هل وصلتك الرسالة؟

منذ 2014-04-21

حين تخشى الله وترجو ثوابه، وحين تهاب الموقف الأعظم يوم القيامة، وحين تجلي صدأ قلبك بالذكر المتواصل، عندئذ تنقشع الظلم من حياتك وتزال الأكنة من على قلبك، والوقر من أذنك، وترى ما لم تكن تراه من قبل..

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب:21]، إنها رسالة موجهة لمن يعلم حقيقة الدنيا وزخرفها، لمن فطن إلى الصواب، لمن جعل الآخرة نصب عينيه، وكذلك هي موجهة للغافل عن ذلك، حيث ترسم له طريق التأسي بالرسول..

فتقول: "إنك لن تستطيع الاقتداء إلا حين تخشى الله وترجو ثوابه، وحين تهاب الموقف الأعظم يوم القيامة، وحين تجلي صدأ قلبك بالذكر المتواصل، عندئذ تنقشع الظلم من حياتك وتزال الأكنة من على قلبك، والوقر من أذنك، وترى ما لم تكن تراه من قبل، تتدبر ما لم تكن تفطن إليه سابقاً، وتندم على ما فاتك وعلى ما فرطت، وما قصرت، وتعزم على سلوك الصراط المستقيم وسراجك فيه كتاب الله وسنة رسوله وسيرة رسوله وخلقه".

إن عدم فهمنا لمعنى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يثبط العزائم عن النهوض وعلو الهمة للوصول إلى أعلى مستوى إيماني وعملي يرضي الله، حيث نقول: أين نحن من الرسول؟ إنه نبي! وما ذلك إلا مدخل من مداخل الشيطان تدحضه هذه الرسالة التي معنا..

حيث التأسي ميسور وعدته هي الإيمان والخشية، والذكر فإذا ما توفرت العدة كان الانتصار على النفس وبلوغ أسمى المرامي والمنازل عند الله، لقد نزل القرآن فى رمضان، ولقد كان خلق الرسول ممثلاً لما في القرآن (كان قرآنا يمشي بين الناس)، وكان صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، فلتكن نيتنا في رمضان أن نتخلق بخلق نبينا، وأن نغرس الخشية في قلوبنا، ونرطب بالذكر ألسنتنا، حتى نكون أقرب الناس يوم القيامة مجلساً من رسولنا، وذلك عن طريق التأسي به.

 

نادية عدلي

المصدر: مجلة التبيان
  • 1
  • 0
  • 847

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً