العقل والنص

منذ 2014-06-02

أعتقد أن من أهم قضايا يجب تناولها اليوم، لتوعية جيل اليوم هي تسليط الضوء على مجموعة من الأفكار والمفاهيم، التي تساهم كركائز في تشكيل العقل المعرفي اليوم، ياتي ما سبق في ظل بروز غير مسبوق لدور الهدم من الداخل الذي يعد أحد محاور إدارة المعركة من جانب أعداء الإسلام مع المسلمين.

  • العلاقة بين العقل والنقل والعصر والسلفية: أعتقد أن من أهم قضايا يجب تناولها اليوم، لتوعية جيل اليوم هي تسليط الضوء على مجموعة من الأفكار والمفاهيم، التي تساهم كركائز في تشكيل العقل المعرفي اليوم.
    ياتي ما سبق في ظل بروز غير مسبوق لدور الهدم من الداخل الذي يعد أحد محاور إدارة المعركة من جانب أعداء الإسلام مع المسلمين.

    وقد بدا هذا الهدم بوضوح عندما اتخذت إحدى الحركات التي تتسمى بالسلفية مرشحا رئاسيا لحكم مصر تتوفر له مؤهلات التسجيل بصفحات التاريخ قبل سجلات الأمن الجنائي لكي يكون قائدا بارزا لعصابات الإجرام الخطرة على الأمن العام.

    لقد كان من أدوات الحرب من الداخل إنشاء وتمويل مدارس لتعليم الإسلام كدين رافض لتغيير الظلم والمنكر وممكن لدوام حكم قوى الشر والطغيان.
    ومحاربة أي مدارس إسلامية ينتج عنها تهديد بقاء السلطان في يد الطغاة وقوى الكفر الدولي، وقد تم ضرب مدرسة المسجد الأحمر بباكستان في هذا الإطار وتم التدخل في صناعة مناهج التعليم في الدول الإسلامية بتدخل أجنبي تحت مسمى خادع هو تطوير التعليم والهدف في النهاية دين مستكين للظلم والظالمين.

    لقد كانت الاستكانة وليدة لمدارس تحت مسمى السلفية شكلت وإدارت قضية العلاقة بين العقل والنص والعصر والسلفية.
     
  • إدارة تركيع العقول: وما انفك تركيع العقول عن منظومة صلاح آخر الأمة مشروط بالتبعية لأولها دون تفرقة بين الثوابت والمتغيرات، فصار عالم اليوم لا يحكم على واقع اليوم إلا بالرجوع إلى عالم الأمس وواقعه ليقيس عليه فكانت مأساة القياس بين موقف الصحابة والتابعين والسلف الصالح من ظلم واقعهم الذي كانت تشمله الخلافة وإقامة الدين على ظلم اليوم تحت حكم الاستعمار العالمي.

    إن صلاحية النص لكل زمان ومكان من نتائجه أن يتصدى عالم اليوم لبسط النص على المكان وفي زمان اليوم الذي يحيا فيه.
    إن فهم النص واستنباط ما به من أحكام فريضة اليوم على عالم المكان وزمان اليوم.
    إن مسائل العقيدة والثوابت هي فقط التي يحتج في فهما كما فهمها من أنزلت عليهم الرسالة أما مسائل المتغيرات في الواقع التي تتغير بتغير الزمان والمكان والظروف والأحوال فمن الإثم أن يلزم عالم اليوم بالرجوع فيها إلى عالم الأمس المختلف زمانا ومكانا عن ما نحيا فيه.
    إن المتغيرات بشأن السلطة والحكم والقتال وإدارة العلاقات الدولية وإدارة توازن العملية السياسية وأطرافها داخليا وخارجيا لهو من البهتان على دين الله أن يرجع فيها لسلف فالاجتهاد فريضة على عالم الزمان والمكان أن يقول كلمة النص في متغيرات واقع اليوم

نزار غراب

محامي يعمل في المجال الحقوقي والبحث بعلوم القانون والشريعة الإسلامية والكتابة بمجال الفكر السياسي.

  • 2
  • 0
  • 1,673

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً