ذكريات في المشفى - (27) موقفٌ عجيب!
تقول صاحبتنا:
حين طلبوا مني دماء مطابقة، كان خاطبي أول من تذكَّرتُ أن دماءه موافقة..
وفي وقت الزيارة أخبرتُ الجميع، فعرضوا التبرع بشكلٍ مرحّبٍ وسريع..
وكان خاطبي -على غير عادته- صامتًا، ولم يُشارِك في الحوار بل ظل في مَعزلٍ جامدًا!
وبالطبع لم أُبادِر بإخباره أني سارعتُ بعرض اسمه..
وحتى انصرف وأنا أترقَّب منه أدنى بادرة، وحقًا كنتُ من ردَّة فعله تلك حائرة!
فلم يُشارِك في الكلام، حتى ألقى حين انصرافه المُبكِّر السلام!
وتركتُ أبي وجمع من جيراني وأقاربي، يتناقشون كيف سيُلبُّون حاجتي ومطلبي؟
وفي الصباح حضر جمع من الجيرة، فضلًا عن بعض الرفقاء والأقرباء، كل يُسابِق إلى التبرع بالدماء...
كانوا جزاهم الله خيرًا عشرةَ أفراد وفوقهم ثلاثة، بينما احتاج الأطباء -فقط- إلى إلى ثلاثة..
فانصرف العشرة وكل منهم يُبدي التحسُّر، فهون أبي عليهم بقوله: إن الله على طِيب نوايكم يأجر..
وكنتُ أوصيتُ أبي ألا يترك أكياس الدم بعد التبرع، خشية أن تُستبدَل دون أن يشعر..
فعمل أبي حفظه الله بالنصيحة، وهدَّد إن قربها أحد أن يُحدِثَ له فضيحة!
وفي الأخير: أحضرها أبي في حبور، بينما تخلَّف خاطبي لأول مرةٍ عن الحضور!
و..
يتبع...
- التصنيف: