لا تحزن - مشاهد التوحيد (2)

منذ 2014-05-20

من الحكمةِ التي يؤتاها كثيرٌ من المؤمنين، نَزْعُ فتيلِ العداوةِ، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، {المسلمُ منْ سلِم المسلمون منْ لسانِه ويدهِ}.

من الحكمةِ التي يؤتاها كثيرٌ من المؤمنين، نَزْعُ فتيلِ العداوةِ، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، {المسلمُ منْ سلِم المسلمون منْ لسانِه ويدهِ}.
أيْ: أن تَلْقَى منْ آذاك بِبِشر وبكلمةٍ لينةٍ، وبوجهٍ طليقٍ، لتنزع منهُ أتون العداوةِ، وتطفئ نار الخصومِة {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}.

كٌن ريِّق البِشْرِ إنَّ الحُرَّ شيمتُهُ *** صحيفةٌ وعليها البِشْرُ عنوانُ

  • ومنْ مشاهدِ التوحيدِ في أذى منْ يؤذيك:
    مشهدُ معرفةِ تقصيرِ النفسِ: وهو أنَّ هذا لم يُسلَّطِ عليك إلا بذنوبٍ منك أنت،
    {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}، {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.
    وهناك مشهدٌ عظيمٌ، وهو مشهدٌ تحمدُ الله عليهِ وتشكرُه، وهو: أنْ جعلك مظلوماً لا ظالماً.

    وبعضُ السلفِ كان يقولُ: اللهمَّ اجعلْني مظلوماً لا ظالماً. وهذا كابنْيْ آدم، إذ قال خيرُهما:
    {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.

    وهناك مشهدٌ لطيفٌ آخرُ، وهو: مشهدُ الرحمةِ وهو: إن ترْحَمَ منْ آذاك، فإنهُ يستحقُّ الرحمةَ، فإنَّ إصراره على الأذى، وجرأته على مجاهرةِ اللهِ بأذيةِ مسلمٍ: يستحقُّ أن ترقَّ لهُ، وأنْ ترحَمَهُ، وأنْ تنقذه من هذا،
    «انصرْ أخاك ظالماً أو مظلوماً».

    ولمَّا آذى مِسْطَحٌ أبا بكرٍ في عِرْضِهِ وفي ابنتِهِ عائشة، حلف أبو بكرٍ لا ينفقُ على مسطحٍ، وكان فقيراً ينفقُ عليه أبو بكرٍ، فأنزل اللهُ:
    {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}. قال أبو بكرٍ: بلى أُحِبُّ أن يغفرَ اللهُ لي. فأعاد له النفقة وعفا عنهُ.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,806
المقال السابق
مشاهد التوحيد (1)
المقال التالي
مشاهد التوحيد (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً