ظن المستيقن بالبراءة
مع انتشار حرفة الشائعات وإمكان إلصاق التهم ونشرها بسهولة، لتصل إلى الآفاق في ثوان معدودات عبر وسائل الاتصال المختلفة.. لا بد لنا من وقفة تجاه من لحقته الإساءة، خاصة مع تحكم العصبية والانتصار للرأي أو الجماعة، أو الحزب أو الشيخ، أو حتى الفكرة..
مع انتشار حرفة الشائعات وإمكان إلصاق التهم ونشرها بسهولة، لتصل إلى الآفاق في ثوان معدودات عبر وسائل الاتصال المختلفة، والتي تبلغ آقاصي الأرض وتمر أسرع من البرق، لا بد لنا من وقفة تجاه من لحقته الإساءة، خاصة مع تحكم العصبية والانتصار للرأي أو الجماعة، أو الحزب أو الشيخ، أو حتى الفكرة..
هل فقط نسكت عند سماع السوء عن غيرنا مما نعلم عنه الخير؟
هل نرفض مجرد الاستماع والنشر؟
هل ننتصر له وفي قلبنا شك؟
الإجابة لدى أبي الحيان الأندلسي وهي: "الدفاع عنه دفاع المستيقن بالبراءة، طالما الأمر في حيز الاتهام بلا دليل ولا برهان بين".
قال أبو حيان الأندلسي: "فيه تنبيه على أنَّ حقَّ المؤمن إذا سمع قَالَةً في أخيه، أن يبني الأمر فيه على ظنِّ الخير، وأن يقول بناء على ظنِّه: هذا إفك مبين، هكذا باللفظ الصريح ببراءة أخيه، كما يقول المستيقن المطَّلع على حقيقة الحال، وهذا من الأدب الحَسَن" (البحر المحيط في التفسير لأبي حيان الأندلسي:8/21-22).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: