(المربيات الأجنبيات) وضياع أصول التربية الإسلامية
يري الدكتور عبد اللطيف محمود أستاذ أصول التربية إن ظاهرة المربيات الأجنبيات من أخطر الظواهر التي تواجه المجتمعات العربية، قائلا: "إن تربية الأبناء ورعاية مصالحهم هي من الأمور الأساسية وعلى رأس أولويات مسئولية أي أم، لأن الطفل الصغير سريع التأثر بكل من حوله والمفترض أن تكون أمه أول من يتأثر بها..".
في عصر السموات المفتوحة، أوما يسمي بـ"العولمة" وموجة نشر الثقافة الغربية بكل ماتحمله من وسائل تغريب لأبنائنا وتأثيرها السلبي علي أصول التربية العربية والإسلامية، حلت علي مجتمعاتنا العربية الإسلامية الكثير من الظواهر السلبية التي تم نقلها دون تفكير أو إدراك الفروق بين طبيعة كل مجتمع..
وأصبح الشغل الشاغل لبعض الأسر العربية التشبه بالأسر الغربية, ومن هذه الظواهر تكالب الكثير من الأسر علي استقدام المربيات الأجنيات كنوع من التفاخر والتباهي والتقليد دون إدارك لعواقب ذلك علي أبنائنا، وشغلت هذه الظاهرة اهتمام رجل التربية في الفترة الأخيرة خاصة وأنهن يحملن ثقافة وعادات وتقاليد وعقائد تختلف عن محتوي الثقافة العربية وتأثير ذلك علي الأطفال والأجيال القادمة الذين هم أمل الأمة ومستقبلها.
ظاهرة المربيات الأجنبيات أصبحت من أهم المشكلات التي تواجه مجتمعنا، لما لها من آثار سيئة علي تربية الأطفال وعلي لغتنا لغة القرآن الكريم التي هي وسيلة ثقافة المجتمع العربي والحفاظ على قيمة، و تراثه، وحضارته، واللغة تنشأ وتنمو لدى الأطفال تدريجيا، في الأسرة أولاً، ثم في المدرسة عن طريق تفاعلها مع المجتمع وتدريجيا تزداد لغويا، هذا بالإضافة إلي إكساب الأطفال أنماطا غريبة علي مجتمعنا العربي والإسلامي.
وكشفت الكثير من الدراسات مدي خطورة المربيات الأجنبيات علي تربية وثقافة الطفل العربية والإسلامية، فقد كشفت دراسة سعودية أن 59% من المربيات والخادمات الأجنبيات قد يقعن في إقامة علاقة عاطفية وجنسية قبل الزواج وأن 69% منهن لا تزيد أعمارهن على العشرين وجميعهن من أوساط يسودها الفقر والجهل والتخلف وأن 75% منهن غير مسلمات وأن 5.97% من المربيات يمارسن الطقوس أمام الأطفال.
وأكدت الدراسة أن المربيات الأجنبيات يؤثرن سلبًا علي الأسرة والطفل، لأنه يبقى مع المربية مدة أطول من بقائه مع أمه، فيتكلم بأسلوبها الركيك ويستعمل الرموز بدلا من الكلمات، مما يؤثر في حصيلته اللغوية، ومما يزيد الأمر خطورة أن هؤلاء المربيات ينقلن عاداتهن وتقاليدهن وثقافة مجتمعاتهن التي تغاير القيم والثقافة الإسلامية، فيؤثرن في الصغار مما يؤدي إلى تفشي العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة، وتشيع الرذيلة والمفاهيم الخاطئة.
وعن أسباب الزيادة الكبيرة في استقدام الخادمات الأجنبيات، أكدت دراسة أخري أن من الأسباب التي دعت إلى استقدام الخادمات الأجنبيات في منطقة الخليج بصفة عامة، وفي المملكة العربية السعودية بصفة خاصة تلك الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها المنطقة، كما أن للتحول الاجتماعي والثقافي كذلك دور فعال في استقدام الخادمات للعمل في الأسرة السعودية.
