف هويتها تقول في رسالتها بعد السلام وعبارات الإطراء:

"كنت أبحث في الجوجل عن مواقع الإباحة وأدخلت تلك الكلمات إلى أن فوجئت بهذا الموضوع "تحذير: للبالغين فقط!"... في وسط الظلام هناك من ينيرون الطريق... نعم هناك من سخروا أنفسهم لخدمة الدعوة... لخدمة هذا الدين... الله أكبر... دمعات سالت من عيني، أين أنا من هؤلاء؟ أين أنا من هؤلاء؟... إلى متى الضياع وراء النفس والشهوات؟
لم يكد رمضان ينتهي حتى عدت إلى جرائمي.. في حق الله ثم في حق نفسي... يا لها من حياة... بالله عليكم لا تنسونا من دعائكم نحن الحيارى والمحرومون يا ترى هل لنا من عودة؟ أتأمل أحيانًا في المصير.. إلى أين..؟ لا أريد جوابًا أنا لن أستطيع أن أتغلب على نفسي والهوى والشيطان.. كلهم ضدي وأنا وحدي في هذا الطريق... ولا معين...
والآن بزغ أمامي هذا الموقع أو هذا النور ليجدد الأمل بالله.. ولكن الله أعلم لا أدري إلى متى سأصمد فقد حاولت مرارًا الرجوع عن هذا الطريق ولكن دون فائدة وها أنا قد عدت... لعلي نحو حتفي.. لا أدري بأي حال سأموت.. وهل بقي في الحياة خير؟... لا أظن... لن أطيل وكل ما أنشده من هذه الرسالة هو تشجيعكم وطلب الدعاء منكم للحيارى من الشباب والبنات المسلمين التائهين...
لا تنسونا من دعائكم فلعل دعوة بصدق منكم تخلصني مما أنا فيه من أسر.. إنما أشكو بثي وحزني إلى الله.. أدركوا البنات.. أدركوا الشباب.. أدركوا الأطفال.. أدركوا المسلمين بالله عليكم فقد اختاركم الله لخدمة دينه ويا لها من مكرمة فلا تياسوا أبدًا وتفاءلوا بالخير.. اسأل الله أن يسدد خطاكم يا أحبائي في الله.
إحدى التائهات في ظلمات الشهوات فريسة لأطماع المجرمين.. يا لها من حياة أسأل الله إن كان فيها من خير فليعجل به وإن لم يكن فمالي من البقاء بُد...
الأسيرة... تذكروني بدعوة في الثلث الأخير من الليل لعل فيها فكاكي".

 

هذه الرسالة أبكتني لأنها حملتني عبئًا كبيرًا لا أستطيع تحمله فمن أنا؟ وما مقدار العلم الذي أملكه؟ وما هي إمكانياتي المادية لاستغلها في الدعوة؟ ولكن هل أجلس وأكتفي بالبكاء والتمني؟ لا وألف لا..
هذه الرسالة صرخة في أذن الدعاة في جميع أنحاء العالم الإسلامي كفاكم نومًا هيًا استيقظوا وأنقذوا هؤلاء الذين اتبعوا أهواءهم فضلوا... هذه الرسالة وغيرها الكثير دليل على أن هناك خللًا في آلية الدعوة لا يمكن تجاهله.
أحبتي في الله في يوم من الأيام كنت أتهرب من سؤال وضع في الصفحة الرئيسية لأحد المواقع... كم شخصًا هداه الله على يديك؟

حتى لجأت إلى الله بدعاء خالص في سجودي دعوته ليجعلني خادمًا لهذا الدين واستجاب الله لي وأوحى لي بتلك المقالات والأفكار الدعوية فكان لها من التأثير الطيب ما لم أتوقعه أتدرون لماذا؟ لأنها خرجت من قلب غيور ناصح فلامست تلك القلوب وتشربتها، لأنني لم أعنف وأصرخ وأتشنج بل نصحت باللين وبالكلمة الطيبة، لأنني لم أدّعي المثالية ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون».

أحبتي في الله أنا لا أملك من العلم شيئًا يُذكر، فلم ادرس علوم الدين ومع هذا استطعت بتوفيق من الله وفضل أن أعيد المئات لجادة الحق بل إن بعضهم أصبح من حفظة كتاب الله، وامتهن البعض الآخر الدعوة إلى الله، وتحجبت فتيات وبعضهن تزوج برجال صالحين ولله الحمد، ولا أقول ذلك بدافع الرياء بل من أجل بث الحماس في صدوركم.

أيها الإخوة والأخوات... لا تحتقروا أنفسكم وإمكانياتكم وما لديكم من علم فقد أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال: «بلغوا عني ولو آية». فلا تستحقروا أي فكرة دعوية مهما كانت بسيطة ولا تترددوا في تقديم النصح لمن يحتاجه وابدأوا ببيوتكم ثم أصدقائكم وأقاربكم، واعلموا أن أكبر أذى ممكن أن يصيبكم قد أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو خير الخلق ما هو أكبر منه وأشد، ليجلس كل منا مع نفسه ويسألها محاسبًا إن لم تكن وظيفتنا في الحياة الدعوة لهذا الدين فما هي؟

أما أنتم يا من رزقكم الله العلم فتقاعستم وشغلتم أنفسكم بالتكفير وتتبع الزلات والانتقاص من العلماء والدعاة والتهجم على من يخالفكم في الرأي، وأصبح شغلكم الشاغل البحث عما يشدد على الناس في دينهم حتى نفرتم الناس بأساليبكم الجافة ووجوهكم المتهكمة وهيئتكم المخيفة، فإني ادعوكم إلى ترك ذلك كله وترك تلك العباءات والمشالح والبشوت المطرزة بالذهب والنزول من على العروش، والبحث عن مواطن الفساد ومجالس الشباب وتقديم النصح لهم كما أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، مقتدين به متبعين سنته وهديه في الدعوة، فهؤلاء يتأثرون بالكلام الطيب الخارج من قلب مؤمن ناصح محب للخير والقصص التي تؤكد كلامي كثيرة وليس هذا مجال ذكرها...

لنترك عن أنفسنا هذا التواكل فكلنا مسئول أمام الله عن هذا الضياع الذي يعيشه قسم كبير من الشباب المسلم... لتكن ثورة دعوية ذات آلية واضحة محددة الوسائل والأهداف نخرج منها بجيل مسلم قوي واع... إنها دعوة لكل من يملك العلم ولكل من يملك المال ولكل من يملك الوسائل لأن يسهم في إنقاذ الفئات التي جاءت في الرسالة، فجهود المفسدين كبيرة ووسائلهم خبيثة ونتائجها مخيفة تحتاج منا إلى جهد أكبر لمواجهتها وإحباطها.. إني ادعوكم بل أتوسل إليكم لتستيقظوا من سباتكم فوالله إن لم نتحرك الآن تحركًا مدروسًا فسيأتي وقت يستفحل فيه الفساد وحينها لن ينفعنا الندم.

في الختام أود أن أبشركم بأن صاحبة هذه الرسالة في أحسن حال ولله الحمد والفضل، لكنها وغيرها من الأحبة في الله بحاجة للدعاء فلا تبخلوا عليهم بالدعاء فهو أقل ما يمكنكم تقديمه.

هذا ندائي فهل من مجيب؟

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد.

وفقكم الله وسدد على دروب الخير خطاكم.

المصدر: موقع صيد الفوائد
  • 1
  • 0
  • 1,077

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً