التربية بين روح التعاون والفردية

منذ 2014-04-07

إن نظامنا الإسلامي يعمل على أن يشعر كل فرد من أفراده بأنه لبنة في البناء يستمد منه ويمده ،هذا الذي أراده الإسلام وهذه التربية التي تربي ملكة التعاون .

أما تربيتنا فهي تنمي الفردية وتشعر كل فرد بأنه يستطيع أن يعيش وحده ويمضي في أموره وحده .

ولقد نشأ من هذا فقدان روح الجماعة وتعذر قيام جماعة بمشروع ما لأن التعاون مع الجماعة اعتياد .

ولقد تعودنا أن نعمل فرادى ونشأ عن ذلك أيضاً عدم ثقة الأفراد بعضهم ببعض ،والمؤسف أن الروح التي تسود المجتمعات الإسلامية هي روح النقد الممزوجة بالسخرية وعدم الثقة والشدة في التجريح ،كأنما يريد الفرد أن ينتقم من عدو له يعامله معاملة أشد ما تكون غلظة وفظاظة معتمداً بأن خصمه سيئ الخلق يستحق هذا النوع من المعاملة .

والحق أنّا ربينا على ألا يحترم الواحد منه أخاه .

ألا نصدق الحديث ؟ألا نتسامح في الكذب ؟ألسنا نعد ولا نفي ؟

أنعدل في الخصومات التي تقع بيننا ؟ أندرك ما لنا وما علينا إدراكاًً صحيحاً وننصف من انفسنا ؟

ألست ترى القذى في عين أخيك ولا ترى الجذع في عينك ؟...

 --------------

من كتاب من كتاب المسؤولية ص 27-28 للدكتور محمد أمين المصري رحمه الله بتصرف يسير ...محمد المصري .

  • 0
  • 0
  • 722

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً