دموع المآذن - (5) بوابة الرحمات

منذ 2014-04-30

الصلاة هي بوابة الرحمات، بل هي مفتاح الكنز، الذي من حصله حاز الخيرات، فرحم الله عبادًا نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم، فرضي ربهم بأعمالهم وعجل لهم بشراهم..

بل الصلاة هي مفتاح الرزق، قال الله: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى . وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:31-32].

أقبل رجل إلى ثابت البناني يستعين به على حاجة يريدها من بعض الكبراء، فمضى معه ثابت، فجعل لا يمر بمجسد إلا نزل فصلى ركعتين، حتى وصل إلى الرجل فكلمه في الحاجة، فقضاها من فوره، فالتفت ثابت إلى صاحبه فقال: "لعله شق عليك وقوفي عند كل مسجد، وصلاتي"، قال: "نعم"، قال: "ما صليت صلاة، إلا طلبت إلى الله تعالى في حاجتك أن يقضيها، وها هي قد قضيت".

نعم! الصلاة هي بوابة الرحمات، بل هي مفتاح الكنز، الذي من حصله حاز الخيرات، فرحم الله عبادًا نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم، فرضي ربهم بأعمالهم وعجل لهم بشراهم..

لهم مع الصلاة أخبار، في الليل والنهار، فهم في الليل، من الذين: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:16-17].

وهم في النهار من: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال:2-4]

نعم! الصلاة بها يفتح الباب، ويرفع الحجاب، إنها مفتاح السعادة..
فإذا أجدبت الأرض، وانقطع القطر، وهلك المال، وجاع العيال، فإن الصلاة هي المفتاح، فنصلي صلاة الاستسقاء، وإذا هم العبد بشيء من أمره، أو احتار في فعل شيء وتركه، فإن الصلاة هي المفتاح، فيصلي صلاة الاستخارة.

وإذا أذنب أو عصى، شرعت له الصلاة.
وإذا ضاق به الصدر، وتعسر الأمر، شرعت له الصلاة.
وإذا كسفت الشمسُ أو القمرُ، شرعت الصلاة.
فهي رأس القربات، وغرة الطاعات.
هي راحة العبّاد الأبرار، وقرة أعين المتقين الأطهار.

-----------------------------------------------

من كتاب: (دموع المآذن)، للشيخ: محمد بن عبد الرحمن العريفي

محمد بن عبد الرحمن العريفي

دكتور وعضو هيئة التدريس بكلية إعداد المعلمين

  • 4
  • 0
  • 3,838
المقال السابق
(4) الصلاة والمعارك
المقال التالي
(6) الصلاة تعلمنا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً