ذكريات في المشفى - (29) المصالحة!

منذ 2014-06-03

تقول صاحبتنا:

وحضر خاطبي ولم يُقدِّم بين يدي حديثه عذرًا..!

فلما استشعر من جانبي غضبًا، وجه إلى والديَّ سؤلًا!

فأخبرته أمي لمَ أنا واجدة وغضبى..

- فقال بدهشة: فمن مثل التبرع بالدم تُصيبني الخشية!

- فلم أستطع إلا المداخلة وأسرعتُ قائلة: كان يمكنك -بكل بساطة ويُسر- إبداء ذلك العذر..

وبلا شك كنَّا سنراعي ذلك الأمر ونقبله بلا عتاب ولا لوم..

فما وجدنا إلا من التزامكم الصمت!

ثم تغيبكم الذي أثار عجب القوم: فمنهم من تعجَّب وسكت، ومنهم من سأل عن السبب..!

فقط كان يجزئك محض التواجد والحضور، أما عن التبرع فلست بمضطر ولا مجبور..!

- فقال يتعجُّب: ولِمَ الحضور! ألم تسرِ بخير كل الأمور!

- فلما ساد بعد قوله هذا الصمت؛ أضاف لينتهي هذا الأمر: على كل حال لم أتعمَّد، ولكل من حضر أو تبرع نحمد..

ثم أعقب قوله بإخراج تحفة من جيبه؛ يشفع بها ما قدَّم من عذره..

- هنا تدخَّل أبي في الحوار، بعد طول صمتٍ وانتظار: لا عليكم فإن الأمر يسير، وأرجو عدم إضافة شيء لما قد قيل..

والحق بقي في نفسي شيءٌ عليه، لا بسبب الخشية كان الوجد.. بل لطريقته في معالجة الأمر، وتمريره إيَّاه بكل عفوية ويُسر..!

ماذا لو لم يكن معي أبي، أكان في مثل هذا الموقف تاركي...!

وأفقتُ من لُجَّة الأفكار على ذلك الاستفسار:

- وما فعل الأطباء بتِلكم الدماء؟

- فأجابت أمي: لم يفعلوا شيئًا بعد، أظن أنهم سيُعطونها إيَّاها اليوم...
و..

يتبع...

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 916
المقال السابق
(28) ووجدتُ عليه!
المقال التالي
(30) وزاد الوجد!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً