الإجازة الصيفية والسفر وقفات وأحكام
بحلولِ فصْل الصيف، ترَى كثيرًا من الناس يتأهَّبون للسَّفر؛ مِن أجْل الترويح والاستجمام، ودفْع سآمة النفْس، وربَّما هروبًا من شِدَّة الحر، التي عرفت ارتفاعًا ملموسًا في السَّنوات الأخيرة. غير أنَّ السفر يحتاج إلى وقفاتٍ وأحكام وآداب، يَجدُر التذكير بها؛ لأنَّ بعضَ الناس قد يغفلونها، أو يتهاونون فيها.
بحلولِ فصْل الصيف، ترَى كثيرًا من الناس يتأهَّبون للسَّفر؛ مِن أجْل الترويح والاستجمام، ودفْع سآمة النفْس، وربَّما هروبًا من شِدَّة الحر، التي عرفت ارتفاعًا ملموسًا في السَّنوات الأخيرة.
غير أنَّ السفر يحتاج إلى وقفاتٍ وأحكام وآداب، يَجدُر التذكير بها؛ لأنَّ بعضَ الناس قد يغفلونها، أو يتهاونون فيها.
♦ أما الوقفات، فمنها:
1- قال أهلُ اللُّغة: "سُمِّي السفر سفرًا؛ لأنَّه يُسفِر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم"، وقال صدقة بن محمَّد رحمه الله: "يُقال: إنَّ السَّفَر ميزانُ القوم".
فالسَّفر محكٌّ لمعرفة أخلاقِ الرِّجال ومعادنهم، واشتهر أنَّ رجلاً قال لعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: إنَّ فلانًا رجل صدق، فقال له: هل سافرتَ معه؟ قال: لا، قال: فهل كانتْ بينك وبينه معامَلة؟ قال: لا، قال: فهل ائتمنتَه على شيء؟ قال: لا، قال: فأنتَ الذي لا عِلمَ لك به، أراك رأيتَه يرفع رأسَه ويخفضه في المسجِد.
2- السفر ثلاثة أنواع:
سفر طاعة:
كالسَّفر لأداء مناسِك الحجِّ أو العُمرة، أو صِلة الرَّحِم، أو زيارة مريض؛ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ الله له (أقْعَد له يرقُبه) على مَدْرَجَتِه (طريقه) مَلَكًا، فلمَّا أتى عليه قال: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قال: أُرِيدُ أَخًا لي في هذه الْقَرْيَةِ، قال: هل لكَ عليه من نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا (تقوم بإصلاحها)؟ قال: لا، غيرَ أنِّي أَحْبَبْتُهُ في اللَّه عزَّ وجلَّ، قال: فَإِنِّي رسولُ اللَّهِ إِلَيْكَ، بأَنَّ اللَّهَ قد أَحَبَّكَ كما أَحْبَبْتَه فيه» (مسلم).
ومنه السفر في طلَبِ العلم:
يقول أبو العالية رحمه الله: "كنَّا نسمع الرواية عن أصحابِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن بالبَصْرة، فما نرضَى حتى نركبَ إلى المدينة فنسمعها مِن أفواههم".
وقال الإمام الشعبي: "لو سافَرَ رجلٌ من الشام إلى أقْصَى اليمن في كلمة تدلُّه على هُدًى، أو تردُّه عن ردًى، ما كان سفرُه ضائعًا".
قال الشافعي رحمه الله:
تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِيْ طَلَبِ العُلا *** وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ واكتِسَابُ مَعِيشَةٍ *** وَعِلْمٌ، وآدابٌ، وصُحْبَةُ مَاجِدِ
سفر معصية:
كالسَّفَرِ لارْتكاب المحرَّمات، وقَصْدِ أماكن الفِسق والفجور، والخَلاعة وشُرْب الخمور، والعُري والتبرُّج والسفور؛ يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «ومَن كانتْ هِجرته لدُنيا يُصيبها، أو امرأةٍ يَنكِح?ها، فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه» (متفق عليه).
ولا يتمتَّع صاحبُ سفر المعصية مِن رُخص السفر المشروعة، كالقصر، والجمْع بيْن الصلاتين، والإفْطار في رمضان وغير ذلك؛ لأنَّ الرُّخصَ لا تُناط بالمعاصي.
السفر المباح:
كالسَّفَرِ مِن أجل التجارة، أو الصَّيْد، أو النُّزهة والتأمُّل في خَلْق الله.
فَسِرْ فِي بِلاَدِ اللَّهِ وَالْتَمِسِ الْغِنَى *** تَعِشْ ذَا يَسَارٍ أَوْ تَمُوتُ فَتُعْذَرَا
فاحرصْ أيُّها المسافِر أن يكون خروجُك في طاعة، ولا تقربِ المعاصي فتردَى مع الرَّدِي، فليس للمسافِر استثناء؛ لأنَّ الله تعالى يقول في حقِّ سيِّدنا عيسى عليه السلام: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31]، ويقول نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلَّم: «اتَّقِ الله حيثما كُنتَ» (صحيح الترمذي)، أي: في الحضر وفي السفر، في الحِلِّ وفي الترْحال.
3- إنَّ السَّفر يحتاج إلى زاد، وخيرُ الزاد التقوى، وإنَّ الأرزاق مقسومة، والآجال مضروبة، والأكفان منسوجة، فاختر وجهتَك التي تُرضِي ربَّك.
وَطِّئْ لِرِجْلِكَ قَبْلَ الْخَطْوِ مَوْضِعَهَا *** فَالعَيْنُ تُبْصِرُ مَا لاَ تُبْصِرُ القَدَمُ
فإنَّك لا تدري، لعلَّ أجْلك يدركُك في وجهتك التي سافرتَ إليها، والحوادث المرورية وحدَها تأخذ من المغاربة 4000 شخص كلَّ سَنَة، كثير منها في طريق السفر؛ يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا أراد الله قَبْض عبدٍ بأرض، جعَل له فيها حاجَةً» (أحمد وهو في صحيح الجامع).
فاجعلْ سَفْرَتَكَ تذكيرًا بالسَّفر إلى الآخِرة؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
مَا زَالَ يَلْهَجُ بِالرَّحِيلِ وَذِكْرِهِ *** حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِهِ الْجَمَّالُ
فَأَصَابَهُ مُتَيَقِّظًا مُتَشَمِّرًا *** ذَا أُهْبَةٍ لَمْ تُلْهِهِ الآمَالُ
يقول محمد بن الفَضْل رحمه الله: "ما خَطوتُ خُطوة منذ أربعين سَنَة لغيرِ الله عزَّ وجلَّ".
4- لا تجعلْ إجازتِك إجازةً للمعاصي وإغضابِ الربِّ سبحانه، فالمسلِم ملتزمٌ بدِينه وخُلقه أينما حلَّ وارتحل، والشواطئ الصيفيَّة مدعاةٌ لإطلاق البصر، ووقوعه على المحرَّمات؛ قال تعالى: {قُلْ لِ?ْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: 30 - 31].
يقول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ الله يغار، وإنَّ المؤمن يغار» (متفق عليه)، فكيف بربك تجدُ الأبَ لا يجد غضاضةً أن يرَى بنتَه عارية، وزوجتَه عارية، وأختَه عارية، ثم لا تتحرَّك غَيْرتُه، ولا يتيقَّظ ضميرُه.
مَا كَانَتِ الحَسْنَاءُ تُبْدِي خِدْرَهَا *** لَوْ كَانَ فِي هَذِي الجُمُوعِ رِجَالُ
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6].
5- إنَّ حرارة شمسِ الصيف، ما هي إلا تذكيرٌ بحرارة الآخِرة؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إذا اشتدَّ الحر فأَبْرِدوا بالصلاة، فإنَّ شدة الحرِّ مِن فَيْح جهنمَ، واشتكتِ النار إلى ربِّها فقالت: يا ربِّ، أكَلَ بعضي بعضًا، فأذِن لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاء، ونَفَسٍ في الصَّيْف، فهو أشدُّ ما تجِدُون من الحر، وأشدُّ ما تجِدون من الزمهرير» (متفق عليه).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «نارُكم هذه التي يُوقِد ابنُ آدم، جزءٌ من سبعين جزءًا من حرِّ جهنم، قالوا: والله إنْ كانت لكافية يا رسولَ الله! قال: فإنَّها فضلتْ عليها بتِسعة وستِّين جزءًا، كلُّها مِثْل حرِّها» (مسلم).
ونصَح العلاَّمة الألبيري ابنَه، فقال:
تَفِرُّ مِنَ الهَجِيرِ وَتَتَّقِيهِ *** فَهَلاَّ مِنْ جَهَنَّمَ قَدْ فَرَرْتَا
وَلَسْتَ تُطِيقُ أَهْوَنَهَا عَذَابًا *** وَلَوْ كُنْتَ الْحَدِيدَ بِهَا لَذُبْتَا
وَلاَ تُنْكِرْ فَإِنَّ الْأَمْرَ جِدٌّ *** وَلَيْسَ كَمَا حَسِبْتَ وَلاَ ظَنَنْتَا
6- ليس للمسلِم وقتُ فراغ: فكلُّ أوقاته عبادةٌ لله تعالى؛ قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]، ويقول الرسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: «اغتنمْ خمسًا قبلَ خمْس.. » ومنها: «فراغَك قبلَ شُغلِك» (أحمد وهو في "صحيح الجامع").
وليس الاستجمامُ إلا إراحةً للبدن؛ ليَقوَى على العبادة.
? قال أبو الدَّرْداء: "إني لأستجِمُّ نفسي بشيءٍ من اللهوِ غيرِ المحرَّم، فيكون ذلك عونًا لي على الحقّ".
? وقال عليُّ بن أبي طالِب رضي الله عنه: "رَوِّحوا القلوبَ، فإنَّها إذا أُكرِهتْ عمِيتْ".
? وقال أيضًا: "أجِمُّوا (روِّحوا) هذه القلوب، والتمِسوا لها طرائفَ الحِكمة، فإنَّها تملُّ كما تملُّ الأبدان".
? وعمر بن الخطَّاب رضي الله عنه يقول: "إنِّي لأَكْرَه أن أرى أحدَكم سبهللاً، لا في عملِ دُنيا، ولا في عملِ آخِرة"؛ فهو عملُ دنيا موصِّل إلى الآخرة.
? وكان من وصايا أبي بكر رضي الله عنه لخليفته عمر رضي الله عنه: "اعلم أنَّ لله عملاً بالنهار لا يَقْبَله بالليل، وعملاً بالليل لا يَقْبَله بالنهار".
? قال الحسن البصريُّ رحمه الله:"أدركتُ أقوامًا كان أحدُهم أشحَّ على وقته منه على دِرْهمه".
? وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما نَدِمتُ على شيء نَدَمي على يومٍ غربتْ شمسُه، نقص فيه أجَلِي ولم يَزددْ فيه عملي".
ولذلك نجِد الفَطِنَ منا لا يهدر عطلتَه فيما لا يُجدي، بل يجعل لنفسه وأهله وأولاده مخططًا يستثمرُه في تنظيمِ حلقات لحفظ القرآن الكريم وتجويده، ودروس في الأخلاقِ النبوية الكريمة، أو السِّيرة النبوية العطرة، أو مسابقاتٍ ترفيهية مفيدة، يُعطي عليها جوائز.
وَالْوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ *** وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ
وأما أحكام السفر وآدابه، فمنها:
1- البَدء بصلاةِ الاستخارةِ قبل السفر:
حتى تكونَ قد جعلت الله تعالى يختارُ لك ما فيه نفعك، فقد قال جابرُ بن عبدالله رضي الله عنه: "كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّمنا الاستخارةَ في الأمور كما يُعلِّمنا السورةَ من القرآن [البخاري].
2- المبادرة إلى التوبة:
وهي واجبةٌ على كلِّ مسلم ومسلمة، إقامةً وسفرًا؛ قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [النور: 31].
3- قضاء الدَّيْن، أو الوصية به، أو تَرْك ما يَفِي به عندَ الوفاة:
يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن مات وعليه دَيْن، فليس ثَمَّ دِينار ولا درهم، ولكنَّها الحسناتُ والسيِّئات» (صحيح الترغيب).
4- أن يتركَ المسافر نفقةً لأهله:
لحديث: «كَفَى بالمَرْءِ إِثْمًا أنْ يُضَيِّعَ مَن يَقُوتُ» (صحيح أبي داود).
5- تجنُّب السَّفر مفردًا قدْرَ الإمكان:
فعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: أنَّ رجلاً قدِم من سفر، فقال له رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن صَحِبتَ؟»، قال: ما صحبتُ أحدًا، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الراكِبُ شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة رَكْب» (صحيح الترغيب).
وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يَكْرَه للمسافِر وَحْدَه أن يسيرَ بالليل؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لو يَعْلَمُ الناس ما في الوَحْدة، ما سار أحدٌ وحْدَه بليل» (البخاري).
6- توديعُ الأهلِ المسافِرَ بالدُّعاء:
وذلك بقولهم: «أستودِعُ اللهَ دِينَك وأمانتَك وخواتيمَ عملك» (صحيح أبي داود).
قال ابن عبد البر: "إذا خرَجأحدُكم في سفر، فليودِّع إخوانَه، فإنَّ الله جاعلٌ في دُعائهم بَرَكةً"، ويقول المسافر لمن ودَّعه: «أستودِعك الله الذي لا تضيع ودائعُه» (صحيح ابن ماجة).
7- أن يقول دعاءَ السفر عندَ الاستواء على المركوب.
8- استحباب السَّفر يومَ الخميس:
فعن كعب بن مالك رضي الله عنه: «أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خرَج يومَ الخميس في غزوة تبوك، وكان يُحبُّ أن يخرجَ يومَ الخميس» (البخاري).
9- أن يُكبِّر إذا صعِد مرتفعًا، ويُسبِّحَ إذا هبَط واديًا: لحديث جابِرٍ رضي الله عنه قال: «كنَّا إذا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وإذا نزلْنا سَبَّحْنَا» (البخاري).
10- الإكثار مِنَ الدعاء:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «ثلاثُ دعواتٍ يستجاب لهنَّ لا شكَّ فيهن: دَعْوة المظلوم، ودَعْوة المسافِر، ودعوة الوالِد لولدِه» (صحيح ابن ماجة)، وفي صحيح الترمذي: «ودعوة الوالدِ على ولده».
11- تحديد واحدٍ مِنَ الرفقة يَرجِعون إليه، ويستشيرونه:
لأنَّه أدْعى لنزع الخِلاف؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إذا كان ?لاثةٌ في سفر، فليؤمِّروا أحَدَهم» (صحيح أبي داود).
12- اختيار الرفيقِ الخَلوق، المتأدِّب بآداب الإسلام:
قال أنس رضي الله عنه: "خرجت مع جريرِ بن عبدالله في سَفَر، فكان يَخْدُمني، وكان جريرٌ أكبرَ من أنس" [متفق عليه]، وقال مجاهد: "صَحِبتُ ابنَ عمر لأخدمَه، فكان يخدُمني".
13- أن يأتيَ بالدعاء المأثور قبلَ دخول القرية أو المدينة:
«اللهمَّ ربَّ السموات السبع وما أظللْنَ، وربَّ الأرَضينَ السبع وما أقللْنَ، وربَّ الشياطين السبع وما أضْللْنَ، وربَّ الرِّياح وما ذرَيْنَ، أسألك خيرَ هذه القرية، وخيرَ أهلها، وخيرَ ما فيها، وأعوذ بكَ من شرِّها، وشرِّ أهلها، وشرِّ ما فيها» (السلسة الصحيحة).
14- أن يبدأَ بالمسجد إذا رجَع، كما أخبر كَعْبُ بنُ مَالِكٍ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَنَّهُ كان قَلَّمَا يَقْدَمُ من سَفَرٍ سافَرَهُ إلا ضُحًى، وكان يَبْدَأُ بالمسْجِد، فيَرْكَعُ ركعتَيْنِ» أي: شُكرًا لله (البخاري).
15- ألاَّ يَطرُقَ أهلَه ليلا:
فعن أنس رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان لا يَطرُق أهلَه ليلاً، وكان يأتيهم غدوةً أو عشيَّةً» [مسلم]، وفي حديث جَابِرٍ رضي الله عنه قال: «هَى رسولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أهْلَهُ لَيْلاً؛ يَتَخَوَّنُهُمْ أو يَلْتَمِسُ عَثَراتِهم» (مسلم).
16- وأوصانا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «إذَا نزَل أحدُكم منزلاً فليقلْ: أعوذ بكلماتِ الله التامَّاتِ من شرِّ ما خَلَق، فإنَّه لا يضرُّه شيء حتى يرتحلَ منه» (مسلم).
17- وإذا خاف المسافِرُ قومًا قال: «اللهمَّ إنَّا نجعلك في نُحورِهم، ونعوذ بك مِن شرورِهم» (صحيح أبي داود).
محمد ويلالي