وأوضحت الدراسة أن معظم أفراد المجتمع يرون أن من الأسباب الرئيسة التي دعت إلى استقدام الخادمة الأجنبية كبر حجم الأعمال المنزلية وذلك بنسبة بلغت 63.4%، يلي ذلك السبب مباشرة من أسباب وجود الخادمة للعمل في المنزل السعودي عمل الزوجة وذلك بنسبة بلغت 44.1%، في حين كانت هناك نسبة بلغت 35.2% من أفراد مجتمع الدراسة ترى أن من أسباب استقدام الخادمة الأجنبية هو تفرغ الزوجة للزوج والاهتمام بشؤونه، أما الذين أفادوا أن من أسباب استقدام الخادمة الأجنبية رعاية الأولاد فقد بلغت نسبتهم 29.5%، في حين نجد نسبة بلغت 21.6% ترى أن من أسباب استقدام الخادمة ظروف دراسة الزوجة.
غياب دور الأم:
ويري الدكتور حسام الدين مصطفي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة أن لجوء بعض الأسر إلى الاستعانة بالمربية الأجنبية، لا يكون في الأساس لحاجة فعلية لها فيمكن الاستغناء عنها بنظيرتها العربية المسلمة، ولكن استقدامها يكون بدافع المظاهر الاجتماعية والتفاخر وسط الأقارب والأصحاب، كدليل على ارتفاع المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والبعض الآخر يلجأ إليهم لتربية الأبناء على نمط حضاري من السلوك والتصرفات واللغات التي يحتاجها العصر الحديث.
ويضيف الدكتور حسام الدين إنه أيا كانت الظروف والدوافع فإن الأم عليها دور كبير وأساسي في رعاية كافة شئون المنزل والأبناء، فلا يصح أن يكون دورها هامشي أو مساعد في صالح المربية الأجنبية التي تعمل في الأساس في مقابل مادي، فهو المحرك الأساسي والدافع لها، علي عكس الأم التي تعمل دون مقابل وبكل حب تحركها العاطفة، وكل ذلك ينعكس علي تربية واهتمام الطفل ومدي اهتمامه بأمه في المستقبل فيمكن أن يقارن ذلك فمدي اهتمام الأم بابنها ينعكس علي مدي اهتمامها بها مستقبلا.
ويشير إلي أنه إذا كانت الزوجة تستعين بمربية في تربية أبنائها فذلك يعني أنها مشغولة عنهم سواء كان ذلك في عملها أو بنفسها كأن تقضي كل وقتها في الأندية أو اللقاءات النسائية، فيشعر الرجل بأنه لم يعد له مكان في قلب أو اهتمام زوجته، وكذلك أطفالها، فالأصل في تربية الأبناء أنها تعتمد على الأم باعتبار أن دورها بالنسبة للطفل يتعدى الرعاية المادية المتمثلة في تقديم الطعام وتغيير الملابس وتلبية المتطلبات الأساسية، إلى توصيل مشاعر الأمومة الحقيقية من خلال ابتسامتها وأحضانها الدافئة ورعايتها بعد ذلك من خلال العلاقة المباشرة وجها لوجه، والتي تسمح بتعليمه اللغة الصحيحة وبناء القيم الايجابية لديه، بالإضافة إلى تعديل وتقويم السلوكيات الخاطئة حتى تكون لبنات الشخصية الأولى لدى الطفل في إطار اجتماعي صحيح وهذا هو الوضع الأمثل.
ويقول إن الاعتماد على المربية الأجنبية التي تحمل لغة مختلفة وعادات وتقاليد وقيما لا تتفق مع مجتمعاتنا العربية والإسلامية، كل ذلك يسهم في إكساب الطفل أنماطا سلوكية شاذة وغير طبيعية، لأنه ينشأ على قيم وتقاليد غير صحيحة بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه ولكنها مقبولة في مجتمع المربية، بالإضافة إلى أن المربية الأجنبية مهما كانت مدربة على أساليب التربية العلمية فهي لن تستطيع توصيل المشاعر العاطفية التي تشعر الصغير بالحب والأمان، فغياب دور الأم يؤدي إلى شخصيات منحرفة غير متكاملة وغير سوية، وقد يحدث أيضا انعدام في التوازن النفسي الذي لا يحققه إلا الأب والأم للطفل.
وحول تأثير المربية الأجنبية بكل ما تحمله من اختلافات لغوية وثقافية، يقول الدكتور حسام الدين إن: "مرحلة الطفولة المبكرة من عمر الإنسان هي المرحلة الرئيسية في بناء الشخصية، ففي هذه المرحلة يتم تشكيل شخصية الطفل سواء داخل الأسرة أو خارجها، وتأتي خطورة دور المربية الأجنبية على سلوك الأطفال، بالإضافة إلي أن الخادمة لا تستطيع توفير الحنان والحب والدفء الوجداني للطفل، كما أنها عاجزة عن التعامل مع الطفل بلغة مفهومة صحيحة، لأنها لا تفهم اللغة العربية ومعظم الخادمات لا يمتلكن أي خلفية عن طرائق التربية الصحيحة".
ويضيف إن: "الطفل في هذا العمر يقلد الآخرين تقليدًا أعمى، فالمربية هي التي تنظفه وتقدم له طعامه وشرابه وترافقه في البيت والحديقة وتستقبله عند عودته من الروضة أو المدرسة، وتهيئ له ملابسه وغرفته وتلبي معظم متطلباته اليومية، وهذا يؤدي إلى تعزيز ارتباط الطفل بخادمته نفسيًا وتصبح هناك فجوة بينه وبين أمه البيولوجية، وقد تتسع هذه الفجوة النفسية وتتحول إلى إهمال عفوي أو مقصود لأمه، وقد يتطور هذا الشعور إلى ازدراء الأم والنظر إليها نظرة دونية في المراحل العمرية اللاحقة· وربما يعمم الطفل هذه النظرة إلى المرأة بشكل عام"·
ثقافة غربية:
ومن جانبه، يشير الدكتور عيسي الإمام أستاذ علم الاجتماع أن: "أهم أسباب انتشار ظاهرة استقدام المربيات الأجنبيات إلي البيوت العربية، وخاصة الخليجية منها يرجع إلي التغير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الذي لحق بهذه الدول فعلي المستوي الاجتماعي والثقافي دخلت الكثير من القيم الغربية علي مجتمعاتنا العربية نتيجة ما يسمي بـ"العولمة"، ودور الإعلام في نقل هذه الأنماط الغريبة علي مجتمعاتنا، وعلي المستوي الاقتصادي فظهور الثروات الطبيعية وخاصة النفط أدي إلي حياة من الرفاهية الكبيرة، وبالتالي حب المظاهر ومنها المربيات الأجنبية والتباهي بهن، دون إدراك مدي العواقب الخطيرة علي الأطفال وتربيتهم الإسلامية".
ويضيف أن: "المربية الأجنبية تنقل إلى الطفل العربي ثقافة مختلفة تربت هي عليها، كما أن القليل منهن يعرفن عاداتنا العربية والإسلامية إذا كانت تعمل في هذه البلاد منذ فترة طويلة، متسائلا كيف لمربية لا تعلم حتى لغة القرآن تربيه علي أخلاق القرآن الذي يحمل كل مقومات تهذيب الأخلاق؟ فضلاً عن أن هؤلاء المربيات والخادمات يضعفن اللغة ويؤثرن في ثقافة النشء، إضافة إلى إحداث عزل بين الآباء والأمهات، وبذلك ينفصل الطفل عن الأسرة وينسلخ البيت العربي عن أصوله وتكون ميوله غربية بالدرجة الأولى وتنعكس كذلك علي اختياراته عد ذلك في طرق اختيار زوجته فيتمني ويحب أن تكون غربية أو علي الأقل ذات ميول غربية".
وعن مدي تأثر لغة الطفل بلغة المربية، يشير إلي أن "اعتماده على لغة المربية الأجنبية في إشباع حاجاته ينمي لديه الاعتماد على هذه اللغة، كما ينمي لديه الاتكالية والاعتماد على الآخرين طلباً للمساعدة، مشيرًا إلي أن هذه المربية تحمل معها ثقافة بلدها ومعتقداتها الدينية والفكرية، التي يتم نقلها للطفل الصغير، فضلاً عن أن تحدثه بلغتها يجعله مشوشًا بين لغتين لغته الأصلية ولغتها هي".
ويشير إلي أنه "هناك مشكلة تتصل بالمكونات الثقافية ورمز من رموز القومية العربية إلا وهي اللغة العربية فإن الثقافة (هي نتاج اللغة) والإنسان هو الكائن الوحيد القادر علي الاتصال عن طريق رموز يستطيع بها الحفاظ علي ثراته وتوصيله الأشياء الجديدة وعن طريق هذه اللغة يصبح الإنسان قادر علي البناء مع الماضي أي إن صلة الإنسان بتراثه تتم عبر اللغة".
وعن الحلول التي يمكن اللجوء إليها يري الإمام انه يمكن استبدال المربية الأجنبية بمربية من نفس العادات والتقاليد والدين واللغة، وان تتولي الأم الإشراف علي الأقل علي كل خطوة من خطوات التربية ونظامها.
أساليب تربوية خاطئة:
بدوره، يري الدكتور عبد اللطيف محمود أستاذ أصول التربية إن ظاهرة المربيات الأجنبيات من أخطر الظواهر التي تواجه المجتمعات العربية، قائلاً: "إن تربية الأبناء ورعاية مصالحهم هي من الأمور الأساسية، وعلى رأس أولويات مسئولية أي أم، لأن الطفل الصغير سريع التأثر بكل من حوله والمفترض أن تكون أمه أول من يتأثر بها، وإذا كانت الحاجة لوجود المربيات ضروري في البيت فيجب أن تكون الأولوية لمربية بنفس العادات والتقاليد دين المجتمع الذي ينتمي إليه الأطفال، لان المربيات المسلمات مأمونة السلوك والتأثير وحتى هذه فليقتصر دورها على الأمور الهامشية في حياة الطفل كالنظافة وتغيير الملابس وغيرها، والباقي تقوم به الأم مع ضرورة الاهتمام بإحضار مربٍ أو معلم لهذا الطفل يلقنه كتاب الله واللغة وآداب الإسلام وقيمه منذ الصغر حتى يشب وهو متحصن ولديه ذخيرة من التراث والأصالة".
ويضيف الدكتور عبد اللطيف أن واجب الابن علي والديه حسن الرعاية فالشاعر يقول:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من *** همّ الحياة وخلّفاه ذليلا
إنّ اليتيم هو الذي تلقى لـه *** أمًّا تخلّت أو أبًا مشغولا
ويقول إن "الطفل يكون صفحة بيضاء تشكل فيها الأم والأب ما بريدونه من معرفة وعادات وتقاليد وقيم دينية واجتماعية ولذلك يقال: "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"، وذلك لأن الرجل أو الشاب يتم إعداده وتكوينه وهو مازال طفلا صغيرًا، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوجهنا في تربية الأبناء وعلاقتنا بهم بقوله: "لاعبه سبعًا ثم أدبه سبعًا، ثم صاحبه سبعًا ثم أطلق له الحبل على غاربه"، فهذا معناه أننا إذا أسسنا بنيانه وأقمناه على منهج سليم منذ السنوات الأولى التي نداعبه فيها ثم نؤدبه ونغرس فيه القيم والمبادئ، فلا نخاف عليه بعد ذلك تحديات عصره ومجتمعه".
ويضيف إن: "أغلب المربيات الأجنبيات يستخدمن أساليب تربوية خاطئة مع الأطفال وذلك لأنهن غير تربويات بل إن معظمهن لم يحصلن علي أي قدر من التعليم وقد أشارت نتائج احد البحوث الميدانية إلي إنا العلاقة الحميمة بين المربيات والأطفال ترجع إلي وجود بعض الأساليب التربوية الخاطئة لدي المربية مثل التساهل والتراخي والحنان المفرط والتكتم علي تصرفات الأطفال".
ويوضح أن "هذا الطفل الذي تربى على قيم المجتمع ومبادئه تجده يعيش صراعًا داخليًا بين قيم المجتمع وبين ما تعلمه من مربيته من قيم مغايرة له والنتيجة جيل متذبذب في شخصيته، متمرد على قيم مجتمعه، مقلد وتابع لما تربى عليه".
ويؤكد أستاذ أصول التربية أن "غياب دور الأم في التربية يضعف العلاقة الطبيعية التي تنشأ بينها وبين طفلها، فيحرم من العطف والحنان اللذين ينتظرهما منها والتي من المفترض أن تشعر بما يدور في رأسه وتفهمه من دون أن يتكلم، ولا ينبغي أن يشاركها أحد في هذه المهمة سوى الأب صاحب الحق في هذا وإلى جانب أن المربية مرفوضة في تربية الطفل فهي أيضا مرفوضة لأنها تفشي أسرار البيت".
ويختتم حديثه بأن "السلوكيات التي تظهر على الطفل مستقبلاً منها ضعف الانتماء للقيم والمبادئ السائدة والاضطرابات، والميل النفسي والتعاطف الوجداني مع الغرباء وتفضيلهم على أبناء الوطن والاستعداد النفسي للخروج عن القيم الاجتماعية السائدة وعدم الاكتراث، وبروز قناعات نفسية لدى الطفل عند الكبر بأن المرأة الأجنبية أفضل من المواطنة مما يتبلور في شكل سلوك سلبي في قبول الأجنبيات وترك بنات الوطن لذلك".
تأثير عقائدي:
من جانبها، تري الدكتورة عفاف النجار الأستاذ بجامعة الأزهر أن "المعتقدات الدينية للمربيات الأجنبيات غالبا ما تكون المسيحية والبوذية أو دون دين بالتالي سيكون لها تأثير علي الطفل، مشيرة إلي أن مرحلة الطفولة من أكثر وأدق مراحل العمر أهمية في حياة الإنسان عامة والمسلم خاصة، حيث يكون الطفل بطبيعته وفطرته مستعدا لتلقي المبادئ الأساسية للدين الإسلامي والتي تظل معه ويتمسك بها طوال حياته، ولذلك يجب أن يحاط الطفل بجميع أنواع الرعاية النفسية والصحية، وفي الدول المتقدمة يدركون مدى خطورة هذه المرحلة السنية ومن ثم يركزون معظم اهتمامهم على المرحلة الابتدائية، فوجود المربية الأجنبية، خاصة من تدين بغير الإسلام، يعتبر غزوا ثقافيا لعقول الأطفال يبعدهم عن مبادئهم وأخلاقهم".
وتتابع إن "الإسلام أمرنا بحسن رعاية أبنائنا خاصة في المراحل الأولى من عمره باعتبارها فترة تكوين الفكر واكتساب المهارات، وأصول التربية التي تشكل حياته فيما بعد، وتعتبر تربية الأطفال العمل الرئيسي لأي أم فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البخاري: 7138)، فأين إذًا مسئولية الأم إذا لم ترعي أطفالها؟".
» (صحيح
وعن إمكانية استبدال الأجنبية بمثيلاتها المسلمة، ترد الدكتورة عفاف النجار قائلة: "إن اختيار مربية إسلامية ليس كافيا وحده، فليست كل مربية مسلمة تربي أبناء صالحين لذلك يشترط في المربية أن تكون ملتزمة بتعاليم الإسلام في سلوكياتها وملابسها وتعاملاتها، لذلك يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «صحيح البخاري: 1359)، فالأب والأم مسئولان عن اختيار المربية الصالحة الملتزمة بتعاليم الإسلام لضمان تخريج أجيال قادرة على تحمل أعباء الريادة في المستقبل، خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه الإسلام والمسلمون هدفا دائما لكل المخططات والمؤامرات التي تدبر وتحاك للنيل من الإسلام والإساءة إليه والإنقاص من شأن المسلمين".
» (
وتضيف "انه في حالة المقدرة المادية والحاجة إلي المربية الأجنبية فيجب ألا يكون للخادمة علاقة بالطفل، بل يقتصر عملها على الأعمال المنزلية فقط من تنظيف ومسئوليات المنزل فقط، وان يكون وجودها في المنزل تحت إشراف كامل، ويقظة من الزوجة طوال الوقت، وألا تكون لابنها مجرد جليسة، بل تكون أما قلبا وقالبا".
هبة عسكر
- التصنيف:
- المصدر: