عش فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

منذ 2003-03-15

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله .. نحمده .. ونستعينه .. ونستهديه ونستغفره .. ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً .

وأصلى وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..

فالموضوع المراد هو أن نعيش فى الدنيا كأننا غرباء أو عابرى سبيل هو موضوع من الأهمية بمكان .. فلو وضعنا هذه الجملة شعاراً لحياتنا سنكون إن شاء الله من الفائزين .

فهذا الشعار أو هذه الجملة إذا وضعناها نصب أعيننا نخلص إلى أن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة ولو كانت تساوى ما سقى الكافر منها شربة ماء ، فهذه الجملة فى الحقيقة دعوة إلى العمل لما بعد الموت كما ورد ( أن العاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ) وهى دعوة أيضاً لبيان حقيقة الدنيا وأنها معبر أو ممر فإن الدنيا دار فناء أما الآخرة فهى دار البقاء وهى الحياة الحقيقية وكما قال الله عز وجل { وإن الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون }

وورد عن البنى صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الدنيا أنها بالنسبة للإنسان كراكب إستظل بظل شجرة لبعض الوقت ثم مضى فى طريقه مرة أخرى..
أى أن العمر مهما طال فهو قصير وكما تقول الجملة الفلسفية ... أن عمر الإنسان كلما زاد نقص ... وأن حظ الإنسان من هذه الدنيا هو عمره فقط وليس عمر الدنيا فلو كان عمر الدنيا ملايين السنين فإن حظ الإنسان من هذه الملايين ستون أو سبعون ( أعمار أمتى بين الستين والسبعين ) وقليل من يجاوز ... وهناك من يتوفى وهو صغير ...

فلكل أجل كتاب ... وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .. فمن مات قامت قيامته ، فلذا يجب على الإنسان أن يعى هذا جيداً وألا تغره الأمانى ويسرع بالعودة إلى الله وأن تكون آخرته وحسن الخاتمة هى شغله الشاغل فليعمل الجميع { لمثل هذا فليعمل العاملون }

وتلك الجملة أيضاً تهون على الإنسان مصائب الدنيا والإبتلاءات والإختبارات التى يضع اللهُ فيها الإنسان لأن الدنيا فى الحقيقة أيضاً دار إبتلاء واختبـار ...
قال تعالى { تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير * الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور }
وقال أيضاً { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا }
وقال أيضاً { ونبلوكم بالخير والشر فتنة }
ليرى الله ما نحن فاعلون إزاء هذه الإبتلاءات ، وقد بشرنا عز وجل بأن الصبر على هذه الإبتلاءات له أجر عظيم ، قال تعالى { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون }

وكما ورد أن الله عز وجل قد سأل سيدنا نوح عليه السلام وقد عاش يدعو إلى الله تسعمائة وخمسون عاما { فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما } .. ماذا وجدت الدنيا يانوح ؟ قال الدنيا بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر ... سبحان الله بهذه البساطة .. وبعد هذا العمر الطويل المديد .. وماذا بين هاذان البابان بالنسبة لنا جميعاً .

ندعوا الله أن يجعل الدنيا فى أيدينا ولا يجعلها فى قلوبنا وأن يحسن ختامنا جميعاً إنه أهل ذلك والقادر عليه..

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 11
  • 1
  • 56,013
  • البتووووووووووووووول

      منذ
    [[أعجبني:]] كل شيء و اريد اضافة من ديوان شعر علي ابن ابي طالب النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أَنَّ السَّلاَمَة َ فِيْها تَرْكُ ما فِيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنه إِلاّ الَّتي كانَ قَبْلَ المَوْت بانِيها فَإِنْ بَنَاها بِخَيْرٍ طابَ مَسْكِنُها وَإِنْ بَنَاها بِشَرٍّ خابَ بانِيها أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سَقَاها بِكاسِ المَوْتِ سَاقِيها أَمْوالُنا لِذَوِي المِيْراثِ نَجْمَعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
  • مهاجر فلسطين

      منذ
    [[أعجبني:]] أن الخير باقى فى شباب الاسلام,لقول الحبيب(الخير باق فى وفى أمتى الى يوم الدين) اتمنى التوفيق لهذا الموقع ولصاحب هذا المقال. لله دركم يارجال
  • ام خطاب

      منذ
    [[أعجبني:]] منذ عدة سنوات و انا أفكر في أمر الغربة هذا .. أتدرون إلى ماذا توصلت ؟ و الله إن الغرباء حقا في هذا الزمان ليسوا هم الذين أطالوا اللحى و قصروا الثياب و لسن هن اللاتي ارتدين السواد و احتشمن و ليسوا هم الذين يلقون الدروس في المساجد و غيرهم .. هؤلاء قد يكونون غرباء نسبيا. و لكن و الله إن الغرباء حقافي هذا الزمان هم المجاهدون الذين يبذلون أرواحهم و دماءهم رخيصة لرفعة هذا الدين, إنهم الذين يجهرون بعقيدة التوحيد و البراءة من الكفار و من يتولى الكفار فيتعرضون للإعتقال و التعذيب حتى يتراجع الواحد منهم او يموت في السجن تحت التعذيب.. إنهم المجاهدون الذين يهجرون راحة الأوطان و يتغربون في أرض الرباط و يحيون أصعب حياة بعيدا عن كل ألوان الراحة و النعيم.إنهم المجاهدون الذين يتعرضون لحملة شرسة من كل دول العالم و من حكومات بلادهم العميلة و من وسائل الإعلام التي تعمل على تشويه صورتهم و أيضا - و كم يؤسفني أن اقول هذا - من الشيوخ و العلماء الذين سخروا أقلامهم و منابرهم للتخذيل عن الجهاد و وصف المجاهدين بالشرذمة الشاذة و الفئة الضالة , و والله ما ضل غير هؤلاء العلماء الذين ما فقهوا دينهم و لا كتاب ربهم. وأخيراً.. شتان شتان بين الجلوس و تقديم الدروس .. و بين بيع النفوس و الرؤوس !
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] العاقل من دان نفسة وحاسبها الطريق الى معرفة أمراض القلب هو أذدراء التفس
  • تحفة

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله جنة الفردوس .. مقالة رائعة جدا
  • أحمد فتحى

      منذ
    [[أعجبني:]] فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنت حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن تبصرون. جزاكم الله خيرا على هذه التذكره. ولابد فعلا كلنا نعلم جيدا أن الدنيا لو كانت تساوى عند الله جناح بعوضه ما سقى منها كافرا شربة ماء. و الدنيا مهما طالت فهى قصيره ومهما عظمت فهى حقيره لأن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر و العمر مهما طال فلابد من دخول القبر. أذكر ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم: إن الدنيا حلوة خضره وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون. إن الدنيالدار ممر و إن الخرة لدار مفر. والدنيا مثل الزهره كما شبهها الله فى القران الكريم فقال(زهرة الحياة الدنيا)) فسبحان الله شبهت بالزهره لأن الزهره عمرها قصير ويأتى الوقت سريعا عليها لتذبل. هكذا الدنيا
  • ندى الورد

      منذ
    [[أعجبني:]] أن الغرباء هم الذين يحملون هم هذا الدين وينصرونه بقلوبهم بالكلمة وبأرواحهم فطوبى لهم0
  • عبد الرحمن علي

      منذ
    [[أعجبني:]] كثيرون غرتهم الأماني ورب البيت لو يعلمون لضحكوا قليلا وبكوا كثيرا، لكن تكلم من الكل في غفلة من أمره إلا من رحم ربي.صاروا بعيدين عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم [[لم يعجبني:]] طول المقال. لكي يعتبروا أكثر، وجزاكم الله عن المسلمين خير
  • يُمْنَى

      منذ
    [[أعجبني:]] { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا, وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى, إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى, صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }
  • سيف الإسلام

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شبّه الدنيا فى الآخرة كما يجعل أحدنا أصبعه فى اليم.. فلينظر بم يخرج.. فلعلها وقفة تسير بنا إلى رؤية الدنيا على حقيقتها وحقارتها وأنها "ملعونةٌ ملعونٌ من فيها إلا ذكر الله وما ولاه" كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً