خير يوم طلعت فيه الشمس
يوم الجمعة يوم مشهود في حياةِ المسلمين أجمعين، يوم عظَّمه الله، وخصَّه بجملةٍ من الفضائل والآلاء، فضلاً منه سبحانه وتكرمًا. يومٌ يجتمع المسلمون أجمعون فيه، الصغيرُ والكبير، الغني والفقير، كلٌ يسمع عنه وعن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ويتأدَّب بأدبِ القرآن المجيد، والسنة المطهرة الشريفة.
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، وسيئاتِ أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70، 71]. أمَّا بعد، فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشرَّ الأمورِ محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
يوم الجمعة يوم مشهود في حياةِ المسلمين أجمعين، يوم عظَّمه الله، وخصَّه بجملةٍ من الفضائل والآلاء، فضلاً منه سبحانه وتكرمًا. يومٌ يجتمع المسلمون أجمعون فيه، الصغيرُ والكبير، الغني والفقير، كلٌ يسمع عنه وعن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ويتأدَّب بأدبِ القرآن المجيد، والسنة المطهرة الشريفة. يومٌ فيه ساعةُ إجابة، يستجيب الله سبحانه وتعالى دعاءَ عباده المؤمنين، يوم جليل وعظيم فيه كثيرٌ من المشاهد والانتصارات لأمة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم. فيجبُ علينا أن نعرفَ فضائلَه وآدابه وأحكامه؛ لنكون فيه من الفائزين برضا ربِّ العالمين.
حكمة مشروعية صلاة الجمعة:
قال الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله في (الفقه الإسلامي): "الجمعةُ شُرِعت لدعمِ الفكر الجماعي، وتجمع المسلمين وتعارفهم وتآلفهم، وتوحيد كلمتهم، وتدريبهم على طواعيةِ القائد، والتزام متطلبات القيادة، وتذكيرهم بشرعِ الإسلام دستورًا وأحكامًا وأخلاقًا وآدابًا وسلوكًا، وتنفيذًا لأوامرِ الجهاد، وما تتطلبه المصلحةُ العامة في الداخل والخارج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والخلاصة: أنَّ تَكرارَ الوعظ والتذكير الدائم كلَّ أسبوع له أثرٌ واضح في إصلاحِ الفرد والجماعة لقوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:55]. ومن أجلِ تلك الأهداف والغايات السامية، ولكسب الثوابِ الأخروي، كان السعيُ للجمعةِ واجبًا، حكمه حكم الجمعة؛ لأنه ذريعةٌ إليها لقوله سبحانه: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة:9]، والتبكير إليها فضيلة، وكان تركُ أعمالِ التجارة من بيعٍ وشراء ومختلف شؤون الحياة أمرًا لازمًا؛ لئلا يتشاغل عنها، ويؤدي ذلك إلى إهمالِها أو تعطيلها".
وقال الدهلوي في (حجة الله البالغة): "إنه لما كانتْ إشاعةُ الصلاةِ في البلد بحيث يجتمع لها أهلها متعذرةً كل يوم، وجب أن يعينَ لها ميقات لا يتكرَّر دورانه بسرعةٍ حتى لا تعسر عليهم المواظبة على الاجتماعِ لها، ولا يبطؤ دورانه بأن يطولَ الزمنُ الفاصل بين المرة والأخرى، كي لا يفوت المقصودُ وهو تلاقي المسلمين واجتماعهم بين الحين والآخر. ولما كان الأسبوعُ قدرًا زمنيًّا مستعملاً لدى العرب والعجم وأكثر الملل، وهو قدرٌ متوسط الدوران والتَّكرار بين السرعةِ والبطء وجب جعل الأسبوع ميقاتًا لهذا الواجب".
أولاً: اختصاص أمتنا بيوم الجمعة:
هداية هذه الأمة ليوم الجمعة:
أخرج مسلم عن حذيفةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
». وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: « ». وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: « ». وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه قالا: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: « »، وفي رواية واصل: « ».
ثانيًا: خصائص يوم الجمعة:
1- خير يوم طلعت فيه الشمس:
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: « ». وأخرج الحاكم في المستدرَك، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: « » الحديث. وعن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: « » قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك، وقد أرمتَ؛ أي: يقولون قد بليتَ؟ قال: « ».
وفي سنن ابن ماجه، عن أبي لبابةَ بن عبد المنذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «
».
2- في يوم الجمعة ساعة إجابة:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذكرَ يومَ الجمعة، فقال: « ».
وأخرج المروزي في الجمعةِ وفضلها: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلَّى الله عليه وسلَّم : «
».وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلَّى الله عليه وسلَّم: «
» .
ما هو هذا الوقت؟ على قولين:
القول الأول:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "السَّاعةُ التي في الجمعةِ بعد العصر"، وعنه أيضًا أنه قال: "السَّاعة التي ترجى في يومِ الجمعة بعد العصر".
القول الثاني:
وعن عون بن حصيرة، قال: "السَّاعة التي ترجى في يومِ الجمعة ما بين خروجِ الإمام إلى انقضاءِ الصلاة".
عن أبي بردة، قال: "كنت عند ابن عمر رضي الله عنهما فسأل عن الساعةِ التي في يوم الجمعة؟ قال: قلتُ: هي الساعةُ التي اختارَ الله فيها الصلاةَ، قال: فمسح رأسي، وبرَّك علي، وأعجبه ما قلت".
وأخرج مسلم عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أسمعتَ أباك يحدثُ عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في شأن ساعة الجمعة؟"، قال: قلت: نعم، سمعته يقول: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «
».
3- من مات يوم الجمعة وقِي فتنة القبر:
أخرج أحمد في المسند بسندٍ ضعيفٍ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من مات يومَ الجمعة أو ليلةَ الجمعة وقي فتنةَ القبر».
4- الإكثار من الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يوم الجمعة:
أخرج أحمد في المسند وابن ماجه في سننِه عن أوس بن أوسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
»، فقال رجلٌ: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتُنا عليك وقد أَرِمْتَ؟ يعني بليتَ فقال: « ».
وفي سنن ابن ماجه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الموت؟ قال: « ».
»، قال: قلتُ: وبعد
5- صلاة الفجر جماعةً يوم الجمعة خيرُ صلاة يصليها المسلمُ في أسبوعِه:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم: «الإيمان، وصحَّحه الألباني في صحيحِ الجامع:[1119]).
» (رواه البيهقي في شعب
ثالثًا: سنن الجمعة:
1- قراءة سور معينة:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقرأ في الجمعةِ في صلاةِ الفجر {الم تنزيل} السجدة، و{هل أتى على الإنسانِ حينٌ من الدهر}".
وأخرج مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقرأ في صلاةِ الفجر، يوم الجمعة {الم تنزيل} السجدة، و{هل أتى على الإنسانِ حينٌ من الدَّهر}، وأنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقرأ في صلاةِ الجمعة سورة الجمعة، والمنافقين".
قال الحافظ ابن حجر: "قيل: إنَّ الحكمةَ في هاتين السورتين الإشارةُ إلى ما فيهما من ذكرِ خلقِ آدم وأحوالِ يوم القيامة؛ لأنَّ ذلك كان وسيقعُ يوم الجمعة" ا.هـ.
قراءة سورة الكهف:
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
»؛ (رواه البيهقي في (الدعوات الكبير) بإسنادٍ حسن). وقال المناوي: "فيندب قراءتها يوم الجمعة، وكذا ليلتها كما نصَّ عليه الشَّافعي رضي الله عنه".فتقرأ السورةُ في ليلةِ الجمعة أو في يومِها، وتبدأ ليلةُ الجمعة من غروبِ شمس يوم الخميس، وينتهي يومُ الجمعة بغروبِ الشمس، وعليه: فيكون وقت قراءتها من غروبِ شمس يوم الخميس إلى غروبِ شمس يوم الجمعة.
2- الاغتسال:
أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النَّاسُ ينتابون الجمعةَ من منازلِهم من العوالي، فيأتون في العَبَاء، ويصيبهم الغبار، فتخرج منهم الريح، فأتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: « ».
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النَّاسُ أهلَ عمل، ولم يكن لهم كُفَاة، فكانوا يكون لهم تَفَلٌ، فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة؛ كُفاة: جمع كاف، كقضاةٍ جمع قاضٍ؛ وهم الخدمُ الذين يكفونهم العمل، تَفَل: أي رائحة كريهة.
وأخرج البخاري عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».
3- التطيب والسواك:
وأخرج البخاري عن عمرو بن سليمٍ الأنصاري، قال: أشهد على أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: أشهدُ على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».
4- التبكير يوم الجمعة:
أخرج الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
».
(ومثل المهجِّر): قال الخليلُ بن أحمد وغيرُه من أهلِ اللغة وغيرهم: التهجيرُ التبكير، ومنه الحديث: لو يعلمون ما في التهجيرِ لاستبقوا إليه؛ أي: التبكير إلى كلِّ صلاة، هكذا فسَّره.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».وفي الصحيح قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «
» (متفق عليه).
5- السنة الأذان الواحد:
أخرج البخاري عن السائبِ بن يزيد: أن الذي زاد التأذينَ الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان رضي الله عنه حين كثر أهلُ المدينةِ، ولم يكن للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم مؤذنٌ غير واحدٍ، وكان التأذين يوم الجمعةِ حين يجلسُ الإمام؛ يعني: على المنبر.
وعن الزهري، قال: سمعتُ السائب بن يزيد، يقول: "إنَّ الأذانَ يوم الجمعة كان أوله حين يجلسُ الإمام، يوم الجمعة على المنبرِ في عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما فلمَّا كان في خلافةِ عثمان بن عفان رضي الله عنه وكثروا، أمر عثمانُ يومَ الجمعة بالأذانِ الثالث، فأذن به على الزوراء، فثبتَ الأمرُ على ذلك".
6- صلاة ركعتين تحية المسجد:
أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خطب، فقال: «
».وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة، ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يخطب، فجلس، فقال له صلَّى الله عليه وسلَّم: «
»، ثم قال صلَّى الله عليه وسلَّم: « ».وأخرج البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم يخطب النَّاسَ يومَ الجمعة، فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «
»، قال: لا، قال: « ».
7- الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب:
عن سعيد بن المسيب، أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه أخبره: أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».في (الموسوعة الفقهية): "إذا صعد الإمامُ المنبرَ للخطبة، يجبُ على الحاضرين ألا يشتغلوا عندئذٍ بصلاة ولا كلام إلى أن يفرغَ من الخطبة، فإذا بدأ الخطيبُ بالخطبةِ تأكد وجوبُ ذلك أكثر".
قال في (تنوير الأبصار): "كل ما حرُمَ في الصلاةِ حرم في الخطبةِ، وسواء أكان الجالسُ في المسجدِ يسمع الخطبة أم لا، اللهم إلا أن يشتغلَ بقضاءِ فائتة لم يسقط الترتيب بينها وبين الصلاة الوقتية فلا تكره، بل يجبُ فعلها، فلو خرجَ الخطيب، وقد بدأ المصلي بصلاةِ نافلة، كان عليه أن يخففَها ويسلِّمَ على رأس ركعتين، وهذا محلُّ اتفاقٍ بين الأئمة الأربعة".
8- عدم تخطي الرقاب:
أخرج الترمذي وضعَّفه الألباني عن سهل بن معاذ بن أنسٍ الجهني، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من تخطَّى رقابَ الناس يوم الجمعة اتخذ جسرًا إلى جهنَّم».
رابعًا: فضل من صلى واستمع وأنصت في الخطبة:
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».و عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقول: «
».وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
».وأخرج الترمذي وصححه الألباني عن أوس بن أوسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
» .
خامسًا: صلاة سنة الجمعة بعدها:
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
».وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
»، زاد عمرو في روايتِه: قال ابن إدريس: قال سهيل: "فإن عجل بك شيءٌ فصلِّ ركعتين في المسجدِ، وركعتين إذا رجعت".وعن سالم، عن أبيه: "أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصلي بعد الجمعةِ ركعتين".
وأخرج الترمذي وصححه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه: "كان إذا صلَّى الجمعةَ انصرفَ، فصلى سجدتين في بيته"، ثم قال: "كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يصنع ذلك".
وعن عبد الله بن عمر، أنه وصف تطوعَ صلاةِ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "فكان لا يصلِّي بعد الجمعةِ حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته".
سادسًا: التشديد في التخلف عن الجمعة:
أخرج أبو داود والترمذي وحسنه الألباني عن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه وكانت له صحبةٌ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».وأخرج ابن ماجه وحسنه الألباني، عن جابرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
».وأخرج مسلم عن الحكمِ بن ميناء، أنَّ عبد الله بن عمر، وأبا هريرة رضي الله عنهم حدَّثاه، أنهما سمعا رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول على أعوادِ منبره: «
».
وعن يحيى بن أسعد بن زرارة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «
» (رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن).
سابعًا: قضاء صلاة الجمعة:
صلاةُ الجمعة لا تُقضى بالفوات، وإنما تُعاد الظهر في مكانِها.
قال في (البدائع): "وأمَّا إذا فاتت عن وقتِها، وهو وقت الظهر، سقطتْ عند عامَّةِ العلماء؛ لأنَّ صلاةَ الجمعة لا تُقضى؛ لأنَّ القضاء على حسبِ الأداء، والأداءُ فات بشرائطَ مخصوصةٍ يتعذَّر تحصيلها على كلِّ فرد، فتسقط، بخلافِ سائر المكتوبات إذا فاتت عن أوقاتها، وهذا محلُّ اتفاق".
أخرج الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «
».وقال الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، والعملُ على هذا عند أكثرِ أهل العلم من أصحابِ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وغيرهم، قالوا: من أدرك ركعةً من الجمعةِ صلَّى إليها أخرى، ومن أدركَهم جلوسًا صلَّى أربعًا، وبه يقولُ سفيانُ الثوري، وابنُ المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق".
سالم جمال الهنداوي
- التصنيف:
- المصدر: