مسار الأسرة - رؤيتنا(2)

منذ 2014-04-08

3-  كل محرّم موصول بشكل من أشكال الضرر:

فالمصلحة الحقيقية حيث شرْع الله، وكما قال ابن القيم: "شريعة الإسلام رحمة كلها؛ وعدل كلها؛ ومصلحة كلها... وليس هناك محرّم أو مكروه أو مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وفيه نوع من الضرر والأذى، وهو شامل للماديات والمعنويات، فالكذب والخيانة والغيبة والسرقة والفحش في القول وأكل الربا وشهادة الزور، كل هذا موصول بنوع من الضرر الذي يعود علينا، ليس فقط في أخرتنا ولكن في دنيانا أيضا".
لذلك كلما ارتقت الأسرة المسلمة، وجدت نفسها أشد تنزها وابتعادا عن المنهيات والمخالفات.

4- مصلحة أسرتنا هي عين مصلحة أمتنا:

إن معقد الابتلاء في حياتنا الاجتماعية يتمثل في الاختلاف في أهوائنا وأمزجتنا ورؤانا ومصالحنا، وسننجح في الاختبار إذا تجاوزنا المظهر إلى الجوهر، والشكل إلى المضمون، وذلك أن علاقتنا بأمتنا هي علاقة الجزء بالكل، علاقة العضو بالجسد، «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»؛ (رواه البخاري ومسلم)، فهي علاقة اللبنة بالجدار، وما مجتمعنا إلا مجموع أسرنا، فإذا صلحت صلح وإن فسدت فسد.
فالأموال العامة مثلا؛ مصلحة الجميع وصونها يقع على كل واحد منا، فنحن حُماتها ولسنا من يضيعها أو يفرط فيها.
بذلك نكون خدمنا أنفسنا بتخليصها من رذيلة الشح والأنانية والدوران في فلك المصالح الشخصية، ونحن أيضا نفعنا امتنا إذ جسَّدنا المبادئ والقيم التي تؤمن بها الأمة.

5- لدى أطفالنا أمور كثيرة لا ينضجها إلا الزمن:

فالإنسان لا يدرك الكمال مرة واحدة ولا بد من التدرج في البناء والصبر على خلل الصغار والله تعالى يقول: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} [الأحقاف:15]؛ وفي ذلك دليل على استمرار تطوره وارتقاءه وتعلمه وحتى الأشد ليس النهاية الكلية، فما يقع من الطفل من خلل لا يحتاج إلى بتر أو يأس وإنما يحتاج إلى تطوير وتوجيه وقدوة مستمرة تؤتي ثمارها مع الزمن.
وهذا يعني:

  • التسامح مع أخطاء الأبناء فهم قد يعرفون أن هذا الفعل خاطئ، لكن درجة ضبطهم لأنفسهم وعواطفهم تكون دون الدرجة المطلوبة.
  • التواصل معهم بشكل دائم حتى ننقل لهم خبراتنا.
  • الإجابة على أسئلتهم وتساؤلاتهم بصبر وسعة صدر.

ويلزم الكبار لتحقيق ذلك تذكّر أيام الصبا.

________________

ملخص من كتاب "مسار الأسرة" لـ: "عبد الكريم بكار"

  • 0
  • 0
  • 3,861
المقال السابق
(1) رؤيتنا
المقال التالي
رؤيتنا(3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً