من ثمار الرضا
فقد صح في مسلم من حديث العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً»، وقد أثبتت النصوص أن لمن حقق هذه الأمور وقالها معتقداً أجراً عظيماً، وفضلاً كبيراً وحسبك ما جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل سؤال الملكين: «من ربك، وما دينك، وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟» والحديث صحَّحه جمع من أهل العلم وتكلَّم فيه بعضهم بيد أن أصله في الصحيحين...
الحمد لله... وبعد؛
فقد صح في مسلم من حديث العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «العلم وتكلَّم فيه بعضهم بيد أن أصله في الصحيحين.
ففي البخاري عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم من الآية:27]».
وفي مسلم عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}، قَالَ: « {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ}» والجواب الصواب لهذه الأسئلة لا يُوفَّق إليه إلاّ من وُفِّق للرضا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً في الدنيا، فمن حقق ذلك عرف الجواب، تدلك على ذلك الآية: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:27].
وقد جاءت نصوص ببيان بعض ثمار التوفيق لتحقيق الرضا بتلك الثلاثة غير ما سبق منها ما يلي:
1- ما صح عند مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «
2- وروى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « »(قال الألباني: "إسناده صحيح"، وصحَّحه ابن حبان، والحاكم، والذهبي).
3- وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « » (وقد حسَّنه جمع من أهل العلم، وذهب الألباني إلى تضعيفه في سلسلة الأحاديث الضعيفة: [11/33] [5020]، وبسَّط القول وتعقَّب من حسَّنه)، ومثله في فضائل الأعمال مما يُعمَل به، والله ذو الفضل العظيم.
4- وعن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « »[1].
5- وأخيراً؛ من ثمارها ما في حديث مسلم: « ».
وفي هذه الأحاديث الترغيب وبيان الفضل الكبير المترتب على قول هذه الكلمات، وكما لا يخفى فإن ما رتب عليها من شرطه العمل بمقتضاها كما قيل فيمن قال: لا إله إلاّ الله، فمن قالها وحققها كان له ذلك الأجر الموعود في العاجل والآجل والبرزخ، وهو كما دلَّت الآثار:
أولاً: يجد حلاوة الإيمان، ومن وجد تلك الحلاوة لم تنغص عيشه سائر العوارض والآفات الأرضية.
ثانياً: يُغفر له ذنبه كما في صحيح مسلم وذلك لمن التزم قولها بعد سماع الأذان.
ثالثاً: توجب لصاحبها الجنة، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند أبي داود.
رابعاً: يُرضيه الله عز وجل يوم القيامة، وهذا وإن كان قد جاء في حديث فيه ضَعف؛ إلاّ أن معناه صحيح، فمن غُفِر له ذنبه، وأُدخِل الجنة، فقد أرضاه الله عز وجل، وقد أخبر الله عن أهل الجنة في عدة آيات أنه رضي عنهم ورضوا عنه.
خامساً: كان من أهل الكرامة يوم القيامة، فدخوله الجنة دخول محفيٌ به معنيٌ بشأنه، كما في حديث منيذر رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: « »، فيا لها من كرامة.
وقبل ذلك تثبيته في هذه الحياة، وتثبيته في القبر عند السؤال.
نسأل الله أن يُلهِمنا قولها وأن يُلزِمنا تحقيقها، وأن يُثبِّتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- (قال المنذري في الترغيب والترهيب: "إسناده حسن،" قال: "رواه الطبراني بإسناد حسن"، قال الألباني في السلسلة الصحيحة: [6/185] [2686]: "و كذا قال الهيثمي في المجمع [10/116]، فتعقبه الحافظ ابن حجر فيما علقه عليه، فقال: "قلت: فيه رشدين، وهو ضعيف"، قلت -أي الألباني-: "و كنت اتبعته على هذا في التعليق الرغيب، وعليه أوردته في ضعيف الترغيب، ثم تبيَّن لي أن رشدين لم يتفرَّد به...". إلى أن قال: "فبهذه المتابعة ثبت الحديث والحمد لله، ثم إن الحديث عند الطبراني في المعجم الكبير: [20/355/838] بسندٍ صحيح عن رشدين به" ثم ذكر أن له طرقاً صحيحة أخرى، والحمد لله).
- التصنيف:
- المصدر: