بيان الشيخ الدكتور حميد العقرة حول أحداث غزة
من أعظم ما يقدمه أهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها لإخوانهم في غزة: الدعاء لهم بالنجاة والسلامة والحفظ والنصر على عدوهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قلوبهم واحدة، مواليةٌ لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، معاديةٌ لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين، وقلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يُغلب والجند الذي لا يخذل".
الحمد لله ناصر المستضعفين من المومنين وقاهر الكفرة والمعتدين، والصلاة والسلام على من جعل رزقه تحت ظل رمحه وجعل الذل والصغار على من خالف أمره.. وبعد:
فإن العدوان الوحشي المفجع الذي حلَّ بالشعب العربي المسلم المحاصر في قطاع غزة على أيدي جيش الاحتلال الصهيوني منذ العاشر من رمضان 1435هـ السابع من يوليو 2014، والذي لا زال يحصد المئات من الأرواح معظمهم من الأطفال والنساء، على مرأىً ومَسمعٍ وتجاهل من العالم، لا شك أنه من أعظم الظلم والطغيان الذي يجب منعه ومقاومته بكل السبل الممكنة.
الواجب على المسلمين قاطبة حكامًا ومحكومين أن يقدموا من النصرة والنجدة لإخوانهم المحاصرين في غزة ما يستطيعون لرفع هذا الظلم عنهم، كل بحسب ما يملك من قرار ومال وقدرة، وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسْلِمُه» (رواه البخاري ومسلم)، وفي رواية لمسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذُلُه...»، وفي رواية عند الطبراني: «ولا يُسْلِمُه في مصيبة نزلت به».
من أعظم ما يقدمه أهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها لإخوانهم في غزة: الدعاء لهم بالنجاة والسلامة والحفظ والنصر على عدوهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قلوبهم واحدة، مواليةٌ لله ولرسوله ولعباده المؤمنين، معاديةٌ لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين، وقلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يُغلب والجند الذي لا يخذل"، وإن تخاذل العالم الإسلامي بحكامه وشعوبه ومنظماته وعجزها عن وقف هذه المذابح والمجازر الوحشية لوصمة عار.
لكن نستبشر خيرًا مما رأيناه من شعوب العالم وعدد من المنظمات والشخصيات السياسية والإعلامية، والبرلمانية والحقوقية والرياضية.. وغيرهم من التعاطف مع شعب غزة المحاصر، ومن ذلكم موقف المملكة المغربية المشرف وإرسال مساعدات بأمر من جلالة الملك محمد السادس أيده الله، وكذا موقف المملكة العربية السعودية، لكن نريد مزيدًا من التضامن لوقف هذه المذابح الوحشية.
والعجب خذلان بعض العلماء والدعاة، لعدم بيانهم وتوضيحهم واجب النصرة ووسائلها وأشكالها، والسكوت عن واجب الوقت، والأعجب من هؤلاء من ينتقد حماس بشدة في ظل هذه الظروف العصيبة.
فاللهم احفظ إخواننا في غزة من كل سوء أو مكروه.
اللهم سدد رميهم وثبت قلوبهم وانصرهم على عدوك وعدوهم.
اللهم اقذف الرعب في قلوب الصهاينة الحاقدين واجعل تدبيرهم تدميرهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك.
قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:40، 41].
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين.
حميد العقرة
- التصنيف: