{إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ}

منذ 2014-05-18

إذا رأيت في هذه الأيام مفتونًا، مُنقلِبًا على عقبيه، يتزيَّا بزِي أهل الدين، ويؤيد المجرمين، ويوالي الظالمين، ويُلبِس الحق بالباطل، ويلوي أعناق الحقائق، ويُضل الخلق، فاقرأ مرارًا هذه الآية، وتأمَّل ما فيها من معانٍ تخيف كل ذي قلب، وتجعله دائم السؤال لربه، مُلتمِسًا منه المدد والعون..

{إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف:155].

وإذا رأيت في هذه الأيام مفتونًا، مُنقلِبًا على عقبيه، يتزيَّا بزِي أهل الدين، ويؤيد المجرمين، ويوالي الظالمين، ويُلبِس الحق بالباطل، ويلوي أعناق الحقائق، ويُضل الخلق، فاقرأ مِرارًا هذه الآية، وتأمَّل ما فيها من معانٍ تُخيِفُ كل ذي قلب، وتجعله دائم السؤال لربه، مُلتمِسًا منه المدد والعون.

فالأمر كله لله، والملك كله له، والقلوب بين أصبعين من أصابعه، وهو الذي يُقدِّر تلك المِحن والابتلاءات ليَميز الخبيث من الطيب، وليُظهِر مكنون النفوس، وحقائق ما أضمرته القلوب، وليهدي من هو أهل للهداية والتوفيق، وليُضل من هو أهل للضلال والخذلان، وما أقبح تلك القافلة من المفتونين عبر التاريخ، ويا لسوادها الكالح، وأعمالها الخبيثة.

ومما يستفاد من الآية.. أنه بدون المدد الرباني، والهداية الإلهية، فسوف يهوي العبد إلى تلك الأودية السحيقة، وأن من أعظم ما يُنجي من الافتتان والضلال في أوقات البلاء والمِحن: توحيد الله، ومعرفته بأسمائه وصفاته، والتوكُّل عليه، والاستعانة به، والتوبة إليه من الذنوب، والاستغفار من الآثام التي تختِم على القلب، وتحول بينه وبين معرفة الحق واتباعه..

فاللهم أنت ولينا ومولانا.. وربنا وإلهنا {فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}..
 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 0
  • 0
  • 3,166

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً