الإحسان - (3) في السُّنَّة النَّبويَّة

منذ 2014-05-26

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَه، فليُرح ذبيحته».

عن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه قال: "ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: «إنَّ الله كتب الإحْسَان على كلِّ شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شَفْرَتَه، فليُرح ذبيحته»" (رواه مسلم:1955).

قال المباركفوري: "قوله: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء». أي: إلى كلِّ شيء، أو على بمعنى: في، أي: أمركم بالإحْسَان في كلِّ شيء، والمراد منه العموم الشَّامل للإنسان حيًّا وميتًا".

قال الطَّيبي: "أي أوجب مبالغة؛ لأنَّ الإحْسَان هنا مستحبٌّ، وضمَّن الإحْسَان معنى التَّفضُّل وعدَّاه بـ«على»، والمراد بالتَّفضُّل: إراحة الذَّبيحة بتحديد الشَّفرة، وتعجيل إمرارها وغيره"، وقال الشُّمُنِّيُّ: "«على» هنا بمعنى اللام متعلِّقة بالإحْسَان، ولا بدَّ مِن على أخرى محذوفة بمعنى: الاستعلاء المجازي، متعلِّقة بكَتَبَ، والتَّقدير: كَتَبَ على النَّاس الإحْسَان لكلِّ شيء" (تحفة الأحوذي للمباركفوري:4/664665).

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليَّة؟ قال: «مَن أحسن في الإسلام لم يُؤاخذ بما عمل في الجاهليَّة، ومَن أساء في الإسلام أُخذ بالأوَّل والآخر»" (رواه البخاري:6921، ومسلم:120).

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "أقبل رجلٌ إلى نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر مِن الله، قال: «فهل مِن والديك أحدٌ حيٌّ؟ قال: نعم، بل كلاهما. قال: أفتبتغي الأجر مِن الله؟ قال: نعم، قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما» (رواه مسلم:2549).

وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص؛ قال: "حدَّثني أبي، أنَّه شهد حجَّة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، وذكَّر ووعظ، فذكر في الحديث قصةً فقال: «ألا واستوصوا بالنِّساء خيرًا، فإنَّما هنَّ عَوَان عندكم ليس تملكون منهنَّ شيئًا غير ذلك، إلَّا أن يأتين بفاحشة مُبَيِّنَة، فإن فعلن فاهجروهنَّ في المضاجع، واضربوهنَّ ضربًا غير مُبَرِّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنَّ سبيلًا، ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا. فأمَّا حقُّكم على نسائكم فلا يُوطِئْن فرشكم مَن تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقُّهنَّ عليكم أن تحسنوا إليهنَّ في كسوتهنَّ وطعامهنَّ»" (رواه الترمذي:(1163)، وابن ماجه:(1851)، والنسائي في الكبرى:(8/264). قال الترمذي: حسن صحيح. وصحَّحه ابن العربي في عارضة الأحوذي:(6/179)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع:7880).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعت جيرانك يقولون: أن قد أحسنت فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت، فقد أسأت» (رواه ابن ماجه:(4223)، وأحمد:(1/402،3808)، وابن حبان:(2/285)، (526)، وجوَّد إسناده ابن مفلح في الآداب الشرعية:(2/112)، وقال الهيثمي في المجمع (10/274): رجاله رجال الصَّحيح، وصحَّح إسناده أحمد شاكر في تخريج المسند:5/309).

  • 0
  • 0
  • 2,166
المقال السابق
(2) في القرآن الكريم
المقال التالي
(4) أقوال السَّلف والعلماء في الإحسان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً