{سلامٌ عليكم بما صبرتم}
تمرّ الدقائق، والساعات.. والأيام.. والأشهر.. ورسائل ربّي تنزل إلي تترى..
أتصفح حساب الفيسبوك.. فأمر بآية هنا وحديث هناك.. وقول هنا وقصة هناك..
بعادتي أمر على رسائل كهذه مرور السحاب... قد أشارك ما أقرأ على حائطي.. ولكني لا أتيح لنفسي التفكر في كل رسالة أقرأها..
{سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚفَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:24]..
هذه المرة.. كانت الرسالة من الله.. من كلامه...
{سلامٌ عليكم بما صبرتم}...
علام صبروا يا ربّي.. هؤلاء الذين تبوؤا من الجنة غرفا؟
علام صبروا يا ربّي... السابقون السابقون.. المكرمون.. في جنات النعيم؟
لا بدّ أنهم عانوا كثيرًا حتى قلت فيهم يا ربي.. {سلام عليكم بما صبرتم}!
كيف لا.. وهم الذين باعوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله؟
هم الذين {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة:16]..
كيف لا... وهم الذين {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذاريات:17-19]..
كيف لا.. وهم الذين عاشوا لإعلاء راية التوحيد ونصرة دين الإسلام..
كيف لا... وهم الذين لم يهجروا يومًا كتاب الله!
كيف لا... وهم الذين حملوا قلوبًا كقلوب الطير... قلوبا سليمة بيضاء...
ومع ذلك كان يشتد بكاؤهم إذا ما سمعوا {ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد:16]..
كيف لا.. وهم الذين عبدوا الله كأنهم يرونه... كيف لا وهم المحسنون السبّاقون إلى جناتِ الخلد...
أما نحن...
أما أنا...
فلم أصبر على تعب يومٍ شاقٍ لأصلي ركعتي قيام...
لم أصبر على حرّ يومٍ أصومه لله..
لم أصبر على كلام المستفزين فأكظم غيظي..
لم أصبر على البلاء الذي أنزله الله...
لم أصبر على شيء... أنا بالكاد أصبر على نفسي...
يا ربّي...
اللهم عاملني بما أنت أهله، ولا تعاملني بما أنا أهله
- التصنيف: