لماذا سجنوها؟

منذ 2008-04-02

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}

كانت داعية إلى الله تعالى داعية بكل ما تحمله هذه الكلمة من المعاني السامية، همها نشر الخير والهداية للناس، وهي على قدر كبير من الثقافة.

الأخت الفاضلة "زينب الغزالي" التي اخترقت مراحل عصيبة.. ودامية من التعذيب والتنكيل ولكن الثقة بالله تعالى.. وحلاوة الإيمان.. والإرادة الشامخة جعلها تصبر.. وتصبر.. وتصبر..


ففي 20 أغسطس سنة 1965م.. اقتحموا منزلها دون استئذان.. ولما طلبت منهم إذناً بالتفتيش قالوا: أي إذن يا مجانين نحن في عهد.. نفعل ما نشاء بكم.

وأخذوها إلى السجن.. وهي صابرة محتسبة أمرها لله رب العالمين، وجاء الأمر بسجنها في غرفة 24..


وها هي تتحدث وتقول: وفتح باب لحجرة مظلمة فدخلتها ثم أغلقوا بابها. ابتلعتني الحجرة فقلت: باسم الله، السلام عليكم..
وأغلق الباب وأضيئت الكهرباء قوية.. إنها للتعذيب!!

الحجرة مليئة بالكلاب.. لا أدري كم؟ أغمضت ووضعت يدي على صدري من شدة الفزع، وسمعت باب الحجرة يغلق بالسلاسل والأقفال، وتعلقت الكلاب بكل جسمي، رأسي و يدي، صدري وظهري، كل موضع في جسمي أحسست أن أنياب الكلاب تعرض فيه!


فتحت عيني من شدة الفزع وبسرعة أغمضتها لهول ما أرى.. ووضعت يدي تحت إبطي وأخذت أتلو أسماء الله الحسنى مبتدئة "يالله.......... يالله".

وأخذت أنتقل من اسم إلى آخر، فالكلاب تتسلق جسدي، أحس أنيابها في فروة رأسي، في كتفي في ظهري، أحسها في صدري، في كل جسدي، أخذت أنادي ربي قائلة:

اللهم اشغلني بك عمن سواك، اشغلني بك أنت يا إلهي يا واحد أحد، يا فرد يا صمد، خذني من عالم الصورة، اشغلني عن هذه الأغيار كلها، اشغلني بك، أوقفني في حضرتك، اصبغني بسكينتك، ألبسني أردية محبتك، ارزقني الشهادة فيك والحب فيك والرضا بك والمودة لك وثبت الأقدام يا الله، أقدام الموحدين...


كل هذا كنت أقوله بسرّي، فالكلاب ناشبة أنيابها في جسدي.. مرت ساعات ثم فتح الباب وأخرجت من الحجرة. كنت أتصور أن ثيابي البيضاء مغموسة في الدماء، كذلك كنت أحس وأتصور أن الكلاب قد فعلت، لكن يا لدهشتي، الثياب كأن لم يكن شيء، كأن نابا واحداً لم ينشب في جسدي!!

سبحانك يا رب، إنه معي ـ بعلمه ـ، يا الله هل أستحق فضلك وكرمك؟ يا إلهي لك الحمد!! كل هذا أقوله في سري..


وتعجب السجان أشد العجب عندما علم أن الكلاب لم تمزقها.

ولا أعلم ما سر تعجب السجان وغيره.. ألم يقل سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]؟

وهذا من نصرالله تعالى لها ثم واصلوا تعذيبها.. مبتدئين بخطوة الكلاب.. وتمر على الداعية زينب الغزالي.. الثواني.. الدقائق.. الساعات.. الأيام.. الأشهر.. السنون.

وهي قابعة في غياهب السجون، متفننين بتعذيبها...


واقع تعيشه الآن بعض أخواتك في الله المنتشرات في شتى بقاع العالم،


وزينب بالرغم من ذلك صابرة محتسبة الأجر من العلي القدير، إنها ثابتة لثقتها بالله تعالى... وقوة الإيمان تصنع الأعاجيب، وتصنع ما لم يطرأ على الفكر البشري!


فيا أختي الفاضلة.. أرجو منك قراءة كتاب (أيام من حياتي) لزينب الغزالي، ذلك الكتاب الذي جسدت به أيامها التي قضتها خلف القضبان.


كتبته بأحاسيس في كل حرف... كلمة... جملة.... ورقة، والقابع وراء القضبان الحديدية أدرى بالإفاضة آلامه... وصبره... ومحنته... وقادر على رسم تلك المأسي على مداد قلمه المجروح وما عند الله خير وأبقى..

  • 5
  • 1
  • 9,630
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] انا تعرض لمثل هذا ظلما وزورا ونجانى الله ربنا ىكرمها ويثيبها [[لم يعجبني:]] هؤلاء الفجر اخذهم الله اوهداهم فى كل مكان زبانية جهنم
  • ام عبدالله

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبنى صبرهاقال عز وجل:((ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز))...((إن الله مع الصابرين))
  • سراج

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني صبرها وثقتها فى الواحد الاحد [[لم يعجبني:]] سوء المعاملة والتعذيب
  • أسامة عوف

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, هذه همم النساء , فأين همم الرجال , جزى الله هذه الداعية كل خير و أورثها و ايانا الفردوس الأعلى من الجنة ,قال الله تعالى ,,( ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسون ,ان المتقين فى جنات و نهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر) و السلام . [[لم يعجبني:]] قال الله تعالى ,, ( ان الذين فتنوا المؤمنبن و المؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق) .ربنا يهدينا و يهدى أهل الظلم ,أمين .
  • عائشة

      منذ
    [[أعجبني:]] أضيف صوتي الى صوت صاحب المقال لأنصح المسلمين في كل مكان وان كنت لست أهلا لأن أقدم النصيحة لغيري بقراءة هذا الكتاب (أيام من حياتي) ليتعرفو على أمثال هؤلاء الموحدين العظماء الذين صمدوا في وجه الباطل لوجه الله تعالى ولنشر الاسلام والحق [[لم يعجبني:]] كيف لا يعجبني شئ وهو مقال عن أمنا الفاضلة زينب الغزالي أسأل الله تعالى أن يجمعنا بها وبامثالها في جنته وان يهدينا الى ما هداهم اليه الى الاسلام الحق المبين الذي لا لبس فيه ولا غموض
  • الليبي

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله والسلام على اشرف المرسلين.الله اكبر الله اكبر اسال الله ان يكون مثواها الجنة والله انك خير من رجال اليوم اصابهم الوهن والخوف والتعلق بالدنيا [[لم يعجبني:]] اننا اصبحنا اشباه رجال
  • سديل

      منذ
    [[أعجبني:]] ايمانها وعزمها وصبرها والثبات على دين الله يا رب ثبت اقدامنا يا الله
  • بسمة

      منذ
    [[أعجبني:]] كله حقيقة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً