نونيـــة الخبــــــز

منذ 2008-04-18


هاذي حكايةُ مقهورٍ بأوطاني *** مـن القريضِ، وجزْلٍ ليس بالداني
قد صغتُه ببسيطِ البحْر منتظما *** حقيقـة الحال في أنحـاء أوطاني
قد زنْتـُه بقوافٍ تعتلي قممًا *** مــن البديـع بأوزانٍ وألحـانِ
شعرٌ يثير شعورًا في ضمائرنا *** ممـّا بنا حلَّ من حُـزْن وأشجانِ

ياموطنا لستُ أدري من يسيُّره *** الخوفُ يحكمُهُ، أم جُـوعُ جوعانِ
أم ثلَُةٌ من (طوال العمر) تابعـة *** لسارقِ النفـط، أمْ شيطانه الثاني
ألاَ ترى الشعبَ مقهورًا بلا أَملٍ*** الصمتُ، والنطقُ، صار اليوم سيّانِ
الخبزُ في مصرَ محجوزٌ لسادتهـا *** ملاحمُ الشّعب صارت عند أفرانِ!
والمغربُ العربيُّ الجوعُ يقتـله *** والجيشُ يسرقـُه من غير حُسبـانِ

عراقنا وبلادُ المجــدِ غاصبها *** يعيث فيها، وفـي أنحـاء أفغــانِ
والشام ياوطني من بعد عزِّتـه *** أضحـى ذليلاً فأشجاني وأبكانـي
صنعاءُ من يمنِ الإسلامِ دمعتُها *** تنبيك عن كَمَد مـن قلب أحزانِ
حتى الجزيرة أرض النفط ياعجبا *** الفقـر فيهـا بلا عـدِّ وأوزانِ

القصرُ في رغدٍ والنّاس في نكدٍ *** إلاّ المنافـق فـي أذيال سلطـانِ
النذلُ يُكرم، والأبطالُ في سَفَلٍ *** والزمْرُ يرفع شأن الماجـنِ الخاني
والعهرُ يظهرُ في الإعلامِ مُنْتشرًا *** يعلِّم النشأَ فحشَ الفاجِـر الزاني
أمريكا ترتع في أوطاننا عبَثــًا *** وتحميَ الكفرَ فهـو السيّدُ الهاني

وتزعم اليوم ديمظراطيّةً نشرت*** فسوَّدوا من دنيءٍ كـلِّ ضرطاني
تقول هذا، وللطغيان نصرُتهـا *** ما دام يخـدمُهـا فـي كلِّ ميدانِ
وبعدَه سيصير الحكمُ في عقِبٍ *** مرشَّحُ الحكم ابـن الحاكـم الجاني
وهكذا وجميعُ الشعب مسْخرةٌ *** لسيـّد الشعب هيـّانِ بين بيـّانِ
حصارُ غزَّة من جيرانها عجبًا *** أين العروبـةُ مــن حـقِّ لجيرانِ

الموتُ يحصدُهم والجارُ يرقُبهم! *** ولاحراك، ولا نصـر لإخـوانِ
أطفالُ غزّة قتلى في ملاعبهم ***ياويح خاذلهـم من بأس ديـّـانِ
أمّا فلسطينُ، باعتْها خيانتهــم *** حتى أراقوا عليها سجلَ نسيـانِ
لولا ترفُّعها عن شتمِهِمْ نطقتْ *** ما أنتـمُ في البرايـا غيـرَ جرذانِ
أهلُ الجهاد طريـدٌ أوْ بمحبسِه *** ومالهمْ فـي بلادٍ حـقُّ إنســانِ

وهل جريرتهُم إلاّ لنُصْـرتهم *** ديـنَ الرســولِ بأمـوالٍ وأبدانِ
وربَّ مُسْتسلمٍ ذُلاّ ومجْبنــةً *** مستمرئِ الذلّ، جافي الطّبع، مرطانِ
يعيش عيشةَ جبّـارٍ ويحرسُه *** جندُ اليهـود، ومن إخوان صُلبـانِ
وربَّ مُستكبرٍ منهم وطاغيةٍ *** علـى رعيّتـهِ، من كـلِّ طغيـانِ

تراه كالفأرِ مذعوُرًا بحفـرته *** عنـد الحـروب بلا دفـعٍ لعـدوانِ
وكيد صهيونَ في أوطاننا علنًا *** حتّى المنـابرَ صارت صـوتَ خوَّانِ
والمفتي بالعلمِ بالأموالِ يُصدرُها *** أعني الفتاوى على (شيْـكٍ) بألوانِ
بعض الفتاوى على مقدار راتبهِ *** وبعضهـا بألوفِ الدرهـم الفـاني

حتّى العدوّ يقول المفتي: سيُّدنا *** ومن يقاومُـه مـن أهلِ خُسـرانِ
أمَّا الجهادُ فجُرمٌ لامراءَ بــهِ! *** إلاّ بإذنِ كبيـرِ الـروم شيطـانِ!
الدين حُرِّف والإسلام نكبـتُه *** من حامل العلـم أضعافًا بأطنـانِ
الغربُ في وطني والشرقُ يشْبهُـه *** الكـلُّ يحكُمُـه ثور بن ثيـرانِ
المصدر: موقع حامد العلي

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 26
  • 2
  • 24,754
  • الترهوني

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء وجعلها في ميزان حسناتك .
  • بوجمعة

      منذ
    [[أعجبني:]] كل المقالة
  • أبوزياد

      منذ
    [[أعجبني:]] قمة في وصف الحال [[لم يعجبني:]] العنوان لا يحتوي مضمون القصيدة أي المضمون أكبر من العنوان
  • Sayed Slman

      منذ
    [[أعجبني:]] ماشاء الله تعبر عن حالنا تماما
  • أبو عبد الرحمان البيضاوي

      منذ
    [[أعجبني:]] العبارات سهلة وسلسة ومتناسقة المعاني وتعبر عن جروح أمتنا التي تترى من كل حدب وصوب من شرق أمتنا إلى غربها وحالها غني عن الوصف والشيخ اجاد وأفاد في وصف الجروح [[لم يعجبني:]] الشطر الثاني من البيت الثاني
  • أبوحذيفة غزة

      منذ
    [[أعجبني:]] على شرط الناظم العلامة قدس الله روحه ونور ضريحه , إبن قيم الجوزية في متن القصيدة النونية [[لم يعجبني:]] قد زنْتـُه بقوافٍ تعتلي قممًا *** مــن البديـع بأوزانٍ وألحـانِ (لم يتحقق كما يجب ولا بد)
  • جمال شعلان

      منذ
    [[أعجبني:]] كل مافي القصيدة
  • شادية

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله بأخي كاتب هذا الشعر على قدر ما آلمني على قدر ما اعجبني واللهم قيض لهذه الامة في كل آن حسان بن ثابت يحيي ويذود عن امتناوعن ديننا....غفر الله لنا ولك أخي وتقبل منك ورزقك الاخلاص
  • ابو احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] الله المستعان علي ما يصفون [[لم يعجبني:]] الله المستعان علي ما يصفون
  • محمدالصبيحي

      منذ
    [[أعجبني:]] شمول الرؤية,سلاسةالتعبير. العاطفة الصادقة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً