لا تحزن - لا تتعلقْ بغيرِ اللهِ

منذ 2014-05-13

ولا حياة لمُشركٍ وملحِدٍ، يقولُ سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}. وقال سبحانه: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ}. وقال سبحانه: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ}.

  • لا تتعلقْ بغيرِ اللهِ: إذا كان المحيي والميتُ والرزاقُ هو اللهُ، فلماذا الخوفُ من الناس والقلقُ منهمُ؟! ورأيتُ أنَّ أكثر ما يجلبُ الهموم والغموم التعلُّقُ بالناسِ، وطلبُ رضاهمْ، والتقربُ منهمُ، والحرصُ على ثنائِهم، والتضرُّر بذمِّهمْ، وهذا من ضعفِ التوحيدِ.

فليتك تحلو والحياةُ مريرةٌ *** وليتك ترْضى والأنامُ غضابُ
إذا صحَّ منك الودُّ فالكُلُّ هيِّنٌ *** وكلُّ الذي فوق الترابِ ترابُ

  • أسبابُ انشرحِ الصَّدْرِ:
  1. التوحيدُ: فإنهُ بِحسبِ صفائِهِ ونقائِه يوسعُ الصدرَ، حتى يكون أوسع من الدنيا وما فيها.
    ولا حياة لمُشركٍ وملحِدٍ، يقولُ سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}. وقال سبحانه: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ}. وقال سبحانه: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ}.

    وتوعَّد اللهُ أعداءه بضيقِ الصَّدرِ والرهبةِ والخوفِ والقلقِ والاضطرابِ، {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً}، {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ}، {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}.
     
  2. العلمُ النافعُ: فالعلماءُ أشرحُ الناسِ صدوراً، وأكثرُهم حُبوراً، وأعظمُهمْ سروراً، لما عندهمْ من الميراثِ المحمديِّ النبويِّ: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}.
     
  3. العملُ الصالحُ: فإنَّ للحسنةِ نوراً في القلبِ، وضياءً في الوجهِ، وسَعَةَ في الرزقِ، ومحبةً في قلوبِ الخلْقِ، {لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}.
     
  4. الشجاعةُ: فالشجاعُ واسعُ البطانِ، ثابتُ الجَنَانِ، قويُّ الأركانِ، لأنه يؤولُ على الرحمنِ، فلا تهمُّه الحوادثُ، ولا تهزُّهُ الأراجيفُ، ولا تزعزِعُهُ التوجساتُ.

    تردَّى ثبات الموتِ حُمْراً فما أتى *** لها الليلُ إلا وهي مِنْ سندسٍ خُضْرُ
    وما مات حتى مات مضرِبُ سيفِهِ *** مِن الضربِ واعتلتْ عليه القنا السّمْرُ
     
  5. اجتنابُ المعاصي: فإنها كدرٌ حاضرٌ، ووحشةٌ جاثمةٌ، وظلامٌ قاتمٌ.

    رأيتُ الذنوب تُميتُ القلوب *** وقدْ يُورثُ الذُّلَّ إدمانُها

  6. اجتنابُ كثرةِ المباحاتِ: من الكلامِ والطعامِ والمنام والخلطةِ، {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}، {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ}.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 4
  • 0
  • 12,220
المقال السابق
رفقاً بالمالِ (2)
المقال التالي
طَعْمُ الحريَّةِ اللذيذُ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً