ابدأ في رمضان - (9) الكف عن النَّكد الأُسري

منذ 2014-06-22

لتكن البداية شهر رمضان.. عسى أن نُولَد من جديد.. ويوم العتق يوم عيد.

للأسف الشديد تقبع العديد من الأُسر تحت التهديد بسبب تملك النكد الدائم والخلافات المستمرة بين الزوجين..

شُحَّ الأنفس، وخُبث بعض الطوايا، مع عدم القدرة على تجاوز المواقف وتعاطي العلاج المناسب للمشكلات، مع غياب الحكمة من البيت يتسبَّب في هذه الظاهرة المحزنة.

وفي وصف لأحد الباحثين الاجتماعيين* لهذه الظاهرة تفضَّل بوصفها:

"كلمة (النَّكَد) ليست مصطلحًا عِلميًا، غير أن لها في الأذهان معانيها وصورها، وظلالها وإيحاءاتها، وأبعادها ووقعها غير المحمود على جميع أفراد الأسرة".

حتى وأنا أكتب لكم هذه الكلمات شعرتُ بضيق الصدر..

النَّكَد في المنزل حتى وإن كان من طرفٍ واحد -أيُّ فردٍ من الأُسرة- فإن شعور الهمِّ والغمِّ يطغى على الجميع.

وتقول معاجم اللغة بـ: "أن الشخص النَّكِد هو شخصٌ عَسِرٌ شؤومٌ..!".

وأسباب هذا النَّكًد كلها تتلخَّص تحت عنوان "قلة الإيمان"..

فقليل الإيمان وعديم الصبر على الابتلاء يتأثر وسرعان ما يغضب.. ويطغى عليه هذا الشعور الثقيل، وإذا به ذلك الشخص العسِر الشؤوم..

ويسري هذا الشعور إلى بقية أفراد الأُسرة فيطغى النَّكَد على جميع أفرادها.. وما أتعسها من أوقات عندما يكون هذا النَّكَد سيد الموقف على عائلة بأكملها..!

هنا أُقدِّم نصيحة لكل أب، ولكل أم.. وأقول لهم: بأن النَّكَد إذا كان مسيطرًا عليكم فإن أبنائكم سوف يتطبَّعون هذا الشعور، ويكون صفة يُوصَفون بها طوال حياتهم.. فأنتم من يصنع شخصًا عَسِرًا شؤومًا..

العلاج: بما أننا عرفنا بأن السبب هو قلَّة وضعف الإيمان؛ فمن المؤكد هنا بأن العلاج سيكون تعزيز الإيمان في القلب وأن يكون مؤمنًا بقضاء الله وقدره..

وأن يتذكَّر قول من لا ينطِق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَر فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (الراوي: صهيب بن سِنان رضي الله عنه، المُحدِّث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: [2999]، خلاصة حكم المُحدِّث: صحيح).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* (المُدوِّن: أبو ساجد الشامي).

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 1,515
المقال السابق
(8) آخر العهد بالرشوة
المقال التالي
(10) كفانا هجرًا للقرآن

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً