إلى الفتاة المسلمة اللؤلؤة المكنونة

منذ 2014-07-05

أختي العزيزة: كلمة أهمسها في أذنكِ.. كلمة أبعثها إلى فؤادكِ.. كلمة أزفها إلى روحكِ الطيبة.. إليكِ يا جوهرة مضيئة، إليكِ يا درة مصونة، إليكِ يا لؤلؤة مكنونة، إليكِ خواطر صادقة، ونصائح غالية تخرج من قلب أخٍ غيور وأبٌ مشفق عليك، يريد لك السعادة في الدنيا، والفلاح في الآخرة..

الحمد لله خلقنا من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، أسبغ علينا من فضله نعماً وآلاءً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بحقه وثناء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أفضل الخليقة بهاءً وأعلاهم سناءً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خيار هذه الأمة صفاءً ووفاءً، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم بعث الخلائق حساباً وجزاءً، وسلم تسليماً كثيرا وبعد:


أختي الكريمة: ها أنذا أكتب لك هذه الرسالة مذكراً لا معلماً يدفعني قول الله تبارك وتعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى . سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى. وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى[الأعلى:9-11] وأحسب أنكِ ممن قلوبهن تخشى الله.
أختي العزيزة: كلمة أهمسها في أذنكِ.. كلمة أبعثها إلى فؤادكِ.. كلمة أزفها إلى روحكِ الطيبة.. إليكِ.. يا جوهرة مضيئة.. إليكِ.. يا درة مصونة.. إليكِ.. يا لؤلؤة مكنونة.. إليكِ.. خواطر صادقة.. ونصائح غالية تخرج من قلب أخٍ غيور وأبٌ مشفق عليك، يريد لك السعادة في الدنيا، والفلاح في الآخرة. فإليك هذه الوصايا التي أسأل الله أن ينفع بها ويجعلها خالصةً لوجه الكريم:


1- أختي المسلمة: ضعي كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصب عينيك في أفعالك وأقوالك وسكناتك، يقول تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً[الأحزاب:36].


2- تزودي من العلم الشرعي، من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، واحرصي على حفظ كتاب الله، أو ما تيسر منه، وتعلمي أركان الإيمان وأركان الإسلام والإحسان وحققيهما واقعًا ملموسًا في حياتك، وكوني وفقك الله لما يحبه ويرضاه قدوة لأهلك وأخواتك المسلمات.


3- لا تضيعي فراغك سُدى ولا تشغليه بالأغاني الخليعة أو المجلات الساقطة، بل عليك بالقرآن وتلاوة آياته، وبتدبر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وزوجاته أمهات المؤمنين، رضي الله عنهم أجمعين.
4- تحلي بالأخلاق الفاضلة من الصدق والأمانة والحياء والتواضع والصبر، وليكن خلقك القرآن، وعليك بصلة الأرحام وبرّ الوالدين فإن لهما حقًا عظيمًا، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[النساء:36]. واحذري الأخلاق السيئة كالكبر والغيبة والنميمة والغش وغيرها.


5- احذري الثرثرة وكثرة الكلام، قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ[النساء: 114]. واعلمي أن هناك من يحصي كلامك ويعدّه عليك، قال تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:17ـ 18].


6- أيتها الفتاة الطيبة: فتشي في صداقاتك، واحذري رفيقات السوء، فإنهن لا يقر لهن قرار، ولا يهدأ لهن بال حتى تكوني مثلهن، وأداة مطيعة في أيديهن إما لكراهتهن امتيازك عنهن بالخير، وإما حسداً لك، وقال عثمان رضي الله عنه: "ودت الزانية لو زنى النساء كلهن " فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة، اللاتي يصدن عن ذكر الله، كما قال الله: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].


7- أُختي الحبيبة: ليس لك إلا الله، إنه الله الرحيم اللطيف، إنه السد المنيع، حصن الإيمان والأخلاق، فقوليها ولا تترددي: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفري مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" قوليها.. قوليها من قلب تراكمت عليه الهموم والغموم.


8- أختاه أخبريني: لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك، أكان يسُرُّكِ حالُك وما أنت عليه؟! أختاه، كيف بك لو نزل بجسمك عاهة فغيرت جمالك وبهجتك؟! أختاه، إن للموت سكرات، وللقبر ظلمات، وللنار زفرات فاسألي نفسك ماذا أعددت لها؟


9- لا تنظري إلى عيوب الناس: حاولي أن تشغلي نفسك بإصلاح عيوبك بدلاً من تتبع عيوب الآخرين، وما أحسب أحداً تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه.


10- كوني صادقة: فالكذب والإيمان لا يلتقيان في قلب المؤمن أبدا ووقوع بعض النساء في الكذب سببه عوامل عدة منها: المبالغة، والمباهاة، والرغبة في التميز.


11- عليك اختيار الزوج الصالح، صاحب الأخلاق والعفة فلا تغترّي بالمال أو بالجاه أو غيرهما لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» (الترمذي).
12- حافظي على وعدك: فعدم الالتزام بالوعد أمر خطير وربما ينشأ عن أسباب ثلاثة هي: ضعف الإيمان والأنانية والاستهتار.


13- كوني متواضعة: فالتواضع خلق الأنبياء وسمة الصالحين واعلمي أن أكثر ما يقربك إلي قلوب الناس تواضعك معهم.


14- اقبلي النصيحة: من أي مكانٍ خرجت لا تتذمري ولا تتضايقي إن صارحك أحد بحقيقة أمرك.
15- تمشي على استحياء: أليس أجدر بالفتاة أن تكون على حياء!؟ في مشيتها وكلامها ولباسها ومعاملاتها.
16- أحبي أخواتك الصالحات: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ماتحاب اثنان في الله إلا وكان أحبهما إلى الله: أشدهما حباً لصاحبه» (رواه الطبراني والألباني في السلسلة الصحيحة رقم:450) ويكفي من صحبة الصالحات الشفاعة يوم القيامة.


17- كوني بشوشة: وبالطبع مع أخواتك النساء فقط واحذري أن يكون مع الرجال.
18- لا تحاولي أن تظهري بمظهر السيدات المتزوجات فتبدين اكبر من سنك.
19- تقيدي باللباس الشرعي المحتشم الذي لا يشف ولا يصف ولا يفتن والمناسب لسنك.
20- استفيدي من تجارب الآخرين واعملي بنصائح والديك وأهل العلم والدين.


21- أختي الكريمة: عليك بالصبر والرضا بالقضاء والقدر، فقد يُمنع عنك الرزق ابتلاءً أو محنة واختبارًا كما أن الصبر مدعاة للظفر ومع الصبر يأتي الفرج والله سبحانه وتعالى يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب.


22- كوني كالنخلةِ عاليةَ الهمَّة، بعيدة عن الأذى، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها.
23-أكثري من الاستغفار لما له من فوائد في الدنيا والآخرة، وقد قال تعالى عن نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:10-12].


24-احرصي على أداء الفرائض كما أمر الله  تعالى وشرع رسوله صلى الله عليه وسلم، مقرونة بالإخلاص لله عز وجل.
26- تذكري دائمًا أهمية تقوى الله وذلك بالبعد عن المعاصي والذنوب قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3]وقد يُحرم الإنسان الرزق بسبب الذنب يصيبه، فتعجل له العقوبة في الدنيا كفارة لذنبه.


27-ابتعدي عن الحرام من مطعم أو مشرب أو ملبس، لأن الحرام يمحق بركة العافية، ومانع من موانع الإجابة، ففي الحديث: «ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب... يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له» (صحيح مسلم). 


28-أختك الكبرى.. شقيقتكِ.. مستودع ذكرياتكِ.. شريكة صباكِ.. هي الكبرى الجميلة.. والناصحة الذكية.
29-أختي الكريمة.. بمَ تتفاخرين عن بقية بنات جنسكِ؟ بجمالكِ؟! فهناك أجمل.. بمالكِ؟! فهناك أغنى.. بحسبكِ؟! فهناك أشرف.. إذاً بماذا؟! باستقامتكِ وطهركِ وكرامتكِ وعفافكِ.


30- أختي المباركة ما أمانيكِ؟ ما أهدافكِ؟ ما مشاعركِ؟ ما غاياتكِ؟ ما طموحاتكِ؟ هل لكِ هدف في حياتكِ؟ لترفعي بنفسكِ وتسمي بأخلاقكِ وتزهي بإيمانكِ وتشرفي بعفافكِ.. أم أنتِ من اللاتي لا هدف لهن إلا قتل الوقت؟!. كم من فتاة طيبة انقلبت سيئة كان السبب في ذلك الفراغ الذي حرك الشهوات من مكانها.


31- أختي المباركة: لا تكوني مثل تلك الفتاة؟! الشهوة تسوقها.. والشيطان يقودها.. والأغنية تنسيها.. والصورة تؤجج شهوتها وتشغل غرائزها.. قد قبلت لنفسها الأبية أن تفكر في تفاصيل فيلم خليع رقيع لا يليق.


32- شتان بين فتاتين: فتاة قدوتها الصحابيات، و فتاة قدوتها الأوربيات والممثلاث والمغنيات.

فتاة حجابها ستر وحشمة، و فتاة حجابها زينة. فتاة تبكي لأحوال المسلمات، و فتاة تبكي لأن بطل الفيلم مات. فتاة توزع المطويات النافعة في تسوقها، و فتاة توزع على الشباب رقم هاتفها. فتاة تقتني الكتاب والمقاطع النافعة، و فتاة تقتني الأفلام والمجلات الخليعة. فتاة تحيي الليل بالصلوات، و فتاة تحيي الليل بالمعاكسات.
33- أختي المباركة: كم من فتاة عبر سماعة الهاتف بقيت حبيسة الدار حاملة العار و كان الثمن شرفها.


34- يا بنت عائشة وأخت فاطمة الزهراء... اعلمي أن سعادتك تكمن في مدى التزامك بدينك وأن بعدك عنه يعني ضياعك... وإن لذة لحظة قد تورثك ذلاً لا يغادرك وهماً لا يفارقك.
35- عليك بالقرآن فإنه نجاة السالكين، وأمان الخائفين وشفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين، من زهد به زل ومن ابتعد عنه ضل..


36- البسمة عنوان الرقة والذوق السليم، فاجعليها ملازمة لك، ابتسمي عند المصافحة للقاء والوداع وابتسمي عند الاستئذان وعند السؤال عن شيء وعند تقديم الشكر.


37- احجبي عينيكِ عن الرجال لتسلمي من عقوبة فتنتكِ لهم أو عاقبة افتتانِكِ بهم، واعلمي أن في ستر عينيك طهارة لقلبك وحماية لغريزتك وطمأنينة لنفسك. حفظكِ اللهُ بحفظه وحرسك بعنايته وحبب إليك الستر والحياء.
38- يا بنتي: لا تترددي في عون كل من يلتجئ لك ولو بالكلمة الحسنة والوجه البشوش وحسن المشورة.


39- أُختي المسلمة: والله ما كتبت لك هذا الكلام إلا لخوفي على هذا الوجه الأبيض أن يصبح مسودًا يوم القيامة، وعلى هذه الوجه المنير أن يُصبح مظلمًا، وعلى هذا الجسد الطّري أن يلتهب بنار جهنّم، فاغتسلي بماء التّوبة، وتوضئي بوضوء الرّجوع والأوبة، وتمسّكي بدينكِ وشرفكِ وحجابكِ، فإنّما الدّنيا ظلٌّ زائلٌ والآخرة هي دار القرار، وتأكدي أنّكِ لن تندمي على ذلك أبدًا، بل إنّك سوف تسعدين بإذن الله، وإيّاك إيّاك من التّردد أو التّأخر في ذلك فإنّي والله لك من النّاصحين.


40- الغسلُ والوضوءُ والطيبُ والسواكُ والنظامُ أدويةٌ ناجحةٌ لكلِّ كدرٍ وضيق.
41- لا تفتخري بما تحملينه من شهادات فليست الشهادة دائماً دليلاً على الثقافة الواسعة... لكن الدليل عليها كلامك وسلوكك.


42- إذا جلست في مجلس فيه سمينه.. لا تتكلمي عن الرشاقة ولا عن متاعب السمنة حتى لا تظن أنك تقصدينها، وطبقي هذا الأمر على سائر العيوب التي قد ترينها أمامك.


43- لا تحاولي الحديث مع البائع ما دام معك مَحرَم. فإن تعذر وجوده فليكن حديثك حديثاً ظاهره الجد خالياً من ترقيق الكلام وتكسير العبارات، وتذكري قول الله جل وعلا: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}[الأحزاب: 32].


44- انتبهي أن تلقي بالاً لمن يلقي إليك كلمة إعجاب، أو طُرفة، أو ورقة.
45- أطفئي نار الحقد من صدرك بعفوٍ عام عن كلِّ من أساء لكِ من الناس.
46- اجعلي مسافة بينك وبين البائع ولا تسمحي له بالاقتراب منك، وإذا كان المكان ضيقاً فاطلبي من البائع الابتعاد، وخاصة عند الدخول والخروج داخل ممرات المحل.


47- عليك أيتها المؤمنة بالدعاء.. فاتجهي إلى ربك دوماً أن يمسح من قلبك الغل على أي من أخواتك في الإيمان.. واجعلي لسانك رطباً بهذه الدعوة التي دعا بها المؤمنون قبلك {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ[الحشر:10].


48- احذري جرح الآخرين فرب كلمة آذت أختاً لك في الله.. كانت عندك هينة.. ولكنها عند الله عظيمة.. ورب حركة أسأت بها لأخت لك مؤمنة.. كان ثمنها من حسناتك يوم أنت أحوجُ ما تكونين إليها.


49- عليك أيتها المؤمنة بحسن الخلق.. ضعيه نصب عينيك.. واكتبيه بماء الذهب في سويداء قلبك.. واخلعيه على حركاتك.. وسكناتك.. ونظراتك ولفتاتك.. مع كل من حولك.. مع والديك ومع أخواتك وزميلاتك.. لعل الله أن يمن عليك بكمال الإيمان، فإن نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً» (رواه الطبراني).


50- احذري التصوير بشتى أنواعه فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمها ذئاب البشر لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها.


51-احذري كتابة الرسائل الغرامية؟ فهي أيضا من وسائلهم في التهديد والضغط.
52- أختي المسلمة: كوني صاحبة الهمة العالية، والنفس الشريفة التي لا ترضى بالأشياء الدنية الفانية، وإنما همتها المسابقة إلى الدرجات الباقية العالية من العلم والخير ومنفعة الآخرين.


53-عليك أختي المسلمة بسير السلف وكتب التراجم للصالحات ففيها زيادة للهمة وإصرار وعزيمة لعلك بعد قراءتها تزداد همتك وحرصك على فعل الطاعات والتقرب إلى الله بالنوافل والخيرات.


54-اعلمي أن الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم. فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار.


55-تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر، ويتوب على من تاب، ويقبل من عاد.
56- ارحمي الضعفاء تسعدي، وأعطي المحتاجين تُشافَيْ، ولا تحملي البغضاء تُعافَيْ.
57- تفاءلي فالله معك، والملائكة يستغفرون لك، والجنة تنتظرك.


58- امسحي دموعك بحسن الظن بربك، واطردي همومك بتذكُّر نعم الله عليك.
59-لا تظني بأن الدنيا كَمُلت لأحدٍ، فليس على ظهر الأرض مَنْ حصل له كلُّ مطلوبٍ، وسلِم من أيِّ كدر.
60- يا من تقرئين هذه الرسالة قفي قليلاً مع هذه الأسطر وراجعي نفسك وحاسبيها وانظري كيف أنت في هذه الحياة. هل أنت من أولئك اللاهين الغافلين أم لا؟ وهل أنت تسيرين في الطريق الصحيح الموصل إلى رضوان الله وجنته، أم أنك تسيرين وفق رغباتك وشهواتك وغفلتك ومللك حتى ولو كان في ذلك شقاؤك وهلاكك.


61- أختاه: لولا ثقتي باعتزازك بدينك واحترامك لعقلك واستجابتك لأمر نبيك عليه الصلاة والسلام لما خاطبتُكِ، بل ولولا قناعتي باستجابتك للذكرى وقبولك لهذه الدعوة الصادقة لما اقتطعت جزءاً من وقتكِ لقراءة هذه الرسالة.


62- أخيراً أيتها الفتاة، وبعد هذا كله، كوني شجاعة واتخذي القرار، ولا تترددي، كوني ممن وصفهن الله فقال:{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ..[النساء 34]، فاحفظ الله يحفظك.


63- أختاه، أرجو أن تعذريني إن قسوت في العبارة، فإنما هي صيحة مشفق، ونصيحة محذر، وصرخة غيور، كتبتها بزفرات فؤادي؛ علها أن تعيها أذنك، ويستجيب لها فؤادك، ويفيق لها عقلك، وهي تحذير وذكرى لمن كان لها قلب أوألقت السمع.


أسأل الله أن يجعل نظرك عبراً، وصمتك فكراً، ونطقك ذكراً، وأن يجعلك هادية مهدية، تعيشين سعيدة، وتموتين شهيدة، وتحشرين مع عائشة وفاطمة وخديجة، مع اللاتي أنعم الله عليهن بالنصيحة والدعوة إلى الله والإخلاص لهذا الدين. آمين. 

 

 أمير بن محمد المدري

  • 158
  • 13
  • 143,427

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً