سر المنافسة في تفطير الصائمين

منذ 2014-07-09

في قرى صعيد مصر، يخرج الشباب على الطرق السريعة يفترشون جانبًا منها ويجلسون قرب المغرب معهم طعامٌ يكفي عشرات الأشخاص، حتى يتم دعوة أصحاب السيارات للإفطار معهم، يقف الشاب على الطريق ويشير بيديه على ركاب السيارة من أجل الإفطار معهم!

نحن شاهدنا أولئك الذين يقفون عند الإشارات المرورية قبيل آذان المغرب يوزعون على الصائمين وجبة الإفطار.. لفتات جميلة، وتنافس عجيب، وبذل وعطاء في زمن محدود فقط في رمضان!

فأهل الخير قد شيدوا الخيام..
البيوت ضاعفت من كميات إفطارهم من أجل خيمة الإفطار التي بجانبهم!
أهل البذل يتنافسون على حجز الإشارات المرورية!

يقول قائل: "ذهبت إلى إمام المسجد الذي بجوار مقرِّ عملي قبل رمضان بأسبوع وعرضت عليه أن أساهم في تفطير الصائمين في المسجد، فرحَّب بي ودعا لي، وقال: إنَّ جيران المسجد قد حسموا هذا الأمر منذ سنوات، فقد أبت النساء على أحدٍ أنْ يأتي بطعام الإفطار من المطاعم، واتفقن على أن يصنعن هنَّ إفطار الصائمين من المحتاجين والعمال وعابري السبيل، فهنَّ يجهزن طعام الإفطار في بيوتهن منذ سنوات جزاهنَّ الله خيراً!".

أما أحد المتحدثين من اللجان المتابعة لتوزيع مواقع أهل الخير والجمعيات الخيرية في المسجد الحرام وساحاته الفسيحة، المواقع التي يوزع فيها أهل الخير مادة الإفطار على ضيوف بيت الله الحرام، وقد حدث بأعاجيب التنافس بين الناس في هذا الأمر، تنافساً يتعب المنظِّمين في أحيان كثيرة، إذْ يحرص كل متبرع على أن يحظى بالنصيب الأكبر من عدد الصائمين!

وفي قرى صعيد مصر، يخرج الشباب على الطرق السريعة يفترشون جانبًا منها ويجلسون قرب المغرب معهم طعامٌ يكفي عشرات الأشخاص، حتى يتم دعوة أصحاب السيارات للإفطار معهم، يقف الشاب على الطريق ويشير بيديه على ركاب السيارة من أجل الإفطار معهم!

يقول أحد القائمين على جمعية خيرية إسلامية تنفذ:
لقد لجأنا إلى أسلوب جديد في إقامة موائد الرحمن، وهو استحداث توصيل طعام الإفطار إلى الأسر الفقيرة، والتي يكون في الغالب عدد أفرادها كبيرًا، ولا يستطيع رب الأسرة أن يصطحبهم معه إلى المائدة، خاصة إذا كان بينهم بنات أو سيدات.

ويقوم مندوبو الموائد، بتوزيع وجبات الإفطار الجاهزة من خلال دراجة نارية صغيرة، يوجد به صندوق لحمل الطعام، مثل الدراجات المجهزة لخدمة التوصيل للمنازل في المطاعم السريعة، ولا تقتصر هذه الوجبات على الفقراء والمحتاجين فقط، بل تشمل العاملين في المحال التجارية والمجندين، الذين يحرسون الأبنية والبنوك، وعابري السبيل في المقاهي والشوارع، وبعض المسنين وكبار السن الذين لا يجدون من يعولهم.

لماذا كل هذا؟
الجواب: نفحات من فطر صائماً فله مثل أجره تجري في دماء الصائمين في كل عشية..

ومضة..
سر طمع الناس في تفطير الصائمين هو الطمع في أجورهم فهل نحن منهم؟

دعاء..
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا يا رب العالمين..
اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملاً متقبلاً..
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. 

 

عبد الله آل يعن الله
 

المصدر: موقع يا له من دين
  • 0
  • 0
  • 1,419

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً