صور للقتل الذي يحدث في بعض مدارسنا وبيوتنا ومجتمعاتنا!!
منذ 2008-01-10
فرد علي بكلمة قاسية حطمتني وجعلتني أمسح من رأسي هذه الأمنية، وقد كان هذا الموقف في بداية دراستي الجامعية....
كل واحد منا يتطلع إلى أن يحقق أكبر
قدر من النجاحات والإبداعات في حياته, فيفكر في كل ما من شأنه الوصول
به إلى معالي الأمور, مهما كلفه من جهد ووقت.
ومن المسلَّم به أن ثمة عوائق تعترض في طريق النجاح والإبداع, فتمنع أو تعيق من التقدم والوصول, وهذا حال هذا الطريق فقد ملئ بالمصاعب والمشاق.
والمتأمل لسير الناجحين والمبدعين يجد أنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه, إلا بالجد والاجتهاد والمثابرة, مما جعلهم يتمكنون من تخطي هذه العوائق.
والعوائق تتنوع وتتشكل على حسب الزمان والمكان, فقد تكون مادية أو جسدية أو اجتماعية أو نحو ذلك, وهنا تختلف همم الناس في التعامل معها, وكثيرًا ما تتلاشى أمام الإصرار والهمة العالية.
ولكن هناك عوائق يغفل عنها أكثر الناس, ولا يتفطنون لها, وهي لا تعيق فحسب, بل قد تقف حاجزًا منيعًا في طريق النجاح والإبداع, بل قد تعرقل وتحطم كل الآمال والتطلعات.
وهذه العوائق عبارة عن كلمات سيئة وأوصاف جارحة تفتك فتكا! بل تقتل قتلا! حتى لا تبقي أي أثرٍ بعدها!
ومما يزيد في خطورتها أن من تصدر منه, قد لا يقدّر ضررها وكذلك قد يلقيها وهو يشعر أولا يشعر!
لذلك أعتبرُ أنها من أشد العوائق في طريق النجاح والإبداع, وأن كل عائق قد لا يكون صعبًا عندما يكون هناك همة عالية ومصابرة ومثابرة.
أما هذه الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة قلّ من ينجو من أثرها! لأن مكمن الخطر فيها التحطيم النفسي الذي يُشعر بالنتيجة المسبقة وهي الفشل في سلوك هذا الطريق أو ذاك! فصارت بمثابة الرصاصة التي قضت على ما تبقى من معاني النجاح!
ما أريد الوصول إليه هو أن هناك من المربين من الآباء والأمهات والمدرسين وكذلك من بعض الأقارب والأصدقاء، ممن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بقتل الإبداع والنجاح في نفوس من حوله وكذلك فيمن يكون تحت يده بهذه الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة.
وهذا القتل يتم من خلال صور متعددة، تحدث كثيرًا في المجتمع وبشكل كبير وللأسف!
ومن هذه الصور:
كلمة قاسية تحطم مستقبل هذا المتربي.
أو وصف جارح يصطبغ به الابن حتى يكون صفة له لا تكاد تفارقه.
أو من خلال مقارنة بحال سيئ، كأن يقال أنك ستكون مثل فلان.
أو من خلال إطلاق الأحكام التعسفية المسبقة.
ولعل في الأمثلة التالية مزيد توضيح وبيان:
فمثلا تجد بعض المدرسين يطلق بعض الأوصاف الجارحة والكلمات السيئة لبعض الطلاب،
فيقول مثلا: مستقبلك في حرفة دنيئة! أو أنك لا تفهم! أو المشكلة ليست فيك وإنما في من أوصلك إلى هذه المرحلة وأنت لا تعرف! وهكذا من هذه الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة التي تضر بالمتربي المسكين أيما ضرر! فبدل أن يعالج الموقف صار سببًا في تأزمه!
وقد حدثني أحد الفضلاء بموقف حصل لأحد الطلاب في الفصل:
حيث يقول الطالب عن نفسه: بينما المدرس يشرح إذ سمعنا صوت شاحنة كبيرة مرت بجانب المدرسة.
فقال المدرس لي: يا فلان مستقبلك سواق تريله!!
يقول هذا الطالب: فصار هذا الوصف لا يفارقني فقد تحطمت وأخفقت في دراستي! بينما من حولي من إخواني درسوا ونجحوا وخدموا المجتمع في أماكن مرموقة.
وهذا الموقف يحصل يوميا في مدارسنا وللأسف الشديد، ويصدر من مدرسين وأناس لا يعون ضرر ما يتلفظون به من إطلاقٍ للأوصاف الجارحة والكلمات السيئة, هنا وهناك.
وعلى صعيد الآباء والأمهات، فحدث ولا حرج، من أطلاق الأوصاف السيئة, والكلمات البذيئة لأبنائهم.
فكم من الأبناء ممن صار يسمي نفسه بوصف سيئ كان مصدره من أحد والديه أو من كلاهما حتى عرف بهذا الوصف!! واشتهر بين إخوانه بل وأقاربه وجيرانه! فاقتنع هذا الابن المسكين أن هذا هو الوصف المناسب له! فتدهورت حياته، وصار همه كيف يلبي شهوة بطنه وفرجه.
وكذلك على مستوى الأصدقاء، كم من صديق أوهم صديقه بأنه غير مناسب لأن يكون في صفوف الناجحين والمبدعين، فصدق هذا الوهم.
ومما أذكره أن أحد الزملاء حصل له موقف حطمه كثيرًا وصرفه عن ما كان يخطط له.
فيقول لي وهو يتجرع الألم: أني ذات مرة كنت مع أحد الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث، فحدثته عن أمنيتي بأن أكون معيدًا في الجامعة.
فرد علي بكلمة قاسية حطمتني وجعلتني أمسح من رأسي هذه الأمنية، وقد كان هذا الموقف في بداية دراستي الجامعية.
والمواقف والقصص أكثر من أن تحصر وللأسف الشديد.
لذلك أرى إن لم يستطيع المربي إطلاق الكلمات المشجعة والأوصاف الطيبة أن يسكت ولا يتكلم بما يجرح من تحت يده، وإن كان الأولى اختيار الكلمات والأوصاف التي تزيد في همة المتربي.
وأن يلقب النشء بأوصاف لها وقعها حتى يحرص على أن يحققها، وذلك بأن يحاول المربي من الآباء والمدرسين أن يتلمسوا قدرات المتربي وما يهواه مما يكون فيه نفع لنفسه ولغيره.
وكذلك يصان المتربي ويحمى من الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة والتي قد تطلق عليه هنا أوهناك فيبين له كيفية التخلص منها حتى لا تكون عقدة في طريقه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
14/10/1428هـ
ومن المسلَّم به أن ثمة عوائق تعترض في طريق النجاح والإبداع, فتمنع أو تعيق من التقدم والوصول, وهذا حال هذا الطريق فقد ملئ بالمصاعب والمشاق.
والمتأمل لسير الناجحين والمبدعين يجد أنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه, إلا بالجد والاجتهاد والمثابرة, مما جعلهم يتمكنون من تخطي هذه العوائق.
والعوائق تتنوع وتتشكل على حسب الزمان والمكان, فقد تكون مادية أو جسدية أو اجتماعية أو نحو ذلك, وهنا تختلف همم الناس في التعامل معها, وكثيرًا ما تتلاشى أمام الإصرار والهمة العالية.
ولكن هناك عوائق يغفل عنها أكثر الناس, ولا يتفطنون لها, وهي لا تعيق فحسب, بل قد تقف حاجزًا منيعًا في طريق النجاح والإبداع, بل قد تعرقل وتحطم كل الآمال والتطلعات.
وهذه العوائق عبارة عن كلمات سيئة وأوصاف جارحة تفتك فتكا! بل تقتل قتلا! حتى لا تبقي أي أثرٍ بعدها!
ومما يزيد في خطورتها أن من تصدر منه, قد لا يقدّر ضررها وكذلك قد يلقيها وهو يشعر أولا يشعر!
لذلك أعتبرُ أنها من أشد العوائق في طريق النجاح والإبداع, وأن كل عائق قد لا يكون صعبًا عندما يكون هناك همة عالية ومصابرة ومثابرة.
أما هذه الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة قلّ من ينجو من أثرها! لأن مكمن الخطر فيها التحطيم النفسي الذي يُشعر بالنتيجة المسبقة وهي الفشل في سلوك هذا الطريق أو ذاك! فصارت بمثابة الرصاصة التي قضت على ما تبقى من معاني النجاح!
ما أريد الوصول إليه هو أن هناك من المربين من الآباء والأمهات والمدرسين وكذلك من بعض الأقارب والأصدقاء، ممن يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بقتل الإبداع والنجاح في نفوس من حوله وكذلك فيمن يكون تحت يده بهذه الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة.
وهذا القتل يتم من خلال صور متعددة، تحدث كثيرًا في المجتمع وبشكل كبير وللأسف!
ومن هذه الصور:
كلمة قاسية تحطم مستقبل هذا المتربي.
أو وصف جارح يصطبغ به الابن حتى يكون صفة له لا تكاد تفارقه.
أو من خلال مقارنة بحال سيئ، كأن يقال أنك ستكون مثل فلان.
أو من خلال إطلاق الأحكام التعسفية المسبقة.
ولعل في الأمثلة التالية مزيد توضيح وبيان:
فمثلا تجد بعض المدرسين يطلق بعض الأوصاف الجارحة والكلمات السيئة لبعض الطلاب،
فيقول مثلا: مستقبلك في حرفة دنيئة! أو أنك لا تفهم! أو المشكلة ليست فيك وإنما في من أوصلك إلى هذه المرحلة وأنت لا تعرف! وهكذا من هذه الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة التي تضر بالمتربي المسكين أيما ضرر! فبدل أن يعالج الموقف صار سببًا في تأزمه!
وقد حدثني أحد الفضلاء بموقف حصل لأحد الطلاب في الفصل:
حيث يقول الطالب عن نفسه: بينما المدرس يشرح إذ سمعنا صوت شاحنة كبيرة مرت بجانب المدرسة.
فقال المدرس لي: يا فلان مستقبلك سواق تريله!!
يقول هذا الطالب: فصار هذا الوصف لا يفارقني فقد تحطمت وأخفقت في دراستي! بينما من حولي من إخواني درسوا ونجحوا وخدموا المجتمع في أماكن مرموقة.
وهذا الموقف يحصل يوميا في مدارسنا وللأسف الشديد، ويصدر من مدرسين وأناس لا يعون ضرر ما يتلفظون به من إطلاقٍ للأوصاف الجارحة والكلمات السيئة, هنا وهناك.
وعلى صعيد الآباء والأمهات، فحدث ولا حرج، من أطلاق الأوصاف السيئة, والكلمات البذيئة لأبنائهم.
فكم من الأبناء ممن صار يسمي نفسه بوصف سيئ كان مصدره من أحد والديه أو من كلاهما حتى عرف بهذا الوصف!! واشتهر بين إخوانه بل وأقاربه وجيرانه! فاقتنع هذا الابن المسكين أن هذا هو الوصف المناسب له! فتدهورت حياته، وصار همه كيف يلبي شهوة بطنه وفرجه.
وكذلك على مستوى الأصدقاء، كم من صديق أوهم صديقه بأنه غير مناسب لأن يكون في صفوف الناجحين والمبدعين، فصدق هذا الوهم.
ومما أذكره أن أحد الزملاء حصل له موقف حطمه كثيرًا وصرفه عن ما كان يخطط له.
فيقول لي وهو يتجرع الألم: أني ذات مرة كنت مع أحد الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث، فحدثته عن أمنيتي بأن أكون معيدًا في الجامعة.
فرد علي بكلمة قاسية حطمتني وجعلتني أمسح من رأسي هذه الأمنية، وقد كان هذا الموقف في بداية دراستي الجامعية.
والمواقف والقصص أكثر من أن تحصر وللأسف الشديد.
لذلك أرى إن لم يستطيع المربي إطلاق الكلمات المشجعة والأوصاف الطيبة أن يسكت ولا يتكلم بما يجرح من تحت يده، وإن كان الأولى اختيار الكلمات والأوصاف التي تزيد في همة المتربي.
وأن يلقب النشء بأوصاف لها وقعها حتى يحرص على أن يحققها، وذلك بأن يحاول المربي من الآباء والمدرسين أن يتلمسوا قدرات المتربي وما يهواه مما يكون فيه نفع لنفسه ولغيره.
وكذلك يصان المتربي ويحمى من الكلمات السيئة والأوصاف الجارحة والتي قد تطلق عليه هنا أوهناك فيبين له كيفية التخلص منها حتى لا تكون عقدة في طريقه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
14/10/1428هـ
المصدر: طريق الإسلام
- التصنيف:
ياسر نصير
منذAHMED MAGOUA
منذأبو المنذر الجزائري
منذmmohamed amine
منذأكرم .
منذamr elsharoud
منذالمتحجبة
منذ